في زيارتي الأخيرة الى مدينة قم المقدسة 110كم جنوب العاصمة الإيرانية طهران وفي طريقي للتوجه لأداء زيارة السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها كان مروري من أمام مقبرة (گلزار شهداء) اي (روضة الشهداء) التي تضم رفات المئات من الشهداء العراقيين جنبا الى جنب مع الشهداء الإيرانيين الذين استشهدوا آبان عدوان نظام صدام المقبور على الجمهورية الاسلامية في ثمانينات القرن الماضي،
في هذه المقبرة التي لا تزال تستقبل الشهداء الذين ينالون شرف الاستشهاد في العراق أو سورية دفاعا عن المقدسات ،لم يكن دخولي فقط للوقوف أمام هؤلاء الأحياء الذين يجاورون سيد الشهداء اليوم في جنان الخلد ولكن ؟كنت أبحث عن تلك الارواح الطاهرة وعن صديق الطفولة (عماد) أبن خالتي الكبرى (أم عادل) التي قدمت من أجل الدفاع عن بيضة الاسلام
زوجها الشهيد السعيد
الحاج أزهر النجار (أبو عادل) الذي كان يحمل هم إسقاط النظام العفلقي حيث أنه كان أحد المشاركين في انتفاضة صفر عام 1977 في خان النص، وايضا كان من الثوار الذين يجمعون السلاح في منطقة (الطارات) في منخفض بحر النجف، قبل أن يترك العراق الى الجمهورية الاسلامية للمشاركة في إسقاطه هذا النظام المجرم.
وايضا قدمت اثنان من فلذات اكبادها
و هم
الشهيد السعيد عادل النجار (أبو فاطمة) ذات ال 24 ربيعا والذي ترك طفلين صغيرين يتيمين الاب بعمر الزهور هم... فاطمة ومحمد .
والشهيد السعيد عماد النجار (أبو تراب) ذات ال 19 ربيعا .
وفور دخولي اخذتني اقدامي الى قبر الشهيد الأب (أبو عادل) لكني ضيعت طريقي الى قبور باقي الشهداء الذين كنت أقصد هم وبعد بحث مضني وانا أتصفح أسماء وصور الشهداء العراقيين الذين اختلطت دمائهم الزكية الطاهرة مع دماء الشهداء الإيرانيين قال لي أحد الأشخاص الذي كان يجلس بجوار قبر أحد الشهداء بعد أن راني ابحث بين القبور قائلا ...
" إذهب الى ذلك المكتب في مدخل المقبرة حتى يدلك على مكان من تبحث عنه " وبالفعل ذهبت وكان هناك شخص في الخمسين من عمره وقد استقبلني بكل احترام وسألته عن إمكانية مساعدتي للعثور على قبور أقاربي الشهداء ؟ قال لي نعم تفضل وطلب مني أسماء الشهداء وبعد نصف دقيقة عثر على الاسم الأول وبعدها عثر على الاسم الثاني ولكن قال لي كلمة قبل أن يتوجه وهو يحمل بيده (قنينة كبيرة للماء) قال .... " نحن هنا في الجمهورية الاسلامية نحب ونحترم ونقدر الشهداء الذين شاركونا في قتال تحت راية فيلق بدر للمجاهدين العراقيين بقيادة السيد محمد باقر الحكيم كثيرا " ....
وتابع القول " لأنهم قدموا دمائهم من أجل الإسلام وليس من أجل شيء اخر "
هنا شعرت بالفخر والاعتزاز كون هؤلاء الشهداء الثلاثة من أقاربي... ولم استطيع ان أقف أمام دموعي التي انهمرت تعبيرا عن مافي قلبي من حب وحنين لفقدهم بالاضافة لشعوري بالفخر بهم وبما قدموه من أجل الإسلام كما قال صادقا ذلك الرجل .
ذهب أمامي سكب الماء على تلك القبور بكل احترام وخشوع قراء شيء من كتاب الله قبل أن يودعني حتى يتركني مع صديقي وابن خالتي الذي كان يصغرني بسنة واحدة وكان يستعد للزواج قبل أن يزف شهيدا في عمليات المرصاد في نهاية الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 ، كان لقاء جميل جمعني مع الشهيد عماد قبل أن أتوجه الى ذلك البطل الذي يعرفة أهل منطقة (حي السعد) في النجف الاشرف بدماثة اخلاقة وتدينة منذ أيام شبابه الأولى انه الشهيد السعيد أبو فاطمة عادل النجار الذي استشهد في عمليات كربلاء الخامسة في عمليات شرق البصرة بعد أن استشهد والدة في عمليات كربلاء الثانية في جبال حاج عمران ، وهنا وانا أتصفح هذه الوجوه النورانية التي قدمت الروح والدم من أجل الإسلام وتخليص العراق من نظام صدام الكافر استوقفني تشيع أحد الشهداء الإيرانيين كان قد نال الشهاده في مدينة سامراء العراقية.. هنا قلت ... "سبحان الله بالأمس اختلطت دماء الشهداء العراقيين مع الشهداء الإيرانيين على الأراضي الإيرانية واليوم هم يستقبلون شهدائهم الذين اختلطت دمائهم مع الشهداء العراقيين على الأراضي العراقية"!!
عندها أدركت حقيقة الكلمة التي نقلت عن القائد قاسم سليماني ؟؟
( أن للعراقيين دين في رقابنا )
واليوم نشاهد ما تقدمة الجمهورية الاسلامية من تضحيات ودماء وكل ما تحتاجه المعركة ضد مجرمي داعش من سلاح وعتاد وغيرها الكثير من أجل الدفاع عن العراق والمقدسات هو فقط بعنوان
( رد الجميل والدين لتلك الدماء العراقية الطاهرة التي سالت على أرض ايران الإسلامية ).
وقبل أن أسدل الستار على هذه القصة أقول أن ما قدمه ويقدمه ابناء المرجعية في فصائل المقاومة الاسلامية بجميع مسمياتها دون استثناء في قوات الحشد الشعبي الابطال من تضحيات ودماء زاكية من اجل الوطن والمقدسات تحتاج أسرهم اهتمام أكبر من قبل الحكومة ولولا دماء هؤلاء الأبطال لم يكن شيء اسمة عراق كما تركوا عوائل شهداء بدر دون اهتمام يذكر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat