صفحة الكاتب : ضياء المحسن

العراق ليس سلعة معروضة للبيع!!
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جميعنا يعرف البيع، بأنه عبارة عن عرض سلعة من قبل شخص على الآخرين بسعر محدد، وقد يكون عرض السلعة في مزاد معين، وفي هذه الحالة سيكون المشتري، هو من يدفع سعرا أعلى للسلعة المعروضة؛ تبعا لنوع السلعة المعروضة وقيمتها الزمنية والمادية.
يعد البيع عملية تبادل سلعة بالمال، وتختلف السلع المعروضة للبيع، فبعض الباعة يعرضون سلع معمرة و وأخرون يعرضون الفواكه والخضر، وسلع لها علاقة بحياتنا اليومية، وهناك كثير من السلع التي لا يمكن حصرها هنا.
لم نسمع أن شخصا أو جماعة أو جمعية أو منظمة عرضت بلادها للبيع، وحتى لو إفترضنا وجود مثل هكذا نموذج فماذا يمكن أن تشتري بثمن بيعها وطنها، ومن يقبل المال الذي جاء عن طريق بيع الوطن، ألا يعد هذا مال سحت، أو في أقل تقدير مال فيه إشكال شرعي، لأن هناك ذمة تتعلق فيه، خاصة وأنهم ليسوا وحدهم يعيشون في هذا الوطن، وبالتالي قد يكون الآخرين لا يوافقون على بيع بلدهم.
فقط في العراق نجد مثل هكذا نماذج، أحزاب وشخصيات تسارع الى بيع العراق بأبخس الأثمان، والمشترون يقفون على باب النخاسة ليستعبدوا أهل العراق ومقدساته وخيراته، والأسباب كثيرة لا حصر لها، فتارة تجد من يبيع العراق جذوره مقطوعة منذ عشرات السنين، ويرتبط ببلد أخر من خلال جنسية مُنحت له منذ أن وضع العراق وراء ظهره، وتارة تجد من يبيع العراق لأنه يعتقد بأنه أحق بأن يحكم البلد من الأخر، الذي صعد الى سدة الحكم عن طريق الإنتخابات، وبوجود دستور صّوت عليه العراقيون، وهناك من يبيع العراق لأجل أن يقال بأن دخل المزاد، وأن له صوت ليس إلا.
لكن الغالبية العظمى من العراقيين لا يريدون أن يباع وطنهم، ولديهم أسبابهم الموضوعية التي تنسف كل ما يحاك ضد بلدهم، من هذه الأسباب أنهم عاشوا وتربوا فيه، وأنه يضم رفات أولياء وأئمة وأنبياء في طول البلاد وعرضها، فذاك بيت أبينا إبراهيم عليه السلام، وذاك مرقد النبي يونس، وليس ببعيد مرقد النبي العزير، ولا ننسى مراقد الأئمة بدءاً من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مرورا بالإمام الحسين وأخيه العباس، والإمامين الكاظمين، وإنتهاءاُ بالإمامين العسكريين (عليهم السلام)، ولا نغفل عن مراقد الصالحين، فذاك مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، وكذا مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، وليس إنتهاءا بمرقد الشيخ احمد بن حنبل (رضوانه تعالى عليهم).
كما أن العراق يضم رفات مبدعين في مجالات كثيرة، بدءاُ من المتنبي وليس إنتهاءاً بالجواهري.
لا أدري ما هو السعر المعروض للبيع، وكم دفع الذي إشترى، وهل كان في مزاد علني أم ان المزاد كان في صالات مغلقة، ومع ذلك فإني اعرف أمراً واحدا، أقوله لمن باع وكذلك لمن إشترى، إن العراق ليس سلعة للبيع، وأن العراق لعنته ستصيبكما معا؛ ذلك لأنكما لستما من أهل هذا البلد، حتى وإن كنتم تحملون هويته، فهذه الأرض تسمو بأهلها وإن هي إلا أزمة سنعبرها بإذنه تعالى، أما من حاول أو يحاول أن يبيع العراق، فإن مصيره المزبلة. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/06



كتابة تعليق لموضوع : العراق ليس سلعة معروضة للبيع!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net