عن ايقونة (التحرير) والأدب الرقمي
مثنى مكي محمد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وفَّرَ تطور برامجيات الحاسوب وانتشار الانترنت المضطرد بين فئات متزايدة بيئة خصبة لظهور نوع من الأدب جمع ما بين خصائص الادب الورقي (الكتابي) التقليدي والسمات السينمائية من توظيف الصوت والصورة والاضاءة في خدمة النص، اضافة الى سمة التفاعل (interaction)، وذلك هو ما يُعرف بالأدب الرقمي أو الإليكتروني (Digital or Electronic Literature).
ويُعرَّف الأدب الرقمي بأنه ذلك اللون من الأدب الذي يستخدم الأنترنت والحاسوب كوسيط. وكان قد بدأ بالظهور منذ عام 1985 بأشكال أساسية ترتكز بشكل أساسي على النص المكتوب رقميا. واذ تطورت برامجيات الحاسوب تطور معها الأدب الرقمي ليرتدي رداءاً تفاعلياً ((Interactive ، وذلك منذ عام 2005، ما بين (المُنتَج) الأدبي (من قصة أو قصيدة) من جهة وبين القارئ ̷ المستخدم من جهة اخرى.
كما وجَدَ هذا الأدب الرقمي حيزاً آخر للتمدد تمثل بوسائط التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر. فقد أملى تطور طريقة تعاطي الانسان مع محيطه الاجتماعي على الأدب مواكبة هذا التطور، كما هئَّ له (لحسن الحظ) أدوات جديدة بالإمكان عدّها منافذ يلِجُ منها الناقد الرقمي (المضطلع بعملية نقد النص الرقمي) الى النص. ومن هذه الأدوات ايقونة (تحرير: (Edit. اذ أضاف القائمين على الفيسبوك منذ سنة 2013 ميزة تحرير المنشورات المرسلة على هذه المنصة. وهي رابط يظهر في الجهة العليا من المنشور، وعند الضغط عليه من قبل المستخدم الذي أنشأ النص يُفتَح المنشور بشكلِ نصٍ قابل للتعديل يمكِّن الكاتب ̷ المستخدم من تعديل ما يرتئيه في النص ومن ثمَّ اعادة ارساله. ويحتفظ البرنامج بتأريخ عملية التحرير أو التعديل هذه. ففي المنشورات المحررة أو المعدلة تظهر ايقونة Edited في الجهة العليا للنص المنشور وعند الضغط عليها تظهر (نسخ) المنشور التي قام الكاتب ̷ المستخدم بانشائها خلال تأريخ النشر.
وهكذا فان هذه الميزة مثالٌ على الكيفية التي تؤثر بها التطورات في مجال التكنولوجيا الرقمية على طريقة تناول الناقد الرقمي لنص أدبي رقمي بالنقد والتحليل. فمتابعة تأريخ تحرير النص الأدبي الرقمي المنشور على وسائط التواصل الاجتماعي من شأنه أن يفتح للناقد الرقمي كوّة، ولو صغيرة، على عملية اختمار النص وصيرورته، فيتجلى النص بمراحله التكوينية كجنين قيد التخلّق.
انَّ انفتاح الأدب على العالم الرقمي قد يُسهِمُ ولو بدرجة بسيطة بفتح مجال (تحقيق النص)، وهو ما كان مقتصرا في الأدب الكتابي الورقي التقليدي على محققي المخطوطات ممن لهم فرصة الاطلاع على المخطوطة الاصلية وما تحمله من علامات تعديل وشطب واضافة ثبَّتها الأديب الكاتب على هامش نصه المتكوّن. ومما لا شك فيه فانَّ تقصي النص، ورقياً كان أو رقمياً، في مراحله التكوينية من شأنهِ أن يضئ شيئاَ من بقع الغموض والاستتار فيه ويفك شفراته بطريقة تكشف جمالياته وتضع المتلقي ̷ القارئ ̷ المستخدم للنص الرقمي بزاويةٍ صحيحة لتلقيه.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مثنى مكي محمد

وفَّرَ تطور برامجيات الحاسوب وانتشار الانترنت المضطرد بين فئات متزايدة بيئة خصبة لظهور نوع من الأدب جمع ما بين خصائص الادب الورقي (الكتابي) التقليدي والسمات السينمائية من توظيف الصوت والصورة والاضاءة في خدمة النص، اضافة الى سمة التفاعل (interaction)، وذلك هو ما يُعرف بالأدب الرقمي أو الإليكتروني (Digital or Electronic Literature).
ويُعرَّف الأدب الرقمي بأنه ذلك اللون من الأدب الذي يستخدم الأنترنت والحاسوب كوسيط. وكان قد بدأ بالظهور منذ عام 1985 بأشكال أساسية ترتكز بشكل أساسي على النص المكتوب رقميا. واذ تطورت برامجيات الحاسوب تطور معها الأدب الرقمي ليرتدي رداءاً تفاعلياً ((Interactive ، وذلك منذ عام 2005، ما بين (المُنتَج) الأدبي (من قصة أو قصيدة) من جهة وبين القارئ ̷ المستخدم من جهة اخرى.
كما وجَدَ هذا الأدب الرقمي حيزاً آخر للتمدد تمثل بوسائط التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر. فقد أملى تطور طريقة تعاطي الانسان مع محيطه الاجتماعي على الأدب مواكبة هذا التطور، كما هئَّ له (لحسن الحظ) أدوات جديدة بالإمكان عدّها منافذ يلِجُ منها الناقد الرقمي (المضطلع بعملية نقد النص الرقمي) الى النص. ومن هذه الأدوات ايقونة (تحرير: (Edit. اذ أضاف القائمين على الفيسبوك منذ سنة 2013 ميزة تحرير المنشورات المرسلة على هذه المنصة. وهي رابط يظهر في الجهة العليا من المنشور، وعند الضغط عليه من قبل المستخدم الذي أنشأ النص يُفتَح المنشور بشكلِ نصٍ قابل للتعديل يمكِّن الكاتب ̷ المستخدم من تعديل ما يرتئيه في النص ومن ثمَّ اعادة ارساله. ويحتفظ البرنامج بتأريخ عملية التحرير أو التعديل هذه. ففي المنشورات المحررة أو المعدلة تظهر ايقونة Edited في الجهة العليا للنص المنشور وعند الضغط عليها تظهر (نسخ) المنشور التي قام الكاتب ̷ المستخدم بانشائها خلال تأريخ النشر.
وهكذا فان هذه الميزة مثالٌ على الكيفية التي تؤثر بها التطورات في مجال التكنولوجيا الرقمية على طريقة تناول الناقد الرقمي لنص أدبي رقمي بالنقد والتحليل. فمتابعة تأريخ تحرير النص الأدبي الرقمي المنشور على وسائط التواصل الاجتماعي من شأنه أن يفتح للناقد الرقمي كوّة، ولو صغيرة، على عملية اختمار النص وصيرورته، فيتجلى النص بمراحله التكوينية كجنين قيد التخلّق.
انَّ انفتاح الأدب على العالم الرقمي قد يُسهِمُ ولو بدرجة بسيطة بفتح مجال (تحقيق النص)، وهو ما كان مقتصرا في الأدب الكتابي الورقي التقليدي على محققي المخطوطات ممن لهم فرصة الاطلاع على المخطوطة الاصلية وما تحمله من علامات تعديل وشطب واضافة ثبَّتها الأديب الكاتب على هامش نصه المتكوّن. ومما لا شك فيه فانَّ تقصي النص، ورقياً كان أو رقمياً، في مراحله التكوينية من شأنهِ أن يضئ شيئاَ من بقع الغموض والاستتار فيه ويفك شفراته بطريقة تكشف جمالياته وتضع المتلقي ̷ القارئ ̷ المستخدم للنص الرقمي بزاويةٍ صحيحة لتلقيه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat