صفحة الكاتب : جاسم محمد كاظم

الايمان والالحاد بين الجوهر الوجودي والاسباغ العقلي
جاسم محمد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  يحوي  عالمنا  الحالي  ثلاث اديان  سماوية  والاف المعتقدات ا لغريبة التي تتفاوت  من  عبادة الحيوان الى عبادة الاسلاف  والظواهر الطبيعية   تتفاوت في عدد معتنقيهاو تختلف  فيها التقاليد والقيم ونظام التشريع والقوانين  بالرغم من الزعم القائل  من انها  تصدر من   مرجعة واحدة ورب  واحد  وتدعوا الى قيم نبيلة  واحدة. لكن واقع الاديان  يقول  على عكس ذلك  بواقع النص المختلف في كل دين.  بل ان نفس الدين الواحد  مقسم الى مذاهب  فرعية  مختلفة مع  بعضها  باختلاف الرواة والفئات التي   دخلت مع  نفسها في اتون حروب لاهبة  فقدت فيها الالاف من الضحايا  من اجل  التجذير  لبيئة  سياسية وحكم  يظمن لها  هيمنة سلطة مطلقة  لذلك كون  كل منها  مفهومة الخاص ورسم   صورة  مختلفة للرب  وانبيائة  واوليائة عن  صورة الاخر ويدعوا  كل  طرف من خلال  حملاتة التبشيرية   الى الايمان بربة    بدون ان يعطينا  صورة واقعية لهذا الرب المختلف الصورة عن الاخرين المشككين بة  من الجذور من   بعض المذاهب.ومع ظهور الانسان المفكر  الى حيز الوجود   وبدايات التفكير العقلي الماخوذ من واقع المحيط بدات المفاهيم الدينية بالتفكك  حين  بدا الانسان  يستغني  عن  خالقة  حين  بدا  يعرف  كيف  يتصرف  ازاء الطبيعة بدون  ان  يقدم  قرابين وتضحيات  ترضي الرب لينسف  معها  نسقا من مفاهيم  مدرسية  غلفت  عقل الانسان  على  طول  خمسة الاف  عام حين ادرك  اخيرا  ان  كل تلك المفاهيم  انما  خلقت من اجل  تجذير اشياء مستترة خلفها  لم  تظهر في   سماء العلن  حين  بدا  يفك مغاليق المادة   ويعيد  صنع الطبيعة من جديد  فافصح منظار  (غاليلو) عن اول  هزة  اربكت  كل الايمان حين  اعلن ان  العالم  بكليتة  متحرك  وليست الارض  مركزا للكون وانها  جسما صغير هائم في  فضاء لامتناهي وليس طبقات من البلور  مما  ترتب علية ان تعيد اوربا المسيحية رتق  هذا الخرق  في  فلسفة كنيسة احرقت  عشرات العلماء حين  سد  ديكارت  هذا الخرق  مؤقتا بنظرية فلسفية اعادت للايمان المقلقل جزئا من  توازنة المفقود  بنظرية فلسفية مضطربة قلبت  الحقيقة راسا  على  عقب وشبهت العقل  بالعنكبوت  ينسج  مفاهيمة من ذاتة الحبيسة المعزولة عن المحيط ويتغذى افرازاتة التي يزعم انها وديعة الخالق  بثنائية المادة والروح التي  نسفها  سبينوزا من الجذور فاتحا الباب على مصراعية لنسف كل  مفاهيم الايمان  لينال  طردا  من المجلس اليهودي الذي  احالة الى  اللعنة الابدية التي  لم  يعبا  بها  سبينوزا حين  بدات المادة تكشف عن نفسها بانها  اصل  كل  شي في كل الكشوف العلمية التي  احالت البابا وكنيستة  الى ماضي تحجر  خلف  سور الفاتيكان لم  ينفع  معها  لملمة الشمل الكانتي الذي  زاوج  بين المثال والمادة واثبت وجود  الرب  بمئة دليل لكنة عاد  ونفاة  بمئة دليل  اخر في كتاب  صعب الفهم والقرائة لنقد العقل الخالص   احال الكل  الى اسباغات عقلية محضة  لتكون الدولة وريثة الرب في  اخر  عصور الفلسفة المثالية  التي جمع فيها هيجل خريج  معهد توبنجن الديني البروستانتي  المثال والمادة بديالكتيك  يقول  عنة انجلز ان مفهوم الديالكتيك الهيجلي الذي يؤكد في كل الحركات الالتوائية  والانتكاسات الموقتة  ليس الا  صورة هزيلة لحركة مفهوم الذاتية الموجودة من الازل  وهكذا كان الرب  يخلي الساحة حين تنامت الكشوف العلمية وظهور النظريات العلمية بمثل  جواب العالم لابلاس للفاتح  نابليون انة لم يعد للرب مكانا في نظريتة وظهور   قوانين الجاذبية والحركة  عند  نيوتن الذي  يصفة ماركس (بانة جرد السماء من  سكانها ) ليبدا  بعدها (الديالكتيك الماركسي)  ينسف كل المفاهيم المثالية  السابقة  بنظرية التفسير المادي للتاريخ  بماديتة التاريخية والجدلية  حين  ظهر (البراكسسيس الماركسي) الى حيز الوجود ليعيد  عمل الانسان الى الانسان ويثبت  قصور الفلسفة السابقة عن  فهم  الموضوع (ان الموضوع العالم الحسي لايدرك فيها الا تحت  شكل الحدس  وليس  بوصفة فاعلية انسانية ممارسة على نحو ذاتي ) ليظهر الانسان هو  القوة  المفكرة الفاعلة  المحركة  للطبيعة ومكيفة لها استلبت منة  كل عملة الذي انتحلة منة الاخرون وصاغة بمفاهيم واهية على  شكل الهة وانصاف الهة   ويثبت  بالبرهان والدليل ان  كل البنى  الفكرية من الاديان والقوانين والاعراف ماهي الا  بنية  فوقية تصدر عن  بنية تحتية اقتصادية ناتجة عن الانتاج والمبادلة وتجدد الانتاج  لتخدم  بيئة سياسية  تكيفها كيف  تشاء  بمختلف  اشكال الفكر والفلسفة والدين  من اجل  تجذير  القديم بكل اشكالة حين عجز الاخرون عن معرفة اصل الافكار ونشوئها في المجتمع  مثلما   (((وجد هيجل نفسه، في ذات الحلقة المفرغة، التي وقع فيها علماء الاجتماع، والمؤرخون الفرنسيون. فهم يفسرون الوضع الاجتماعي، بحالة الأفكار وحالة الأفكار بالوضع الاجتماعي) وهكذا استبعد كل القديم واصبح  سيرةتاريخية تسمى (مثالا) في  مقابل العلم وفلسفتة التي  تداخلت في  كل انحاء الحياة  .وظهرت مملكة الانسان لتحل محل  مملكة السماء .في اوربا التي تحضرت ولم يتبقى للدين فيها من اثر  سوى  ماضي  وتراث قديم ولايفهم من هذا ان  الدين  كان جوهرا حقيقيا في  باقي الحضارات والاديان الاخرى  فقد  ساير الفكر المادي  الفكر المثالي في  كل  عصورة بل انة كان  اكثر  ايضاحا منة   في  شرح الكون وتفسير الطبيعة مثل  شرح   (بريهسباتي وتلميذة   شرفاكا)       في الهند الاقديمة حين سبق   مدرسة افلاطون مثلما يقول (جورج طرابيشي في نظرية العقل ) في  خلق الطبيعة حينما ردا كل مافي الطبيعة الى اربعة عناصر  الماء والهواء والتراب والنار قبل ان ياتي افلاطون ويضيف الاثير السماوي ..وكانت مدرسة  شرفاكا تنكر الغيب واساطير اليوكا  وكتب الفيدا  وتعتبرها اساطير  مخرفين  بل وترى في القرابين اتي رافقت كل الاديان حيلا  احتالها الكهنة والدجالون لتوسيع الكسب المادي ..وبدورها كانت مدرسة لوكياتا العقلانية تنكر الغييبيات  وتؤكد ان على الانسان  ان  يتولى شؤونة  الارضية فقط \" تمتع مادمت تحيا  فحين يصير الجسد الى رماد .فلا عودة لك \" (نظرية العقل ) وكذا كان الانسان العراقي القديم في بلاد سومر \" ان العراقي القديم ماكان ليومن بالرب ابدا  طول تاريخة بل  كان كارها لة .وانة  لم يومن بحياة ابدية او  خلود  ابدي اوحياة بعد الموتى \" ورافق الفكر المادي العقلاني  حتى افكار الاديان السماوية ولقب مناصرية بالزناديق تبخيسا لهم  بل ان كل كتب التاريخ  مسحت وتناست  كل ماكتبوة وناظروة  لرجال  المثال  . لكن في لحظات من زمن   مضطرب  اعلن فيها  رسميا  موت الانسان حين انهارت اخر (اشتراكياتة الخالدة) بكل اشكال التامر   ليظهر نمط  جديد من  فلسفة اللاعقل   تعيد شكلا جديدا من الخرافة والوهم المتجذر من جديد بتحالف مع الراسمال  القذر الذي    اخذ  يتجول  على دبابة وحاملة  طائرات  يستلب  البشرية  باكملها  وبنظرية تعزيز الوهم والخرافة من جديد في عالم انسان  اخترقت مركباتة الفضائية دهاليز الفضاء  ليعزز نظرية الايمان الغيبي  كجوهر حقيقي في عالم لاتوجد فية الا المادة وقوانينها الطبيعية   في عالم قال فية يوما (ماركس )

(الدين هو تأوهات المخلوق المضطهد وسعادته المتخيلة،لبناء روح عالم بلا روح وفكر عالم بلا فكر  ونقد الدين هو نقد هذا الوادي من الدموع الملئ بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين الهالة الضوئية التي تحيط به. ونقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المضطهد في السلسال او الجنزير الذي يكبله، ولكن لا يفعل النقد ذلك ليحرم الرجل المضطهد من سعادته برؤية الزهور الخيالية، وإنما يفعل ذلك ليمكّن الانسان من التخلص من السلسال الذي يكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور الحقيقية)
جاسم محمد كاظم 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/23



كتابة تعليق لموضوع : الايمان والالحاد بين الجوهر الوجودي والاسباغ العقلي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net