صفحة الكاتب : حسن العاصي

ومضات قدرية
حسن العاصي
 1
أوصدتْ الأحلامُ أبوابها 
فتساقطتْ أهدابُ العمرِ
تدوسها النسماتُ الحزينةُ 
 
2
مِنْ الكُوَّةِ الصَّغيرةِ
أَسترقُ النظرَ إلى طائراتِ الورقِ
وهيَ تحلِّقُ
بِعينينِ تُكبِّلهُما القُضبانُ 
 
 3
أَحفظُها عَنْ ظَهرِ مَطرٍ وجَسدٍ
.. غابةُ المَوتى 
 
4
لأَنَّ تلكَ المواسمَ
كانتْ عاريةً
والبساتينُ أوراقٌ صفراء
تساقطتْ أمعاءُ المدينةِ 
 
5
كيفَ لي أنْ أُدثِّرَ ذكراهمْ
وأُظلِّلُ قبورهمْ بجُرحي
ومنجلُ السلطانِ لايرى
سِوى الشُّجيراتِ المطلِّةِ مِنْ وريدي 
 
 6
يتآكلُ الضَّوءُ منْ أَطرافنا
كمْ أَخشى أنْ يَنتهي الحزنُ
قبلَ أنْ أُحلِّقَ كَهمسِ الحكاياتِ
وأَغفو مطراً بأهدابِ النوارسِ 
 
 7
يا وطناً يَنتعلُ الدماءُ
ويَقطفُ رعشَ الضوءِ
كيفَ نقبِّلُ تُرابكَ
يا وطناً بلا ضفائرَ
كيفَ نعشقُ ظِلالكَ
أيها الوطنُ الكفيفُ
كيفَ نراكَ ؟
وأجفاننا تمضغُ الملحَ
وملامحكَ تقاطيعٌ عمياء 
 
8
على بُعدِ وشمٍ من النَّبضِ العتيقِ
عثرتُ على يَقظتي
وَضعتُ يَدي على قارعةِ الرَّمادِ
أُلوِّحُ بالماءِ
كيْ يسيل صَدى الحزنِ
وأَتلاشى مثلَ أجنحةِ المطرِ 
 
 9
اصعدْ لا تلتفتْ
خلفكَ البحرُ يحتضرُ
وكلُ الجهاتِ رماحٌ
تنامُ في عينِ الذاكرةِ
انجَ بنفسكَ
قبلَ أنْ تغتالكَ
عورةُ الحروفِ
 
 10
تَتعَّرى المدينةُ مرغمةً
للفيالقِ المنهزمةِ
فهاجتْ الغيلانُ البليدةَ
في هزعِ الليلِ
يقيمُ السلطانُ طقوسهُ
فيحبسُ اللهُ المطرَ
في الفجرِ
تلملمُ المدينةُ جسدها المنهكَ
ودروبَها المنكوبةُ
وتمضغُ لحمَها
 
11
قدْ بلغَ الظمأُ الإنشطارَ
والجوعُ المكلومُ في اشتدادٍ
يا أُمِّي
الألمُ ليفٌ كبريتيٌ
يمتدُّ حبلاً حولَ عنقي
والعقبانُ السوداءَ تنهشُ عينايْ
يا أُمِّي
قالوا أنَّ الكفنَ الأبيض نورٌ
همْ كاذبونَ يا أُمِّي
كاذبونْ
 
12
يا أُمِّي
 الموتُ يسيرُ في المدينةِ
 بلا خُفَّينِ
 كعصفورٍ مبللٍ بالخوفِ
 يرتعشُ غُباري...
يا أُمِّي
 يضيقُ الماءُ عندَ كُوَّةِ الحياةِ
 ويمتدُ غصنُ الزيزفونِ
 فوقَ جسدي كفناً
 دخلتُ قبري فرأيتُ
 قلبي في قعرِ الضوءِ
 ينبضُ حياً بعدَ الموتِ
 
13
يعوي الرَّمادُ الأخضرُ
 حينَ يتعرَّى الوطنُ
 وتغفو الغابةُ
 قربَ الموجةِ السوداءِ
 كانَ الدربُ بارداً...
وصُرَّةُ القمحِ تذبحُ النسوةَ
 سرقتُ كفِّي من حديقةِ الموتِ
 لأخبىءَ طريقُ الملحِ
 
14
فوقَ قيدِ المدى
 ترسمُ الريحُ فوضى
 تسقطُ الظلالُ على المرايا
 الذاكرةُ مرثيةٌ زرقاءُ
 وفراشاتُ القلبِ تحترقُ...
على أطرافِ العزلةِ
هذهِ الأجسادُ مقيّدةٌ
 فوقَ الغبارِ
 والحزنُ وقتٌ يهبطُ ويضيقُ
بينَ أنيابِ الرّحى المغمومْ
 
 
15
يعبثُ القدرُ بالوقتِ الرَّاقدِ
 نساءُ الفاجعةِ يتناسلنَ فراشاتٌ
 والخيولُ تلدُ غصَّاتاً ودموعاً
سكينةٌ برائحةِ الموتِ 
 تتسلَّلُ كالضجيجِ...
تعالوا ..
لَوْ مرةً واحدةً
 كَيْ توقظُ ظلالكمْ
 طيورُ الفجرِ

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن العاصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/07



كتابة تعليق لموضوع : ومضات قدرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net