صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

العراق والإتفاق النووي ولعبة المصالح
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مفاوضات مارثونية, إمتدت لما يقرب ثلاث وعشرين شهرا, شغلت العالم بأسره, وأخذت حيزا كبيرا من تفكير الدول العظمى, مفاوضات متقلبة أنتجت ما يسمى بالإتفاق النووي.
الطرفان الرئيسان في الإتفاق هما: الدولة الشرق أوسطية (إيران), والدولة العظمى (أمريكا), أما الدول المتبقية فهي أطراف مساعدة في الإتفاق وتقريب وجهات النظر.
الدولتين – امريكا وإيران- ومنذ سقوط الشاه, وصعود الحكم الإسلامي الشيعي, كانت علاقاتهم متوترة وتتسم بالتصعيد.
أمريكا تعتبر إيران داعمة للإرهاب, وخصوصا من خلال عداءها لإسرائيل, ودعمها لحزب الله اللبناني, والمقاومة الفلسطينية, أما إيران من جانبها, فتعتبر أمريكا الشيطان الأكبر, ورفعت شعار الموت لأمريكا, منذ الأيام الأولى للثورة الأسلامية.
هذا العداء؛ وصل ذروته بمهاجمة الملف النووي الإيراني, والذي أفضى إلى فرض عقوبات إقتصادية, وعسكرية, وسياسية, على إيران عام 2006.
أمريكا تعلم تماما, بعدم إمكانية إنتاج إيران لقنبلة ذرية في هذا الوقت, لكنها تضغط عليها لأجل مصالح محددة, ومخطط معد مسبقا, إيران من جهتها تعلم بما تعلمه أمريكا, ولها أيضا مصالح في المنطقة, فمن خلال البرنامج النووي, يمكنها الضغط على أمريكا للحصول على مكاسب.
لعبة المصالح هذه, جعلت من التقارب بين العدوين اللدودين ممكنا, فجلس الطرفان للتفاوض, ووصلا إلى نقطة مهمة, وهي إن كلا الطرفين هو رابح بالنتيجة, كلا بحسب مصلحته.
المتابعين من دول الإقليم, ومن دول الجوار, كلاهما فسر الإتفاق حسب مصلحته منها, فالسعودية وإسرائيل, تشاطرا الرفض لهذا الإتفاق, وإعتبراه خسارة للعالم أمام إيران, في العراق إنقسم السياسيون –كعادتهم- بين مؤيد ومعارض للإتفاق, فالموالين لإيران عدُّوه نصرا, والموالين للسعودية عدوه خسارة.
إن ما يهمنا كعراقيين, هو الإستفادة من درس المصالح هذا, فكما قال الرئيس الذي أطاح بصدام جورج دبليو بوش "ليس لنا عدو دائم ولا صديق دائم إنما هي مصالحنا نتحرك حيثما تحركت".
هذه العبارة مع الإتفاق النووي, يجب على ساسة العراق أن يدرسوها بتأني وعمق, وأن يتركوا العنتريات والتبجح بالعروبة, والتخلص من المحتل, ومن الشعارات الفضفاضة, التي صدعت رؤوسنا, خلال حكم القوميين والبعثيين.
على ساستنا أن يعلموا, أن في لعبة المصالح, ليس هناك شر مطلق, ولا خير مطلق, فليس من الصحيح إستعداء أمريكا دوما, ولا من الصحيح مصاحبتها دوما, الصحيح هو قراءة الإحتياج الفعلي لهذه البلد, وكيفية تخليصه مما هو فيه من جراح, وعقد إتفاقيات إستراتيجية, طويلة الأمد مع أمريكا, على أن تحفظ هذه الإستراتيجيات للعراق إستقلايته, وكرامته وتحقيق مصلحة مواطنيه العليا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/23



كتابة تعليق لموضوع : العراق والإتفاق النووي ولعبة المصالح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net