صفحة الكاتب : صالح الطائي

يا واسط الخير والكرم
صالح الطائي
جئتها مهجرا، فقد حريته يوم خطفوه، وعذبوه ثلاث عشرة ظلمة ونهار، واسترد وجوده عنوة يوم تحرر؛ وهو الذي كان ممدودا على حافات الموت ينتظر جزاره أن ينجز عمله. 
جئتها مخلفا ورائي تاريخا وجهدا وأموالا وبيتا ومزرعة وذكريات وأصدقاء وأهلا وأقرباء ومدينة يحبها، وسنينَ يعشقها. 
جئتها وأنا أظن أن لا أرض ستعوضني عما فقدت، وإذا بها واسط النقاء والباقاء والكرم، تفتح ذراعيها لتضمني كما الحبيب، وأهلها يفتحون قلوبهم، لتصبح الوطن، وليصبحوا الأهل والأقرباء والأصدقاء والجيران. 
وفي دنيا التوحش هذه؛ إذا حصل الإنسان على ما حصلت أنا عليه، فكل ما سواه يهون.! 
 
 
شكرا لكِ 
أيتها السيدة الموقرة 
الحضرية البدوية 
أيتها السيدة المبجلة 
يا سيدة الزمن الجميل 
والليل الجميل 
والنهار الجميل 
والعشق الطويل 
*     *      * 
شكرا لك 
أيتها السيدة البهية الجميلة العفيفة النقية 
يا عبق التاريخ والسنين والجنون 
يا ذكريات أمسنا 
تحملها القلوب والعيون 
أيتها المملوءة عشقا وحنينا 
أيتها الرائعة العذراء 
يا عذبة الملامح 
يا الفقيرة الغنية الندية الأبية 
يا طيبة الجنوب والتاريخ والحضارة 
يا قمة الجمال والنضارة 
يا ضحكة القباب والمنارة
*     *      *
واسط يا سيدة الدهور
بحضنها غفا التاريخ متكئا 
يسمع القصة الألف بعد الألف 
متربصا متلصصا 
يسرق من ثغرها ابتسامة 
ومن قوامها ووجها الضحوك 
مليون علامة
ويفتخر مما يرى أمامه 
*     *     *
واسط يا سيدة اللاعودة في القرار 
جامعة الضدين الرقراق والحراق 
والليل والنهار 
لقد آنستِ وحشتي 
أعدتِ ليْ حريتي 
أمنتني في غربتي 
يوم لملمتِ هجرتي وتشردي 
وحنوتِ عليّ حنو الوالد 
وأنا الذي قد جئتها بالأمس كمدا 
أنوء بكسرة حلم في رأسي الصدي 
فغالبتْ جراحها 
وضمدت تشردي 
ومنحتني قبلة 
ودعوة كريمة 
وكوة أطل من فضائها
نحو الغدِ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/20



كتابة تعليق لموضوع : يا واسط الخير والكرم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net