صفحة الكاتب : بشير العتابي

شماعة الدستور
بشير العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان الطبقة السياسية التي حكمت العراق بعد التغيير تجيد اللعب على كل الحبال وعندها تبرير لكل شيء وهي قادرة على توظيف كل شيء لخدمتها . وبعد ان نفذ صبر الشعب وقام بانتفاضته المباركة عبر المظاهرات التي عمت مدن الوسط والجنوب وبمباركة المرجعية الدينية وبعد ان قام السيد حيدر العبادي باطلاق حزمة الاصلاحات فان قسم من السياسيين قرر الانحناء امام العاصفة لكي تمر بسلام ثم يعود فيرفع رأسه من جديد  . وهناك قسم اخر اعلن ترحيبه بها ولكنه يرى انه كان من الافضل لو تم أستشارة "الشركاء" .  وهناك قسم اخر رحب بها لكنه أشار أنها مخالفة للدستور . هؤلاء السياسيين عبيد السلطة والدستور لعق على ألسنتهم يحوطونه مادرت معايشهم .

وللمواطن الذي جاء الدستور والتشريعات لمصلحته ان يسال المتباكين على الدستور  هل الدستور يقبل ان تقسموا المناطق الى منطقة خضراء ومناطق سوداء حيث ينعم ساكني الخضراء بترف العيش ويسكنون القصور الفارهه ولديهم جيش من الحمايات ويتمتعون برواتب خيالية  ويسافرون على حساب الدولة للترفيه وللعلاج اما سكنه المناطق السوداء فانهم يسكنون بيوت الصفيح والعشوائيات ويبحثون في المزابل ويعانون انعدام الخدمات  وتقتلهم المفخخات يوميا بالعشرات ؟ .

هل الدستور يسمح بسرقة المال العام وعقد الصفقات الفاسدة واخذ العمولات وتمرير المشاريع الوهمية ؟. وهل الدستور يقبل ان يتم تعيين الناس في الوظائف على اساس حزبي او طائفي او لاقارب المسؤولين وأحبابهم ؟ . هل الدستور نص على ان رئيس الجمهورية كردي ورئيس البرلمان سني ورئيس الوزراء شيعي ؟ وهل الدستور نص ان يكون لرئيس الجمهورية ثلاثة نواب ليس عندهم أي وظيفة سوى استنزاف خزينة الدولة ؟  

وأذا أردنا ان نعدد  الخروقات الدستورية فاننا نحتاج الى مجلدات لايتسع المجال لذكرها هنا . الدستور يقول ان الشعب مصدر السلطات وقد قرر الشعب النزول الى الشارع بعد ان رأى فساد السياسيين الذين انتخبهم من اجل تحقييق مصالحه وليس مصالح احزابهم وجيوبهم . ورحم الله الشاعر الرصافي حين قال :

علـم ودستور ومجلس أمة  ...................... كل عن المعـنى الصحيح مُحرّفُ

أسماءُ ليس لنا سوى ألفاظُها ...................... أمّـا معانيهـا فليست  تُعرفُ

من يأتِ مجلسنـا يصدّق أنه ...................... لـمُرادِ غير الناخبين مؤلّـفُ

balatabi@ymail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشير العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/14



كتابة تعليق لموضوع : شماعة الدستور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net