كيف نُقيم الدِّين في العراق؟
عزيز الحافظ
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عزيز الحافظ

تحت عنوان (تقييم الدين في العراق) أطلّ علينا داعية من أرض السواد و الظلام (العراق) و هو يشرح الدين و يقيم حقيقته في العراق, بينما هو نفسه و بحسب نقاشات سابقة بيننا؛ لم يفهم روح الدين و لا فلسفة الأسلام كما أراده الباري تعالى في نهجه القويم, لأن ثقافته مأخوذة عن مراجع متخلفين يناقضون أنفسهم لعدم إدراكهم لما أشار له الصالحون من أمثال الأمام الخميني و محمد باقر الصدر(قدس) قبل أكثر من نصف قرن، بل إستغلوا نصوص الدين التقليدي لأجل مصالحهم و جيوبهم و رفعة أنفسهم الأمارة بآلسوء!
و تأسيساً على هذا الواقع المريض و كما بيّنا أدناه؛ كيف يمكن أن ينجو الشعب العراقي و معه الشعوب العربية البدوية من محنهم و آلدّين الأسلاميّ ليس فقط غير معروف في أوساطها؛ بل فهموه بآلخطأ و حوّروا مبادئه و فسروا آيات القرآن بما يُناسب مرجعيتاتهم و شهواتهم و أهدافهم و مصالحهم!؟
أخي كاتب المقال(1) هداه الله: مقالك ليس فقط لم يُفي بآلغرض .. بل لم يُعبّر عن حقيقة الدِّين و لا عن حقيقة ما جرى و يجري في العراق!
لأنّ الدِّين ليس كما تفضلت، أو تفضل مراجعك مع إحترامنا لهم بكونه؛ مجموعة أحكام عبادية تستند إلى تأريخ كلّه قبور و مراقد و مقامات للصالحين منتشرة في العراق و كما يُؤيّدك بذلك مراجعك في النجف و كربلاء بأنفسهم عبر بياناتهم و مؤلفاتهم التراكمية التحجيمية ألمكررة التي عادّةً ما يختصرونها برسالة عملية بإسم (العبادات و آلمعاملات) كإعلان عن وجودهم و أسمائهم لدرّ الأموال و الأخماس و الزكوات و النذورات!
بل الدِّين الحقيقي .. و بكلام وجيز و مختصر مفيد هو: (المعاملة)، و كما قالها الرسول الكريم في حديث صحيح متفق عليه؛ [إنما الدين المعالمة]ٍ, و كما يعرف ألمختصون بآللغة بـأنّ [ما] تفيد الحصر!
تلك (المعاملة) التي يجب أن تُزيّن بالأخلاق و العرفان و الرّحمة و التواضع!
كما إن كثرة القبور و المساجد و أضرحة الأئمة و الأنبياء و المزارات مع تقديسنا لها؛ إلا أنها لا تمثل الدّين و لا يُمكن أن تُؤثر في سلوك الناس كثيراً .. ما لم يفهم الناس أصل الدِّين و فلسفته و روحه قبل كل شيئ!
هذا أولا؛
و ثانياً : كيف تطلب من الناس المحطمين ألمجروحين أن يتعلّموا ألدّين في العراق بينما مراجعهم و مسؤولييهم الدّعاة و المعممين أنفسهم لا يعرفون معنى الدين الأسلامي الصحيح و أنفسهم غير ملتزمين و متدينيين, بسبب الفهم الضّيق لأسس الدين و المبدء و العرفان الذي حدّدوه و حجّموه في مجموعة أحكام شرعية متحجرة لا تغني و لا تسمن من جوع و كما بينا في مئات المقالات!؟
فحين يضرب المسؤول كلّ شهر و بطيب خاطر راتباً بملايين الدنانير يصل شهرياً عند بعضهم إلى 100 مليون دينار و مواطن آخر لا يصل راتبه إلى ربع مليون دينار .. و كذلك كنز ملايين بل مليارات الدولات من قبل مسؤولي و مراجع الدين في بنوك الغرب و الشرق بينما عراقيون فقراء لا يملكون قوت يومهم بآلمقابل؛
و حين يستأجر مدّعي الدِّين و المرجعية طائرات خاصّة لعلاج وعكة صحية في مستشفيات الخارج بملايين الدولات؛
و حين يكلف دراسة أحد أحفاد المرجعية ملايين الدولارات في جامعات الغرب من أموال الشعب المحطم المغبون؛
كيف تطلب بعد هذا من مثل هذا الشعب أن يلتزم بآلدِّين و برموز الدِّين!؟
و كيف يمكن في أوساط هذا الشعب أن تنتشر العدالة و يستتب الأمن و الأمان و الدين المحمدي الأصيل!؟
إن الدين الحقيقي لم نعرفهُ في العراق .. إلا على لسان الأمام الخميني(قدس) و تلامذته كآلصدر آلأول، و الفيلسوف المطهري و الطباطبائي و كما هو واقع الحال العملي في الدولة الأسلامية تحت ظل الولي الفقيه الذي وحده يمثل مرجعية الأسلام الصالحة بحسب الواقع و شهادة الأعداء و الأصدقاء!؟
لذلك أوصيكم و جميع مراجعكم، إن أردتم أن تفهموا حقيقة الأسلام المحمدي الاصيل لتفلحوا في الدارين، عليكم أن ترجعوا للوليّ الفقيه لأنه يمثل النيابة العامة لصاحب الزمان (عج) في هذا العصر المخيف المضطرب المليئ بآلحروب و المؤآمرات و المظالم.
و الحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للأطلاع على نصّ المقال:
https://www.facebook.com/groups/157722167745335/permalink/433924236791792/
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat