التظاهرات المليونية في العراق تصل ذروتها
طارق عيسى طه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لقد طفح الكيل لجماهير العراق الثائرة المطالبة بحقوقها المشروعة التي لا تعد ولا تحصى ان كانت ما يخص حقوق الانسان فالكثير منهم فاقدا لاحد ابناء عائلته شهيدا كان او سجينا لا يعرف حتى مكانه او مفقودا يقبع اكثرهم في السجون والمعتقلات منذ مدد تتراوح مابين الخمسة او الستة سنوات اقل او اكثر حسب الحالة والظروف التي اكثرها ظلما وعدوانا ان كانت بسبب المخبر السري او خلافات شخصية بالرغم من وجود قاعدة المتهم بريئ ما لم تثبت ادانته مثبتة في الدستور العراقي الذي كتب في فترة زمنية تدخل في مجموعة كينيكس القياسية .
اما مايخص الخدمات المفقودة من كهرباء ومياه صالحة للشرب فحدث عنها ولا حرج والتي يعتبر وجودها بديهيا في دول لا تزيد ميزانيتها على سدس ميزانية العراق افليس من حق الجماهير العراقية ان تثور ؟ اما الخدمات الصحية تكاد ان تكون معدومة فهناك مستشفيات بدون كوادر طبية تسرح في قسم منها الفئران وتخر سقوف غرف العمليات الجراحية مياه , وبالرغم من كل النواقص فلا تتوانى ادارة بعض المستشفيات من اجراء الترميمات في غرف العمليات هذه , نقص الادوية التي تباع على ارصفة الشوارع بلا رقيب ولا حسيب والقسم منها انتهت صلاحية استعماله او لا تتعدى شهورا معدودات , الامراض السرطانية تنتشر والعلاج ان وجد فهو غالي لا يستطيع الفقير دفع تكاليفه , اما اصحاب السعادة والمعالي ان كانوا نوابا او وزراء او مسؤولين من الاحزاب الحاكمة فعلاجهم تدفعه الحكومة خارج العراق , هذه مجرد نطفة صغيرة جدا من المخالفات , فاذا نظرنا الى قطاع الزراعة فجمهورية العراق تستورد البصل والخس والمعدنوس وكل ما يخطر على البال وكيف يزدهر قطاع الزراعة والحكومة لا تسدد اثمان المنتوجات الزراعية من حنطة وشعير لكثير من الفلاحين عدا مشاكل شحة المياه وتوزيعها الغير العادل حيث جفت الكثير من المزارع واصيبت حيواناتها بالعمى نتيجة شرب مياه مالحة قذرة يشاركها في الشرب المواطن نفسه طبعا , اما الوضع ألأمني وهو الاكثر اهمية من جميع الخدمات حيث لا يعرف المواطن بانه سوف يرجع الى بيته سالما ام لا ؟ البطالة متفشية وتزداد بفضل السياسة الغير حكيمة القائمة على الطمع والحصول على الارباح بسياسة استيراد العمالة الاجنبية الرخيصة او كتابة العقود مع شركات تجلب عمالها وموظفيها معها والمهندس العراقي لا يجد له عملا , فلماذا لايثور الشعب العراقي الذي صبر اثنى عشر عاما على الذل والاضطهاد ؟ لماذا لا يثور وهو يعرف بان سبب انحدار جمهورية العراق الى الدمار هو سياسة المحاصصة الطائفية وألأثنية والمناطقية , لماذا لا يثور وهو يرى بام عينيه هروب الشعب بكوادره وبسطائه بألألاف الى اوروبا مغامرا بحياته وحياة اطفاله وعائلته في عبور البحار التي دفع الكثير منهم حياته ثمنا لبصيص أمل في أخر النفق , ولا يعرف ما ينتظره في بلد أخر يؤمن بثقافة اخرى وعادات اخرى ودين أخر , لا يوجد اليوم حلا بديلا غير تحويل التظاهرات ولقاء جميع مواطني المحافظات في ساحة التحرير في بغداد يوم الجمعة القادم اي يوم الجمعة الثامنة والتوجه الى المنطقة الخضراء لاسماع صوتهم الهادر للدكتور حيدرالعبادي القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء , والاعتصام هناك الى حين الاستجابة الى مطاليبهم المشروعة وليكن شعارنا دائما الحق يؤخذ و لايعطى .