من أي مستنقع ينهل هذا المساري؟
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فالح حسون الدراجي

أحمد المساري نائب في مجلس النواب العراقي (العراقي كما يفترض)، بل وهو أيضاً رئيس كتلة نيابية في هذا المجلس (المحترم). لكني- وبعد الفحص والتمحيص- والمتابعة الحثيثة لكينونة، وسلوك هذا الرجل - شكلاً ومضموناً- إكتشفت أن بينه وبين كلمة (العراقي) مسافة شاسعة، وبوناً واسعاً أوسع مما يخطر على بال أحد.. وهذا (البون) يبداً من أصل الإنتماء للدم العراقي، من حيث الوراثة، والجينات، والإنجذاب بوعي أو دون وعي الى أي دم عراقي آخر حتى لو كان هذا الدم في الصين. ثم يمتد هذا (البون) بين احمد المساري وبين (الشيء) العراقي الى مديات أخرى متعددة، منها الهوية العراقية، التي يفخر ويتشرف بها كل عراقي أصيل، وكذلك الملامح والقيم، والغيرة العراقية المميزة، وحين أقول الملامح، فانا لا أقصد لون البشرة فقط، إنما أقصد أيضاً تضاريس الوجه والعين والجسد والشعر، والنطق، والأخلاق والنقاء والطيبة، فهذه كلها تشهد على عدمية إنتماء هذا الرجل للجذر العراقي والروح العراقية الدافئة، والنبيلة. لقد وجدت في المساري من الجحود، ونكران الجميل الوافر، ومن الصلافة، والقسوة، والكراهية، والحقد على الاخر ما يكفي لإنتاج مليون مجرم، ومليون شخص مأزوم ومشحون بالكراهية ضد أي كائن جميل ونبيل. ولو أردت أن أستعرض الروابط العراقية المفقودة في كيان احمد الساري لأدهشتكم جميعاً، بل لدهشت المساري نفسه؟!
قد يعتقد البعض إني أكره المساري لأسباب طائفية، وهو إعتقاد خاطئ حتماً لأن من يعرف ثقافتي الوطنية، وأصولي الجنوبية المسالمة السمحة، ويعرف عقيدتي التقدمية التي لا تميز بين مختلف المكونات البشرية، ويعرف أن ثمة عشرات الآلاف من أصدقائي الطيبين الذين ينتمون للطوائف السنية والمسيحية والصابئية، والأيزيدية يتوزعون على خارطة الوجدان، سيدرك، ويقتنع حالاً بعدم صدقية هذا الإعتقاد.. وربما يكون هناك من يعتقد أيضاً إني اكره الرجل لكونه عنصراً بعثيا (عقيدياً) يسري، ويمشي البعث في مفاصله كما يمشي ويسري الدم في الشرايين، وهنا أقول نفس القول السابق، بإني لا أكره الرجل لكونه بعثياً فحسب، فهناك بعض البعثيين (وهم قليلون جداً جداً) كان لأحدهم موقف جيد في يوم ما، أو كان له فعل حسن تجاه عراقي محتاج لهذا الفعل، لكن هذا (المساري) الطائفي، والبعثي اللئيم، لا يمكن ان تجد في سجله موقفاً جيداً واحداً تجاه أي عراقي، ولا تجد له فعلاً حسناً قام به لوجه الله بحق أي شخص يمكن ذكره في هذا المقال، لأن الرجل بإختصار شديد مزدحم قلبه بالسواد، وممتلئة روحه بالكراهية والحقد تجاه أي عراقي شريف، فصدره المشبع بالغل، لا يمكن أن يمنحه نفحة واحدة من الخير ليهديها الى خلق الله، وعقله المدجج بالسوء لا يرشده لفعلة بيضاء، أليس فاقد الشيء لا يعطيه؟
إذن فإن شكل المساري الغريب، وجوهره المريض بكل أمراض الطائفية، والتعصب ضد الآخر دليلان على أن الرجل ليس عراقياً.. والمشكلة ليست في (غير عراقيته)، لأن ثمة الكثير من البشر غير العراقيين شرفاء، وطيبين جداً، فهل يمكن أن نساوي بين أظفر من أظافر السيدة ميركل (غير العراقية)، ورأس أحمد المساري (العراقي زوراً).. وكلنا يعرف أن اليوم الذي ذهب فيه المساري الى الدوحة ليتآمرعلى العراق وعلى تاج رأسه أبطال الحشد الشعبي هو نفس اليوم الذي جاءت به السيدة ميركل الى شواطئ البحر لتستقبل الفتية العراقيين بحنانها الفائق.. وهو نفس اليوم الذي صد فيه أبطال الحشد هجوماً واسعاً شنه مجرمو داعش على الصينية، وبيجي، والگرمة، من أجل سبي المزيد من (خوات وبنات عم) أحمد المساري، وجماعته الجاحدين، الذين ذهبوا للدوحة بحقائب فارغة من الشرف وعادوا بها مليئة بأوراق الدولارات، وأوراق العار، التي سيمسحون بها دم عذرية مدنهم المنكوبة والمنگوبة!! ختاماً أقول، وأقسم، بإني لست منزعجاً لذهاب هذا البذيء الى موزة الدوحة، ولا حزيناً لمن ذهب معه لتلك الجيفة، لكني حزين ومنزعج فقط، لأن ثمة من لم يزل مقتنعاً، ومتاملاً أن هذا القميء سيعود لرشده. ولا اعرف عن أي رشد يتحدث البعض من (جماعة ربعنا)، بينما هو- أي المساري - يعلن من الدوحة بأن: (أيام الحشد الشعبي في العراق باتت معدودة، وإن الحرس الوطني قادم)! طاح حظ الوكت.. وطاح حظ الحرس الوطني، أو الوثني، كما يسميه فارس الشاشة العراقية وجيه عباس!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat