دوحة الجبوري و (كلاو) إيران؟
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رغماً عن أنوف العراقيين الذين يتظاهرون في (ساحات) التحرير بمختلف محافظات العراق كل جمعة، وأنوف الذين يتابعون هذه التظاهرات عبر شاشات التلفاز.. وتحدياً لمشاعر أُسر الشهداء الذين سقطوا في (سبايكر)، وغير سبايكر، (وعينك عينك )، أمام أبصار الحكومة العراقية التي يريد رئيسها (إصلاح) الأمور، ومعالجة الإختلالات، والأمراض التي لن يقدر على معالجتها (لو تطلع نخلة براسه)!!
وغصباً عن خشم مجلس النواب (شلع قلع) بكل كتله، وتياراته، وعبقرياته، ورغماً عن كرسي رئيس الجمهورية.. وتجاوزاً على كرامة كل من تضرر من نار الإرهاب، وعانى من مصادر تمويل، وإسناد هذا الإرهاب، المتمثلة بدول قطر والسعودية واسرائيل، ورغماً عن خشم (اليرضه والمايرضه) حمل سليم الجبوري حقيبته (الفارغة) ومضى الى الدوحة، بعد ان أخرج لسانه ساخرا وهازئا بالجميع، وقائلاً بصلافة وغرور: (طز بكم جميعاً)!!
صعد سليم سلم الطائرة، ممتلئا نشوة، وسطوة، وعنجهية، وثقة، وطبعاً فإن ثقته لم تأت من شجاعة عظيمة، ولا من مقدرة، أو بسالة فردية، فالرجل معروف بهزالة إمكاناته، وضعف قدراته، لأنه يدرك أنه ضعيف، (وأجبن من اسماعيل ياسين)!
لكن الرجل يفهم في نفس الوقت ان خصومه (ما بيهم حظ).. وانداده مشتتون، ممزقون، لا كلمة تجمعهم، ولا موقف يوحدهم، ولا قائد يتفقون على المضي خلفه، حتى لو جاءهم أبو الحسنين بعظمته!! لذلك ذهب الى الدوحة واثق الخطوة يمشي ملكاً.. كما يقول ابراهيم ناجي في رائعة الأطلال. لقد مضى سليم ولم يضع في حسابه سوى شيئين: الأول ان لا تزعل منه الدوحة، فهو يدرك جيداً ان عدم حضوره هذا المؤتمر، الذي تراهن عليه قطر، بعد ان خسرت مواقعها في مصر، وليبيا وسوريا، سيجعلها غاضبة عليه، خاصة وأن (موزة) الغارقة بعارها، ترى في العراق القشة الأخيرة التي ستنقذها من الغرق في وحل الخيبة، بحيث لم يبق غير (عملاء) السنة في العراق يحفظون لها ماء وجهها، على الرغم من أنها بلا ماء وجه، ولا ماء ظهر، ولا كلشي!
اما الشيء الثاني الذي وضعه في حسابه، فهو زعامة السنة، لأنه يعرف أن منافسيه الذين سبقوه الى الدوحة مجرمون خطرون، ويدرك أنهم سيرفسونه شر رفسة إن لم يأت الى المؤتمر، حيث سيستغلون غيابه، ويفترسونه من الظهر بشراهة، فهناك يتواجد أحمد المساري، الذي يمني النفس بدور أكبر من دور رئيس كتلة نيابية،وهناك طارق الهاشمي، ورافع العيساوي، ومثنى الضاري، وبقية جوق الخنازير (حشه قدر الخنازير)..
إذن..! فالرجل مضى للدوحة وهو واثق أولاً من أن الجماعة (الشيعة) لن يفعلوا شيئاً ضده ذا أهمية، وأعلى ما يفعلونه في سلم الإعتراض هو بيان إستنكار، وخطاب أو خطابان ناريان، وربما سينبري احدهم في المجلس مطالباً بتوبيخه، أو تنبيهه.. وبعدها الله وياك سلومي!!
ولأن سليم الجبوري ذكي – وأنا أعترف بذكائه الشديد – فقد أعد عذراً قوياً يخلص به نفسه مما فعل، خاصة وأنه وجد صدى معارضاً لسفره الى الدوحة، وضجيجاً (شيعياً) مدوياً لإشتراكه بهذا المؤتمر المشبوه، رغم إدعائه بانه لم يذهب للمؤتمر، إنما ذهب للتباحث مع (الأشقاء) في قطر، حتى أن الرجل (دبَّر) له مقابلة مع رئيس وزراء قطر، من أجل أكمال الفصل المسرحي بشكل ناجح.. ولأنه سمع هذه المرة صوتاً شعبياً مندداً بزيارته، لاسيما وأن الظروف التي منعته من السفر الى أمريكا قبل أيام لم تزل قائمة حتى اللحظة، وبما أنه رأى الحديدة حارة – وأقصد حديدة التظاهرات وليس غيرها – فقد خرج علينا مكتبه الإعلامي ببيان كاريكاتيري مضحك، يقول فيه:
(أن الجبوري تلقى دعوتين رسميتين من قطر وإيران لزيارتهما للتباحث حول الأمن الإقليمي، والملفات المشتركة بين البلدين، وإن تلبية هاتين الدعوتين لا علاقة لهما بنشاطات، ومؤتمرات جانبية)!! يعني الرجل ما رايح للدوحة من أجل المؤتمر، ولا من أجل أن يترس الجنطة الفارغة بالدولارات، إنما ذهب للتباحث في شأن الأمن الأقليمي، بدليل أنه سيذهب الى إيران بعد قطر..!!
وهذا يعني أن الجبوري رجل وطني مسؤول يمارس مسؤولياته الوطنية بدرجة واحدة، فهو يذهب الى قطر السنية، ويذهب الى أيران الشيعية، أي بعد شتريدون من الرجال؟
ولأنه يناقش الأمن الأقليمي يتوجب عليه أن يصطحب معه فارس الأمن الأقليمي احمد المساري، وليس وزير الداخلية، ولا رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب..
ختاماً لي رجاء واحد، أتقدم به الى (الشقيقة) إيران، أتمنى فيه أن تعتذر عن إستقبال الجبوري رسمياً.. وأيران قادرة على إيجاد مليون سبب ومبرر للإعتذار.. حتى أشوف عود أبو (....) شراح يسوي؟!
فأنا واثق أن إيران تدرك أن زيارة الجبوري لطهران هي كلاو لا أكثر.. يعني كلاو مال واحد ( إخوانچي).. والأخوانچية طبعاً معروفين بتلبيس الكلاوات.. بس خو مو يلبسوها للإيرانيين؟!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فالح حسون الدراجي

رغماً عن أنوف العراقيين الذين يتظاهرون في (ساحات) التحرير بمختلف محافظات العراق كل جمعة، وأنوف الذين يتابعون هذه التظاهرات عبر شاشات التلفاز.. وتحدياً لمشاعر أُسر الشهداء الذين سقطوا في (سبايكر)، وغير سبايكر، (وعينك عينك )، أمام أبصار الحكومة العراقية التي يريد رئيسها (إصلاح) الأمور، ومعالجة الإختلالات، والأمراض التي لن يقدر على معالجتها (لو تطلع نخلة براسه)!!
وغصباً عن خشم مجلس النواب (شلع قلع) بكل كتله، وتياراته، وعبقرياته، ورغماً عن كرسي رئيس الجمهورية.. وتجاوزاً على كرامة كل من تضرر من نار الإرهاب، وعانى من مصادر تمويل، وإسناد هذا الإرهاب، المتمثلة بدول قطر والسعودية واسرائيل، ورغماً عن خشم (اليرضه والمايرضه) حمل سليم الجبوري حقيبته (الفارغة) ومضى الى الدوحة، بعد ان أخرج لسانه ساخرا وهازئا بالجميع، وقائلاً بصلافة وغرور: (طز بكم جميعاً)!!
صعد سليم سلم الطائرة، ممتلئا نشوة، وسطوة، وعنجهية، وثقة، وطبعاً فإن ثقته لم تأت من شجاعة عظيمة، ولا من مقدرة، أو بسالة فردية، فالرجل معروف بهزالة إمكاناته، وضعف قدراته، لأنه يدرك أنه ضعيف، (وأجبن من اسماعيل ياسين)!
لكن الرجل يفهم في نفس الوقت ان خصومه (ما بيهم حظ).. وانداده مشتتون، ممزقون، لا كلمة تجمعهم، ولا موقف يوحدهم، ولا قائد يتفقون على المضي خلفه، حتى لو جاءهم أبو الحسنين بعظمته!! لذلك ذهب الى الدوحة واثق الخطوة يمشي ملكاً.. كما يقول ابراهيم ناجي في رائعة الأطلال. لقد مضى سليم ولم يضع في حسابه سوى شيئين: الأول ان لا تزعل منه الدوحة، فهو يدرك جيداً ان عدم حضوره هذا المؤتمر، الذي تراهن عليه قطر، بعد ان خسرت مواقعها في مصر، وليبيا وسوريا، سيجعلها غاضبة عليه، خاصة وأن (موزة) الغارقة بعارها، ترى في العراق القشة الأخيرة التي ستنقذها من الغرق في وحل الخيبة، بحيث لم يبق غير (عملاء) السنة في العراق يحفظون لها ماء وجهها، على الرغم من أنها بلا ماء وجه، ولا ماء ظهر، ولا كلشي!
اما الشيء الثاني الذي وضعه في حسابه، فهو زعامة السنة، لأنه يعرف أن منافسيه الذين سبقوه الى الدوحة مجرمون خطرون، ويدرك أنهم سيرفسونه شر رفسة إن لم يأت الى المؤتمر، حيث سيستغلون غيابه، ويفترسونه من الظهر بشراهة، فهناك يتواجد أحمد المساري، الذي يمني النفس بدور أكبر من دور رئيس كتلة نيابية،وهناك طارق الهاشمي، ورافع العيساوي، ومثنى الضاري، وبقية جوق الخنازير (حشه قدر الخنازير)..
إذن..! فالرجل مضى للدوحة وهو واثق أولاً من أن الجماعة (الشيعة) لن يفعلوا شيئاً ضده ذا أهمية، وأعلى ما يفعلونه في سلم الإعتراض هو بيان إستنكار، وخطاب أو خطابان ناريان، وربما سينبري احدهم في المجلس مطالباً بتوبيخه، أو تنبيهه.. وبعدها الله وياك سلومي!!
ولأن سليم الجبوري ذكي – وأنا أعترف بذكائه الشديد – فقد أعد عذراً قوياً يخلص به نفسه مما فعل، خاصة وأنه وجد صدى معارضاً لسفره الى الدوحة، وضجيجاً (شيعياً) مدوياً لإشتراكه بهذا المؤتمر المشبوه، رغم إدعائه بانه لم يذهب للمؤتمر، إنما ذهب للتباحث مع (الأشقاء) في قطر، حتى أن الرجل (دبَّر) له مقابلة مع رئيس وزراء قطر، من أجل أكمال الفصل المسرحي بشكل ناجح.. ولأنه سمع هذه المرة صوتاً شعبياً مندداً بزيارته، لاسيما وأن الظروف التي منعته من السفر الى أمريكا قبل أيام لم تزل قائمة حتى اللحظة، وبما أنه رأى الحديدة حارة – وأقصد حديدة التظاهرات وليس غيرها – فقد خرج علينا مكتبه الإعلامي ببيان كاريكاتيري مضحك، يقول فيه:
(أن الجبوري تلقى دعوتين رسميتين من قطر وإيران لزيارتهما للتباحث حول الأمن الإقليمي، والملفات المشتركة بين البلدين، وإن تلبية هاتين الدعوتين لا علاقة لهما بنشاطات، ومؤتمرات جانبية)!! يعني الرجل ما رايح للدوحة من أجل المؤتمر، ولا من أجل أن يترس الجنطة الفارغة بالدولارات، إنما ذهب للتباحث في شأن الأمن الأقليمي، بدليل أنه سيذهب الى إيران بعد قطر..!!
وهذا يعني أن الجبوري رجل وطني مسؤول يمارس مسؤولياته الوطنية بدرجة واحدة، فهو يذهب الى قطر السنية، ويذهب الى أيران الشيعية، أي بعد شتريدون من الرجال؟
ولأنه يناقش الأمن الأقليمي يتوجب عليه أن يصطحب معه فارس الأمن الأقليمي احمد المساري، وليس وزير الداخلية، ولا رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب..
ختاماً لي رجاء واحد، أتقدم به الى (الشقيقة) إيران، أتمنى فيه أن تعتذر عن إستقبال الجبوري رسمياً.. وأيران قادرة على إيجاد مليون سبب ومبرر للإعتذار.. حتى أشوف عود أبو (....) شراح يسوي؟!
فأنا واثق أن إيران تدرك أن زيارة الجبوري لطهران هي كلاو لا أكثر.. يعني كلاو مال واحد ( إخوانچي).. والأخوانچية طبعاً معروفين بتلبيس الكلاوات.. بس خو مو يلبسوها للإيرانيين؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat