ليس لنا حق الاعتراض على ما حصل في المظاهرات التي قام بها بعض الاخوة امام السفارة العراقية في هلسنكي بتاريخ 15/ 8/ 2015 لأن الحضور اقتصر في غالبيته على جماعة معروفة بتوجهاتها السياسية التي هي في تضاد مستمر مع الدين ولذلك انعكست شعاراتها في هذا الجانب فقط حيث رفعت شعارات تُندد بالفساد ولكن تم اقرانها بالدين مع الاسف، علما ان جميع الاحزاب شاركت بالفساد من خلال مشاركتها بالعملية السياسية وجلوسهم جنبا إلى جنب الاحزاب التي تزعم انها دينية. أما الدين في حقيقته فلم يُشارك في العملية السياسية وهذا جهل من قبل من ردد هذه الشعارات ، لأن الدين ليس فيه احزاب ، فهل رأينا مثلا حزبا للسيد السيستاني او بشير النجفي او السيد محمد سعيد الحكيم .
اما من حكم بإسم الدين فهذا شأنه لأن الدين لافتة عريضة بامكان اي شخص ان يزعم أنه منتم اليها. أن الدين تدخّل في العملية السياسية ولكنه للاصلاح وتدارك الامور قبل حصول الكارثة ، انظر لتدخل المرجعية الدينية كيف حافظت على وحدة العراق وامن العراق وهي اليوم تقود كل المظاهرات ضد الفساد. حتى هؤلاء الذين يوجهون اصابع الاتهام للدين خرجوا ممتثلين لفتوى المرجعية في القتال ضد الارهاب او التظاهر ضد الفساد ، مستغلين هذه الفتوى لمصالح سياسية شخصية اتضحت من خلال الشعارات المرفوعة.
ليس لنا نقاش مع هذه المجموعة ابدا لمعرفتنا بتوجهاتها وتاريخها الحافل بمحاربة الدين وكل ما يتعلق به من قيم واخلاق سامية جاء بها لتنظيم شؤون الناس . هذا الجانب انتهينا منه وهم احرار فيما يقولون ولكن ضمن حدود ، وإلا فإن في الجعبة الكثير مما يُقال مما لا يسر.
ولكن ما أريد ان اقوله هو مالنا لم نر اي حضور لبقية الجالية العراقية وعددهم بعشرات الالوف التي كان ممثلوها يملأون اجواء فنلندا صخبا وضجيجا في مناسباتهم السياسية والدينية. مالنا لم نر أي حضور لأمثال جماعة المجلس الأعلى ، وجماعة عزيز العراق ، وجماعة عمار العراق ، وجماعة شهيد المحراب وحزب الدعوة وحزب الفضيلة وغيرها من احزاب تعج بها الساحة الفنلندية.لا بل مالنا لا نرى حضورا لبقية المستقلين هل أن الامر لا يعنيهم؟
هل هذا يعني ان هذه الاحزاب والتكتلات راضية على افعال الحكومة في العراق ، هل هذه الاحزاب تؤيد الفساد ام تستنكره ؟ المشلكة إننا ذهبنا إلى صفحاتهم فلم نسمع لهم اي حسيس. وكأن ما يجري في العراق لا يعنيهم ، هل نحن هنا بحاجة إلى مظاهرات تخرج ضد هذه الاحزاب نطالب فيها بحل هذه الاحزاب في فنلندا واغلاق مقراتها حيث ان هذه الاحزاب أيضا تُشكل عبئا ماليا ثقيلا على خزينة العراق من خلال التخصيصات المالية والنثريات التي يتم ارسالها لهم، لدفع إيجارات هذه المقرات ، ودفع ثمن الولائم التي تُقام بالمناسبات السياسية والدينية والشخصية، وكذلك رواتب الممثلين والاعضاء مع انهم من دون اي نفع ولم نر منهم اي شيء ملموس قدموه للجالية غير اللطم والتناحر والتآمر فيما بينهم والتسقيط وكتابة التقارير واتهام الناس بشتى الاتهامات لا بل ان هذه الاحزاب برمتها الموجودة في فنلندا هي المسؤولة عن تشرذم الناس وعدم اتحادهم وكأن ما يجري هنا في فنلندا ساحة مصغرة لما يحصل في العراق . فقط نحتاج إلى حمل السلاح لتكتمل السبحة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat