مقاعد شاغرة من الدنيا وأخرى من الآخرة
عقيل العبود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أن تأخذ من اخرتك إلى دنياك، غير أن تأخذ من دنياك إلى آخرتك، هي ما أدركته بصيرتي، وقادني إليه عقلي، كما سمعي وبصري. لهذا صار لزاماً علي أن أعلم من أنا، وإلى أين.
كيفيتي هو ما أراه في أعمق مداركي، لا ما أراه في هذا الحيز، الذي يُنظَر فيه نحوي، ليقرر ما يريد.
المطلب هو ما أريد أنا، لا كما يريد هؤلاء، المطلب هو هذا الذي لا أريد أن أراه؛
هذا الذي يومياً يستفزني بضحكة ماكرة، وإرادة ماكرة، وحكاية ماكرة، لأرى كل شيء بلا وطن، بلا هوية، بلا قيم، بلا برلمان، ولانصت خاشعا إلى آهات أولئك ألذين ينتظرون معنى الحياة، ومعنى الموت، معنى السعادة، ومعنى الالم.
ترى أما ان لهذه الدموع أن تأخذ طريقها إلى التمرد، أما آن للطيبين أن يلعنوا تلك المغارات.
إيه أيتها البطون المعلبة ببروتوكولات هذا النفاق الذي يبحث كل يوم عن نصابات جديدة، ومحاصصات جديدة، وفيدراليات جديدة، وبجانب الفقر يزرع كل يوم كروشا أروقتها لا تساوي إلا مربعات تلك (ألأنا)، والتي مقدارها طاولات يتم الاتفاق بموجبها على استهداف الانسان واغتصاب موارده بعد قتله اوتجويعه.
ايه أيها المنافقون، الصورة التي تصنعون هي من تعلن احتجاجها الان، تنظر نحوكم باشمئزاز، ترسم لكم أحداث مسرحية جديدة، ربما لطفل بائس، أولبائع سيجائر طاعن في السن، ينتظر إستكانة شاي مدفوعة، أوربما لرحلة حمار تجره عربه بائسة، لتستريح خطاه عند مقاهي المتعبين، اوربما ايضا لقافلة تهاجر.
إذن، أيها الفقر، أيها النسغ المحمول عند بقاع هذه الأرض! سر بهذه ألأحزان وانظر نحو الزوايا المقفلة، هنالك ستسمع آهات طفل يموت بلا طعام، بلا أهل، بلا اخوان، ومنارة تنام بلا اذان، وستسمع حكاية بيت ينام بلا جدران.
عندئذ فقط ستعرف أن الضمير قلب يعلن شهادته لاجل الضعفاء، وان السياسة لا يقدر عليها هذا الكم من المترهلين والسفهاء، وهنالك سيرسم الشعراء أرواحاً بلا اجساد، هنالك ربما ستلقى على أسماعكم قصيدة تصرخ في ضمائركم بلا استئذان ، عندها ستبكون بلا إنقطاع، وبعدها سيكون إنقطاع أنفاسكم ونهاياتكم، وفي عالمكم الابتر سيعلن من يتعلق الامر بهم العزاء لأجلكم.
في يومها سينتصر الجبروت، ليقلد المستضعفين على هذه الارض وسام الشهادة.
نشرت بتاريخ 6/15/2009 في موقع النور
تم تنقيحها من قبلي: 9/14/2015
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عقيل العبود

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat