صفحة الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

سيد قطب قراءة ببليوغرافية
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة
      إن قراءة النتاج الفكري شخص ما ليست فقط بان نذكر عناوين كتبه و مقالاته التي كتبها , أو ذكر آراءه التي صرح بها , فلربما كان لتلك الكتابات و الآراء مؤثرات معينة , أو أنها كانت ردة فعل أو صدمة من شيء ما .
      كما و إن قراءة النتاج الفكري لا تتوقف على النقد و التحليل لكتابٍ ما , أو مقالةٍ ما و من ثم الخروج بالنتيجة أو المحصلة النهائية و كأنها كل شيء .
      بل إن القراءة الصحيحة و الحقيقية لنتاج الشخص , و التي تتضمن المعرفة الحقيقية بأفكاره هي ؛ عن طريق معرفة ( البناء المعرفي ) أو ( علم المعرفة ) أو ( نظرية المعرفة ) لذلك الشخص .
      إن الكتابة عن شخصية كشخصية ( سيد قطب ) عمل صعب و مجهد و محفوف بالمخاطر , و ذلك لأن شخصية ( سيد قطب ) تعتبر من الشخصيات التي أثارت حولها جدلاً و لغطاً كثيراً , فـ( سيد قطب ) و من خلال كتاباته المختلفة النقدية , و التحليلية , و المعرفية , و الإرشادية , و الايدلوجية ( المتفاوتة ) , قد أثار جدلاً كبيراً جداً حوله .
      لذا فإننا إن أردنا أن نكتب عن ( سيد قطب ) فلابد أن تكون لدينا إحاطة واسعة بالجوانب المعرفية , و الفكرية , و الدينية لهذه الشخصية . و دراسة المؤثرات التي تعرض لها على الصعيد الفكري , و الديني , و الحياتي , هذا من جهة .
و أن تكون لدينا إحاطة و فهم دقيق لتجربته النضالية العملية التطبيقية من جهة أخرى . و أن لا نكتفي بالقراءات عنه فقط , لان الكتابات التي كتبت عنه و بشكل عام مقسمة إلى ثلاثة أقسام رئيسية :
1ـ قسم كتبه محبوه و أتباعه و المتأثرون به .
2ـ و قسم كتبه مناوئوه و حاسدوه .
3ـ و قسم كتبه طلاب المعرفة و الحقيقة و هي الكتابات العلمية أو الحيادية .
لذا فمن الحري بنا أن نحاول التفتيش و اللجوء إلى الكتابات المحايدة , و الرجوع إلى الكُتابِ المحايدين و الموضوعيين الذين تناولوا شخصية ( سيد قطب ) بالتحليل و القراءة الموضوعية المعرفية لا المؤدلجة , لكي يكون لدينا فهم دقيق , و لو بنسبة عقلائية راجحة . فإن الكتابة عن أي شخصية ( جدلية ) تُحتم على الدارس و الكاتب امتلاك العدة المعرفية المناسبة , و إتباع المنهجية الدقيقة المحايدة , و الاطلاع الواسع و المعمق , و التحليل الموضوعي الحيادي .
      لذا سوف نحاول في هذا البحث أن نوضح جانباً مهماً من جوانب شخصية ( سيد قطب ) من خلالِ قراءةٍ ( ببليوغرافية ) له من خلال كتاباته التي توضح ( البناء المعرفي ) لهذه الشخصية و تحولاتها الفكرية .
سيد قطب سيرة ذاتية مختصرة
      في الواقع إن كتابتنا هنا عن السيرة الذاتية  لـ( سيد قطب ) و لو بشكل مختصر هو شيء ضروري و لابد منه في بحثنا هذا , و ذلك للوقوف على المحطات المهمة في حياته و التي تركت بصماته في شخصيته , و بناءه الفكري , و ذلك لفهم ( البناء المعرفي ) و تدرجه و تطوره لديه .
اسمه : سيد قطب بن إبراهيم بن حسين الشاذلي .
مــولده : ولد في قرية ( موشة ) أو ( موشا ) إحدى قرى محافظة ( أسيوط ) المصرية بتاريخ ( 9 / 10 / 1906 ) ميلادي , الموافق ليوم الثلاثاء ( 21 / شعبان / 1324 ) هجري , و هو أكبر من شقيقه ( محمد ) بثلاثة عشر سنة .
دراسته و تعليمه : درس الابتدائية في قريته , و ذلك في عام ( 1912 ) حين كان عمره ست سنوات , و حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة من عمره .
أكمل دراسته الابتدائية عام ( 1918 ) , و أنقطع بعدها عن الدراسة لمدة سنتين تقريباً و ذلك بعد الأحداث التي أعقبت ثورة ( 1919 ) و التي قامت ضد الاحتلال البريطاني في مصر للمطالبة بالاستقلال  .
في عام ( 1920 ) سافر إلى القاهرة لإكمال دراسته , و حينها أستقر في بيت خاله ( أحمد حسين عثمان ) الذي كان أستاذاً في جامعة الأزهر , و صحفياً في نفس الوقت .
في عام ( 1922 ) دخل معهد ( عبد العزيز ) في القاهرة , و كان عمره آنذاك لا يتجاوز ستة عشر عاماً , و كان المعهد تابعاً لوزارة التعليم و التربية , و مهمته إعداد معلمين للمرحلة الابتدائية .
في عام ( 1914 ) أنهى دورته في المعهد , و حصل على إجازة تدريس في المدارس الابتدائية .
في عام ( 1925 ) قرر إكمال دراسته فدخل ( معهد دار العلوم ) و بعد أربعة أعوام قضاها فيه استطاع أن ينال شهادة ( الدبلوم ) في عام (  1929 ) .
و في السنة نفسها أي ( 1929 ) اشترك في امتحان ( الليسانس ) و استطاع أن يجتاز الامتحان بنجاح ليدخل جامعة ( دار العلوم ) . و عندما كان طالباً في الجامعة كان الدكتور و الكاتب المصري المعروف ( طه حسين ) رئيساً لها . و في تلك الفترة كان يؤكد على أهمية دراسة اللغة الإنكليزية و الإحاطة بها , إذ كان في اعتقاده بان الطالب الذي لا يتقن اللغة الإنكليزية لن يستطيع أن يواكب العصر و مقتضياته  .
في عام ( 1933 ) تخرج من جامعة ( دار العلوم ) حائزاً على شهادة ( الليسانس ) في فرع الآداب و اللغة العربية , و في نفس السنة ساهم في تأسيس جمعية عرفت باسم ( جمعية دار العلوم ) كان هدفها الدفاع عن اللغة العربية و آدابها , و كان أعضائها من خريجي ( جامعة دار العلوم ) .
في خضم الحياة :ـ
في عام ( 1933 ) دخل في السلك الوظيفي لوزارة التربية و التعليم المصرية , و عين في السنة نفسها معلماً في مدرسة ( الداوودية ) . ليقضي في سلك التعليم ما يقارب الست سنوات تنقل خلالها في مدارس عديدة منها : ( مدرسة دمياط , و بني سويف , و مدرسة حلوان ) .
في عام ( 1940 ) نقل إلى الإدارة المركزية لوزارة التربية و التعليم كموظف في الإدارة , و عمل في عدة أقسام فيها , و بقي هناك حتى عام ( 1948 ) .
في عام ( 1942 )   أنتظم في حزب الوفد  , ثم في حزب ( السعديين ) .
في عام ( 1948 ) سافر إلى أمريكا مبعوثاً من قبل الحكومة المصرية , من قبل وزارة التعليم للتعرف على المناهج , و بقي هناك حتى عام ( 1950 ) .
عاد إلى مصر من أمريكا في عام ( 1950 ) و ظل يعمل في وظيفته في وزارة التعليم .
في عام ( 1952 ) قدم استقالته من وزارة التعليم . و هو العام الذي أُعلنت فيه مصر على أنها جمهورية .
وقفــة مهمــة : لابد من الوقوف هنا لتبيين حقيقة مهمة , و مؤثر مهم في حياة ( سيد قطب ) , فالفترة من عام ( 1942 ) و حتى عام ( 1952 ) تعتبر فترة الاستقلال السياسي لدى سيد قطب , و هي مرحلة التيه الفكري كما يسميها حسين محمود إذ يقول : ( ... مر بمرحلة تيه فكري لسنوات )  .
فترة التحول الفكري :
في عام ( 1953 ) و قيل عام ( 1951 )  أنتظم في حركة ( الأخوان المسلمين )  . يقول فهمي جدعان عن هذا الانتماء : ( و قد وجد سيد قطب في هذه الحركة تجسيداً لتطلعات خفية شكلت بعض وجوهها قراءته لمحمد عبده و محمد رشيد رضا ... )  .
في عام ( 1953 ) أو بعده بقليل عمل كمنظر للثورة المصرية , حركة ( الضباط الأحرار )  .
في مطلع عام ( 1954 ) كان أول اعتقال له على يد قادة الثورة المصرية  , ثم أعتقل بعدها في نفس السنة , ثم حكمت عليه محكمة الثورة عام ( 1955 ) بالسجن خمسة عشر سنة , قضى معظمها في مستشفى سجن ( ليمان طرة ) لإصابته بأمراض كثيرة , حتى أُفرج عنه بعفو صحي بعد تدخل الرئيس العراقي ( عبد السلام عارف )  عام ( 1964 ) .
وقفة لابد منها : تعتبر حادثة الاعتقال على يد قادة الثورة التي أوصل رجالها بيديه إلى سدة الحكم الصدمة القوية في حياته , مما دفعة شعورياً أو لا شعورياً لأن يصحح الخطأ الذي أعتقد إنه قام به , لقد جاء بحركة قومية لا تعترف بالإسلام , لقد جاء بحركة عميلة لأمريكا و للصهيونية العالمية , لقد سلط الجلادين و المجرمين و الكفرة على رقاب الشعب المصري , كل تلك كانت هواجس تطارده في صحوته و منامه , و يعود لها الأثر الكبير في تغيير تفكيره البسيط و المتساهل و المتماهي في بعض الأحيان , إلى تفكير متشدد و مشكك و سيء الظن أو تكفيري في أحيان أخرى .
في عام ( 1964 ) تسلم قيادة التنظيم الأخواني الجديد .
في عام ( 1965 ) أعيد إلى السجن بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم , و ظل في السجن حتى صدور حكم إعدامه بتاريخ ( 21 / 8 / 1966 ) .












أبرز مؤلفات سيد قطب حسب تاريخ الطبعة الأولى
و أسباب تأليفها
      و لابد من العلم بانه و من عام ( 1925 ) و حتى عام ( 1935 ) نشر ما يقارب من ( 60 ) قصيدة و مقطوعة شعرية في مختلف المجالات و بمختلف العناوين ختمها بديوان ( الشاطئ المجهول ) .
ثم من عام ( 1935 ) حتى عام ( 1957 ) نشر ما يقارب من ( 43 ) قصيدة و مقطوعة شعرية تنوعت ما بين الحماسة و قضايا السياسة و الدين و النقد .
و من عام ( 1928 ) حتى عام ( 1954 ) كتب ما يقارب من ( 487 ) مقالة في مختلف الصحف و المجلات .
أما كتاباته المطبوعة و المشهورة فهي : ـ
1ـ الشاطئ المجهول ( ديوان شعر ) , طبع عام ( 1935 ) ميلادي .
و يمثل هذا الديوان قمة التيه و الضياع الذي يظهر واضحاً في كلماته و تعبيراته من حيث القصائد و الأبيات الشعرية , فهو تارة يتحسر على مرور العمر , و يتمنى عودة الشباب لأسباب منه أن يحب و يعشق و يعيش الدنيا كما يعيشها باقي الشباب , أي إنه لم يرد أن يعيشها بإيمان و تقوى و صلاح و توبة . بل مجرد ظلام و تخبط و يأس و حيرة . و لابد من العلم بانه و من عام ( 1925 ) و حتى عام ( 1935 ) نشر ما يقارب من ( 60 ) قصيدة و مقطوعة شعرية في مختلف المجالات و بمختلف العناوين ختمها بديوان ( الشاطئ المجهول ) .
و هذا الكتاب يعتبر ( أول ديوان شعر له ) , طبع مرة واحدة , و لما كانت بعض قصائد هذا الكتاب لا تنسجم مع الخط الإسلامي , لذلك قام في مقدمة كتابه بنقد بعض القصائد , و لم يسمح بإعادة طبع الكتاب  .
و من قصائد هذا الديوان : ( إلى الشاطئ المجهول ) ( الشعاع الخابي ) ( خراب ) ( في الصحراء ) ( الإنسان الأخير ) ( خريف الحياة ) ( خبيئة نفسي ) ( النفس الضائعة ) ( الغد المجهول ) ( غريب ) ( بين الظلال ) ( عودة الحياة ) ( البعث ) ( السر أو الشاعر في وادي الموتى ) ( سخرية القدر ) ( التجارب ) ( ليلات في الريف ) ( العودة إلى الريف ) ( الليلات المبعوثة ) ( الجبار العاجز ) ( ناحت الصخر ) ( بريشة الشعر ) ( ابتسامة ) ( وردة ذابلة ) ( العود ) ( عبث الجمال ) ( يوم خريف ) ( مر يوم ) ( الدنيا ) ( غزل و مناجاة / هي أنتِ ) ( أحبكِ ) ( الظامئة ) ( لماذا أحبكِ ) ( رسول الحياة ) ( توارد خواطر ) ( سر انتصار الحياة ) ( المعجزة أو السهم الأخير ) ( اللحن الحزين ) ( الغيرة ) ( مصرع حب ) ( ليلة الشك ) ( اليقين ) ( الجنة الضائعة ) ( الحنين و الدمع ) ( اللغز ) ( قبلة ) ( داعي الحياة ) ( رقية الحياة ) ( الحياة الغالية ) ( عصمة الحب ) ( الحب المكروه ) ( على أطلال الحب ) .
2ـ التصوير الفني في القرآن , طبع عام ( 1945 ) ميلادي .
و يعتبر أول كتاب له في موضوع إسلامي , و قد قدم القرآن و البناء القرآني بأسلوب أدبي رفيع , و الكتاب في الأصل عبارة عن مقال نشره في مجلة ( المقتطف ) في عام ( 1939 ) , أهدى هذا الكتاب إلى والدته , و يقع الكتاب في ( 259 ) صفحة من القطع المتوسط , فقد حاول في هذا الكتاب دراسة آيات القرآن دراسة أدبية بحتة باستخراج جماليتها و تصويرها الفني , و قد سماه أحدُ الكُتابِ المعاصرين  بـ( الفتح الجديد ) في مواضيع القرآن . و يمثل هذا الكتاب فترة اهتمامه بالنواحي الأدبية و تأثره بمدرسة عباس محمود العقاد , فكانت دراسته للقرآن الكريم في هذه الفترة مقتصرة على النواحي الفنية الجمالية .
يقول فيه : ( لقد بدأت البحث و مرجعي فيه هو المصحف , لأجمع الصور الفنية في القرآن , و أستعرضها , و أبين طريقة التصوير فيها , و التناسق الفني في إخراجها , إذ كان همي كله موجهاً إلى الجانب الفني الخالص , دون التعرض للمباحث اللغوية أو الكلامية أو الفقهية أو سواها من مباحث القرآن المطروقة ... )  .
3ـ الأطياف الأربعة ( مجموعة قصصية ) بالاشتراك مع إخوته  , طبع عام ( 1945 ) ميلادي .
يقع الكتاب في أربعة فصول : ( الفصل الأول : مجموعة ذكريات حميدة ) ( الفصل الثاني : خاص بذكريات أمينة ) ( الفصل الثالث : ذكريات محمد ) ( الفصل الرابع : ذكريات سيد قطب ) .

4ـ طفل من القرية ( سيرة ذاتية ) , طبع عام ( 1946 ) .
و هو عبارة عن ذكريات عاشها في القرية و حتى هجرته إلى القاهرة , و صاغ هذا التسجيل بأسلوب أدبي جميل , و قد طبع الكتاب مؤخراً عن طريق ( منشورات الجمل ) بكولونيا الألمانية في ( 155 ) صفحة من القطع المتوسط , أما طبعته القديمة ( الأولى ) فهي نادرة جداً , بل تكاد تكون في حكم المعدومة .
5ـ المدينة المسحورة ( قصة طويلة ) , طبعت عام ( 1946 ) .
و هي عبارة عن رواية حب تدور بين شهريار و شهرزاد .
6ـ كتب و شخصيات ( كتاب نقدي ) , طبع عام ( 1946 ) .
هو كتاب في ( النقد ) , هدفه التعرض لمواضيع معينة ( أدبية و تاريخية ) و من ثم نقدها , أراد من وراءه إبراز قدرته في اختصاصه الأدبي ألا و هو ( النقد ) , حتى أنه تعرض لشعراء المجون , و لأمور تثير علامات استفهام كثيرة لمن قراء كتاباته في آخر حياته , و مدى الانفتاح في كتابه هذا , و مدى الانغلاق في كتبه الأخيرة , و مع هذا فقد أثار هذا الكتاب جدلاً و لغطاً حوله لأنه فيه قد أنتقد بعض الصحابة و عرض بهم , و بذلك وجه نقداً لاذعاً للمقدسات الإسلامية , حتى حُرمت قراءته  . يقع الكتاب في ( 352 ) صفحة من القطع المتوسط .
و في الأصل أن هذا الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات كتبها و نشرها في مجلات متعددة منذ عام ( 1942 ) و حتى عام ( 1946 ) , و موضوع الكتاب نقد أدبي لكبار الأدباء في مصر .
و هنا نعرض لفهرست الكتاب بالتفصيل : ـ
( الإهداء / في أصول النقد ( النقد و الفن . طريقة الأداء في الفن . الصور و الظلال في الفن ) / في عالم الشعر / الوعي في الشعر . النفس الإنسانية في الشعر العربي / الطبيعة في الشعر العربي . نفحات من فارس . العقاد الشاعر / في عالم القصة و الرواية ( على هامش السيرة . أحلام شهرزاد . شجرة البؤس : طه حسين ) ( بيجماليون . الرباط المقدس : توفيق الحكيم ) ( إبراهيم الثاني : المازني ) ( الرواية الشعرية بين شوقي و عزيز أباظة . العباسة : عزيز أباظة ) ( سارق النار : خليل هنداوي ) ( خان الخليلي : نجيب محفوظ ) ( مليم الأكبر : عادل كامل ) ( بنت الشيطان : محمود تيمور ) ( قنديل أم هاشم : يحيى حقي ) ( همزات الشياطين : عبد الحميد جودة السحار ) / في النفس و العالم ( البيادر : ميخائيل نعيمة ) ( أومن بالإنسان : عبد المنعم خلاف ) ( سندباد عصري : حسين فوزي ) ( العناصر النفسية في سياسية العرب : شفيق جبري ) / في البحوث و الدراسات ( على هامش التاريخ المصري القديم : عبد القادر حمزة ) ( أنطوان الجميل الصحافي و الأديب و الناقد . شوقي : أنطوان الجميل ) ( دفاع عن البلاغة : الزيات )   ( بين الفلسفة و الأدب : علي أدهم ) / في التراجم و التاريخ . دراسة الشخصيات . ( بين العقاد و هيكل و طه " شاعر الغزل " ) ( محمد علي الكبير : شفيق غربال ) / من شعراء المجون ( بشار : المازني , أبو نواس : عبد الرحمن صدقي , أبو نواس : عبد الحليم عباس ) . ) .
فيقول مثلاً : ( إن معاوية و زميله عمرو لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس , و أخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب , و لكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح , و هو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع . و حين يركن معاوية و زميله إلى الكذب و الغش و الخديعة و النفاق و الرشوة و شراء الذمم لا يملك على أن يتدلى إلى الدرك الأسفل . فلا عجب ينجحان و يفشل , و إنه لفشل أشرف من كل نجاح ... فروح " مكيافيلي " التي سيطرت على معاوية قبل مكيافيلي بقرون ... و بعد فلست " شيعياً " لأقرر هذا الذي أقول ... و لن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل المترفع على " الوصولية " الهابطة المتدنية , و لينتصر لعلي على معاوية و عمرو . إنما ذلك انتصار للترفع و النظافة و الاستقامة )  .
7ـ أشواك ( قصة طويلة ) , طبعت عام ( 1947 ) .
رواية حب تدور بين شاب يعشق بنتاً تدعى ( سميرة )  .
8ـ مشاهد القيامة في القرآن , طبع عام ( 1947 ) .
و هو تفسير صغير و عجيب لآيات القرآن الكريم , موضوعها ( يوم القيامة ) , و أهداه لروح أبيه , يقع الكتاب في ( 273 ) صفحة من القطع الصغير . و يعتبر هذا الكتاب متمم لكتاب ( التصوير الفني في القرآن ) , في هذا الكتاب يبحث المؤلف ( مائة و خمسين ) مشهداً من مشاهد القيامة , مستفيداً من ثمانين سورة من سور القرآن . و هذا الكتاب كتبه في فترة اهتمامه بالجانب الأدبي و الجمالي
9ـ النقد الأدبي أصوله و مناهجه , طبع عام ( 1948 ) .
و موضوعه النقد الأدبي و كل ما يتعلق به , و يقع الكتاب في ( 256 ) صفحة .
و فهرست الكتاب كـ الاتي : ( العمل الأدبي / القيم الشعورية و القيم التعبيرية في العمل الأدبي / فنون العمل الأدبي : الشعر , القصة و الأقصوصة , التمثيلية , الترجمة و السيرة , الخاطرة و المقالة و البحث / قواعد النقد الأدبي بين الفلسفة و العلم / مناهج النقد الأدبي : المنهج الفني , المنهج التاريخي , المنهج النفسي , المنهج المتكامل ) .
يقول فيه : ( وظيفة النقد الأدبي و غايته تتلخص في : تقويم العمل الأدبي من الناحية الفنية , و بيان قيمته الموضوعية , و قيمه التعبيرية و الشعورية , و تعيين مكانه في خط سير الأدب , و تحديد ما أضافه إلى التراث الأدبي في لغته , و في العالم الأدبي كله , و قياس مدى تأثره بالمحيط , و تأثيره فيه , و تصوير سمات صاحبه و خصائصه الشعورية و التعبيرية , و كشف العوامل النفسية التي اشتركت في تكوينه و العوامل الخارجية كذلك )  .
10ـ العدالة الاجتماعية في الإسلام , طبع عام ( 1949 ) .
و هو أول كتاب لـ( سيد قطب ) يعنى بفكرة النظام الإسلامي , فبعد الحرب العالمية الثانية أتسعت فجوة الاختلاف الطبقي بمصر , حيث الغالبية فقيرة , و أقلية من الناس لديها ثراء فاحش جداً . و في هذا الكتاب أطلق لفظته التي تعتبر جديدة في حينها ألا و هي ( العدالة الاجتماعية في الإسلام ) , في مقابل ( الاشتراكية ) التي كان يستخدمها الكتاب في عصره للدلالة على موافقة الإسلام للاشتراكية في نظرهم , و قد أنتقده ( محمود شاكر ) لإساءته لبعض الشخصيات التي تعتبر مقدسة عند البعض , و قد حُذفت تلك الفقرات التي أثارت اللغط في طبعة سنة ( 1964 ) الطبعة السادسة , في حياة المؤلف , و قيل أنه تبرأ من هذا الكتاب في آخر حياته  . و يقع الكتاب في ( 216 ) صفحة من القطع المتوسط . و يمثل هذا الكتاب بداية التطور من الجوانب الأدبية و الجمالية إلى الجوانب الفكرية , و يعتبر هذا الكتاب أول مغازلة يبديها سيد قطب للإخوان المسلمين , إذ أنه و في الطبعة الأولى كتب في الإهداء : ( الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديداً كما بدء , يقاتلون في سبيل الله , فيقتلون و يقتلون ) , و بذلك فهم الأخوان المسلمين أن هذا الإهداء يعنيهم هم , فأصبحوا يهتمون بأمره , و يعتبرونه صديقاً لهم , إلى أن انضم إليهم حوالي عام ( 1951 ) كما أشرنا في سيرته .
و فيما يلي نماذج من آراءه التي تناولها في هذا الكتاب : ـ
يقو ل في مقدمة الكتاب مثلاً : ( إن الناس تنظر فترى واقعاً اجتماعيا لا يسر , و تبصر فترى أوضاعاً اجتماعية لا تحقق العدالة , عندئذ تتجه بأبصارها إلى أوربا و أمريكا و روسيا و الصين و يوغسلافيا ... و ما إليها ! تستجلب منها الحلول , كما تستورد منا السلع لمعاشها ... )  .
و يقول : ( إنه ـ أي الإسلام ـ كان عالمي النزعة , لما فيه من فكرة قوية عن وحدة العالم , و لما يرمي إليه من ضم البشرية كلها إلى لوائه متساوية متآخية )  .
و يقول : ( فلما جاء الأمويون , و صارت الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية , لم يكن ذلك من وحي الإسلام , إنما كان من وحي الجاهلية الذي أطفأ إشراقة الروح الإسلامي )  .
و يقول : ( كانت مسألة وراثة الملك في البيت الأموي ... طعنة نافذة في قلب الإسلام , و نظام الإسلام , و أتجاه الإسلام )  .
و يقول : ( لقد أدركت الخلافة عثمان و هو شيخ كبير . و من ورائه مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الإنحراف عن الإسلام . كما أن طبيعة عثمان الرخية , و حدبه الشديد على أهله , قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثيرون من الصحابة من حوله , و كانت لها معقبات كثيرة , و آثار في الفتنة التي عانى الإسلام منها كثيراً ... كانت الولايات تغدق على الولاة من قرابة عثمان . و فيهم معاوية الذي وسع عليه في الملك فضم إليه فلسطين و حمص , و جمع له قيادة الأجناد الأربعة و مهد له بعد ذلك أن يطلب الملك في خلافة علي ... و فيهم الحكم بن العاص طريد رسول الله الذي آواه عثمان و جعل أبنه مروان بن الحكم وزيره المتصرف . و فيهم عبد الله أبن سعد بن أبي السرح أخوه من الرضاعة ... و أخيراً ثارت الثائرة على عثمان ... تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام ... مضى عثمان ... و قد خلف الدولة الأموية ... المجافية لروح الإسلام ... فلما جاء علي كرم الله وجهه لم يكن من اليسير أن يرد الأمر إلى نصابه في هوادة . و قد علم المستنفعون على عهد عثمان , و بخاصة من أمية , أن علياً لن يسكت عليهم , فانحازوا بطبيعتهم و بمصالحهم إلى معاوية . جاء علي ليرد التصور الإسلامي للحكم إلى نفوس الحكام و نفوس الناس ... و سار علي كرم الله وجهه في طريقة يرد للحكم صورته كما صاغها النبي " ص " ... )  .
و يقول : ( و في أيام بني أمية ثم في أيام بني العباس من بعدهم , كان بيت المال مباحاً للملوك كأنه ملك لهم خاص ... )  .
11ـ معركة الإسلام و الرأسمالية , طبع عام ( 1951 ) .
كتبه بعد رجوعه من أمريكا , ككتاب نقدي للفكر الرأسمالي , و تبيين الزيف الغربي و الأمريكي الداعي للحرية و الإنسانية , و موضحاً أنها مجرد شعارات لا غير . قال عنه الشيخ أبو الحسن الندوي : ( لقد أعجبتني قوة الكاتب و صراحته في هذا الكتاب و إيمانه , و من فتوح الإسلام الجديدة أنه يسخر لرسالته مثل هذا الكاتب الكبير و الأديب المثقف )  , و يقع الكتاب في ( 133 ) صفحة من القطع الصغير .
في الواقع إن الإنصدام بالواقع الغربي , أو بالأحرى معرفة ما يريده الغرب لا يعرفه إلا القلة القليلة من الناس ممن يملك سعة ذهنية , و تدين , و تمييز .
و يعرفه أيضاً من وقع في فخ ( الحرب الناعمة )  و صُدِمَ صدمةً قويةً أطاحت به و بكل كيانه و ثوابته .
فالروح الغربية في الوقت الذي ترفع فيه شعارات الحرية , هي أول من يصادر الحرية و بالقوة , و إلا ماذا نسمي منع النساء المسلمات من لبس الحجاب في كل الدول الغربية , أو ماذا نسمي إجبار الناس على الشذوذ و الإنحراف بكل الطرق و الوسائل , بل بالقوة , و كلامي هذا ليس بالمبالغ فيه , و لمن أراد التأكد أن يسأل من عاش في الغرب و سيلقى الجواب الناجع .
و في هذه السفرة تنقل سيد قطب بين واشنطن و كاليفورنيا , أرسل خلالها إلى صديقه توفيق الحكيم رسالة يهاجم فيها الحضارة الأمريكية , التي لا تأبه بالقيم الروحية , و ينتقد كتابه ( أوديب ) قائلاً : ( إنه كان يتمنى لو أن موضوع الكتاب عولج بروح إسلامية لا إغريقية , و إنه يأمل في أن يستقي موضوعاته في المستقبل من الإسلام الذي يتميز بفلسفة مستقلة خاصة به عن الكون و الحياة و الإنسان , و بانه ينبغي أن يكون لنا أدب منبثق عن التصور الإسلامي )  .
كما و أرسل برسالة من أمريكا إلى صديقه في مصر " عباس خضر " يقول فيها : ( تصلح أمريكا أن تكون " ورشة العالم " فتؤدي وظيفتها على خير ما يكون , أما أن يكون العالم كله كأمريكا فتلك هي كارثة الإنسانية بكل تأكيد )  .
كما و كتب مقالاً ساخراً جعل عنوانه ( حمائم في نيويورك ) بعد عام من إقامته في أمريكا , و نشره في مجلة الكتاب في ديسمبر من عام ( 1949 ) قال فيه : ( ... و تنقلت من نيويورك إلى واشنطن إلى دنفر ... وجدت " القطيع " في كل مكان , " القطيع " الهائج الهائم , لا يعرف له وجهة غير اللذة و المال , لذة الجسد الغليظة التي ترتوي حتى تهمد , و تهمد ريثما تستيقظ في سُعار , و رغبة المال التي تُنفق الحياة , خيرها و شرها , ليلها و نهارها , في سبيل " الدولار " ... )  .
و له كلام لطيف عن المتأثرين بالغرب و بالخصوص أمريكا إذ يقــــــــول فيه : ( ... عرفت الآن مدى الدعاية التي تغمر بها أمريكا العالم , و التي يُسهم فيها المصريون الذين جاءوا لأمريكا ثم عادوا , و أستطيع أن أقيس ـ على ضوئها ـ مدى الدعاية التي تغمرنا بها أوربا , و التي يُسهم فيها المصريون العائدون من هناك . إنهم لا يجدون لأنفسهم قيمة ذاتية , فيبالغون في تضخيم أوربا , و تضخيم أمريكا , علهم يستمدون منها قيمة ذاتية ... )  .
و هنا نرجع إلى كتابه ( معركة الإسلام و الرأسمالية ) إذ يقول فيه : ( إن هذا الوضع الاجتماعي السيء الذي تعانيه الجماهير في مصر غير قابل للبقاء و الاستمرار ... إنه مخالف لروح الحضارة الإنسانية بكل معنى من معانيها , مخالف لروح الدين بكل تأويل من تأويلاته , مخالف لروح العصر بكل مقتضى من مقتضياته ... )  .
ففي الوقت الذي سادت فيه النظرية الاشتراكية , و أرادت مصادرة ( النظرية الإسلامية ) , جاءت الرأسمالية و على رأسها أمريكا  لتحل محل كل النظريات , و تصادر الحقوق , بل تصادر الحق الطبيعي للإنسان بان يكون له ما يكون لغيره من الحق , و تصادر ( النظرية الإسلامية ) القائلة بالمساواة و العدالة , لتحصر الأموال و الثروات في أيدي أُناس محددين و يبقى الكل لهم أتباع و منقادين و منصاعين , فأين شعارات القضاء على الأقطاع و البرجوازية و الحرية و التي ترفعها أمريكا ؟ .
فهو يقول في مقال له تحت عنوان ( أمريكا التي رأيت ) : ( شعب يبلغ في عالم العلم و العمل قمة النمو و الارتقاء , بينما هو في عالم الشعور و السلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى , بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور و السلوك )  .
في الحقيقة ما أشبه اليوم بالأمس , بل و حتى الغد كذلك , مادام هنالك من هو تابع للفكر الغربي و متأثر به و متميع معه , بل و عميل له , هدفه إرضاء الأسياد فقط .
12ـ السلام العالمي و الإسلام , طبع عام ( 1951 ) .
في هذا الكتاب يحاول الإجابة على هذا السؤال : ما هو وجه المشكلة في السلام العالمي ؟ و في الفصل الأخير من هذا الكتاب يكشف المؤلف النقاب عن السياسة الاستعمارية في المنطقة , و طبيعة المؤامرات التي تحيكها في سبيل السيطرة على الموارد المالية و الاقتصادية لبلدان العالم الثالث , في هذا الكتاب فصل بعنوان ( الآن ) تدخل السفير الأمريكي في مصر لحذفه , فقامت الحكومة المصرية بحذفه من الكتاب . يقع الكتاب في ( 179 ) صفحة من القطع المتوسط .
13ـ في ظلال القرآن ( تفسير للقرآن ) , و تتابع طبعة من عام ( 1952 ) حتى عام ( 1957 ) .
طبع الجزء الأول منه سنة ( 1952 ) , ثم شرع في إصدار جزء كل شهرين  , فوصل عدد الأجزاء إلى ستة عشر جزء في عام ( 1954 ) , و طبع الجزء الأول من الطبعة المنقحة سنة ( 1960 ) عن ( دار إحياء الكتب العربية ) , و أستطاع ( سيد قطب أن ينقح الكتاب إلى الجزء الثالث عشر عند نهاية ( سورة إبراهيم ) سنة ( 1964 ) , و من ثم أُعدم سنة ( 1966 ) قبل أن يكمل تنقيح الباقي من تفسيره , و الكتاب بطبعته الشرعية الأخيرة جاء في ستة أجزاء من القطع الكبير التي حوت على أكثر من ( 4000 ) صفحة , عن دار ( الشروق ) و بإشراف أخيه ( محمد قطب ) .
يقول حسين محمود : ( لقد راجع سيد قطب في أخريات حياته كتاب ( الظلال ) و فيه تقريرات كثيرة تخالف ما كتب في بدايات كتاباته الإسلامية )
و من أهم المآخذ التي أُخذت على هذا التفسير :
    أ ـ الاستطراد في بعض المواضيع .
    ب ـ الأسلوب الأدبي في تفسير الكثير من الآيات إن لم يكن كلها .
    ج ـ قلة ـ بل العدم في مواقع كثيرة من ـ الاستشهاد بالأحاديث و الروايات و الشواهد المدعمة لأقواله .
    د ـ عدم إتباع ـ أو عدم وجود ـ نسق واحد في تفسير الآيات , و لعل ذلك راجع للاختلاف الزمني في تفسير كل أية بما أشرنا إليه مسبقاً حول هذا الكتاب
أما مزاياه فهي : ـ
    أ ـ تأكيده على صلاحية الآيات القرآنية لكل زمان و مكان .
    ب ـ توصيل المراد من الآيات بأسهل أسلوب ملائم للكل و بصورة مشوقة
    ج ـ الاهتمام ببيان الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم بربط السور بعضها ببعض .
    د ـ الابتعاد عن المباحث الكلامية أو اللغوية أو الفقهية أو الجدلية , و التركيز على إبقاء الجو ( جواً قرآنياً صافياً ) .
    هـ ـ تناوله للمشكلات المعاصرة , و ربطها بقضية الابتعاد عن الدين و عن الله تعالى .
14ـ دراسات إسلامية , طبع عام ( 1953 ) .
و فيه ( 35 ) مقالة إسلامية في نقد مظاهر الفساد و الظلم و الإنحراف في المجتمع , و هي عبارة عن مقالات كان قد نشرها في العديد من الصحف و المجلات المصرية , و قدم له ( محب الدين الخطيب ) واصفاً فيه سيد قطب بـ( لسان الدين ) , و لكن حذفت مقدمته في الطبعات اللاحقة , و يقع الكتاب في ( 250 ) صفحة من القطع المتوسط .




15ـ المستقبل لهذا الدين , طبع عام ( 1960 ) .
يتناول هذا الكتاب  الحضارة الغربية , و يبحث كيف أنها في طريقها إلى السقوط و الهزيمة , و إن الإسلام هو الذي سيحكم العالم في المستقبل , يقع الكتاب في ( 96 ) صفحة من القطع الصغير .
يقول فيه : ( الإسلام منهج . منهج حياة . حياة بشرية واقعية بكل مقوماتها , منهج يشمل التصور الاعتقادي الذي يفسر طبيعة " الوجود " و يحدد مكان " الإنسان " في هذا الوجود , كما يحدد غاية وجوده الإنساني , و يشمل النظم و التنظيمات الواقعية التي تنبثق من ذلك التصور الاعتقادي و تستند إليه , و تجعل له صورة واقعية متمثلة في حياة البشر . كالنظام الأخلاقي و الينبوع الذي ينبثق منه , و الأسس التي يقوم عليها , و السلطة التي يستمد منها , و النظام السياسي و شكله و خصائصه , و النظام الاجتماعي و أسسه و مقوماته , و النظام الاقتصادي و فلسفته و تشكيلاته , و النظام الدولي و علاقاته و ارتباطاته ... لقد كانت هذه الخصائص في هذا الدين , خصائص الشمول و الواقعية و الهيمنة , هي التي تعبت منها الصليبية العالمية في هجومها على ( الأمة المسلمة ) في ( الوطن الإسلامي ) . كما أنها هي التي تعبت منها الصهيونية العالمية كذلك , منذ عهد بعيد ! و من ثم لم يكن بد أن تبذلا معاً الجهود الجبارة لحصر هذا الدين في دائرة الاعتقاد الوجداني و الشعائر التعبدية ؛ و كفه عن التدخل في نظام الحياة الواقعية , و منعه من الهيمنة على نشاط الحياة البشرية , و ذلك كله كخطوة أولى , أو كموقعة أولى , في معركة القضاء عليه في النهاية )  .
و يقول : ( كيف إذن وقع ذلك " الفصام النكد " بين الدين و الحياة ؟ . لقد تم ذلك " الفصام النكد " في ظروف نكدة ! و كانت له آثاره في أوربا , ثم في الأرض كلها , حين طغت التصورات الغربية , و الأنظمة الغربية , و الأوضاع الغربية , على البشرية كلها في مشارق الأرض و مغاربها ... )  .
16ـ خصائص التصور الإسلامي و مقوماته , طبع عام ( 1962 ) .
و هو كتاب في العقيدة , و هذا الكتاب يعتبر المعبر الحقيقي عن عقيدة ( سيد قطب ) و الأفكار التي يؤمن بها , ففي هذا الكتاب توضيح للفكر الأيديولوجي لـ( سيد قطب ) , و ضرب لكثير من المبتنيات و الأفكار التي قال بها في السابق , يقع الكتاب في ( 207 ) صفحة من القطع المتوسط .
فيقول حسين محمود : ( فمن أراد معرفة عقيدة سيد فليراجع هذا الكتاب )  .
يقول فيه : ( تحديد " خصائص التصور الإسلامي و مقوماته " مسألة ضرورية , لأسباب كثيرة ؛ ضرورية لأنه لابد للمسلم من تفسير شامل للوجود ... و ضرورية لأنه لابد للمسلم من معرفة حقيقة مركز الإنسان في هذا الوجود الكوني , و غاية وجوده الإنساني ... و ضرورية لأنه ... يتحدد منهج حياته , و نوع النظام الذي يحقق هذا المنهج ... و ضرورية لأن هذا الدين جاء لينشئ أمة ذات طابع خاص متميز متفرد , و هي في الوقت ذاته أمة جاءت لقيادة البشرية , و تحقيق منهج الله في الأرض , و إنقاذ البشرية مما كانت تعانيه من القيادات الضالة , و المناهج الضالة , و التصورات الضالة ـ و هو ما تعاني اليوم مثله مع اختلاف في الصور و الأشكال ـ , و إدراك المسلم لطبيعة التصور الإسلامي و خصائصه و مقوماته , هو الذي يكفل له أن يكون عنصراً صالحاً في بناء هذه الأمة ... و عنصراً قادراً على القيادة و الإنقاذ ... )  .
17ـ الإسلام و مشكلات الحضارة , طبع عام ( 1962 ) .
و هو عبارة عن نقد لكتاب ( الإنسان ذلك المجهول ) لـ( ألكسيس كارل ) . فقد أتى في هذا الكتاب بما غاب عن ( ألكسيس كارل ) موضحاً الفكر الإسلامي و رقيه و أفضليته على الفكر الغربي , يقع الكتاب في ( 199 ) صفحة من القطع المتوسط .
فيقول فيه : ( " الأنسان ذلك المجهول " هذا العنوان ليس من عندنا , إنما هو من عند عالم أوربي ـ أمريكي  ـ لا يجادل علماء الحضرة الحديثة في مكانته العلمية و لا في حداثة نظرياته ـ أو دراساته بتعبير أدق ـ و لا في جديتها . إنه عنوان كتاب مشهور للدكتور " ألكسيس كاريل " ... )  .
( وأن " جهلنا مطبق " بالإنسان كما يقرر " العالم " الكبير ... هذا الواقع " العلمي " عن " الجهل المطبق " بالإنسان- مع العلم النسبي بالمادة - نتيجة متوقعة ... )  .
18ـ معالم في الطريق , طبع عام ( 1964 ) .
و هذا الكتاب يمثل خلاصة و زبدة أفكار ( سيد قطب ) , و البيان الحقيقي لأفكاره و مبتنياته الفكرية و اعتقاداته التي يؤمن بها , و التي أثارت حفيظة الكثيرين ممن كانوا يقرأون له , و يحبونه , و أثارت سخط الطبقة المعتدلة عليه , و ركزت أنظار الحكومة و مدى تخوفها منه , حتى كان هو الكتاب الذي أُعدم  ( سيد قطب ) بسببه . يقع الكتاب في ( 202 ) صفحة من القطع الصغير . و لقد تبنى الأخوان المسلمين هذا الكتاب كمشروع عمل بالنسبة لهم .
يقول فيه : ( إن العالم يعيش اليوم في جاهلية ... هذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض , و على أخص خصائص الألوهية , و هي الحاكمية , إنها تسند الحاكمية إلى البشر , فتجعل بعضهم لبعض أرباباً ... )  .
و يقول : ( نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم , كل ما حولنا جاهلية , تصورات الناس و عقائدهم , عاداتهم و تقاليدهم , موارد ثقافتهم , فنونهم و آدابهم , شرائعهم و قوانينهم , حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية , و مراجع إسلامية , و فلسفة إسلامية , و تفكير إسلامي , هو كذلك من صنع هذه الجاهلية )  .
طبعاً هذه نظرة تشاؤمية لا يقبل بها الإسلام بتاتاً , فالإسلام الذي أعطى حيزاً للآخر حتى الكافر و المشرك و الجبار و المتغطرس بأن يُعبر عما في نفسه , و أعطاه فرصة التفكير , و حرية الإجابة بلا إجبار و لا إكراه .
قال تعالى : (( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) البقرة (256) .
بل قال ما هو أعظم من ذلك مما يوقف العقل و يجعل الإنسان حائراً أمام العطف الإلهي بالبشرية جمعاء بلا استثناء .
قال تعالى : ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )) طه ( 43 ) ـ (44) .
إذاً حتى فرعون الجبار المتغطرس لا يحرمه الله من القول اللين , و الهداية بالحكمة و الموعظة الحسنة بل (( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) فصلت (34) .
يقول فهمي جدعان : ( كانت رؤية المودودي و سيد قطب مبدأ لعملية " قطيعة " ... و قد اتخذت هذه القطيعة شكل " الاستعلاء " و الانفصال عن المجتمعات المسلمة , محلياً , و شكل المجابهة و الصدام مع الحضارة الغربية )  .
و يقول : ( إن الجهاد ضرورة للدعوة )  .
في الواقع أي جهاد , فالجهاد أنواع , و إن كان المراد القتال , فللقتال ممهدات , و إن كان غيره , فله ما يخصه في الشرع الإسلامي , لذا و لانعدام القرينة فنحمله على المعنى الظاهري و المُنصرف إليه ألا و هو ( القتال ) و هذا أحد المآخذ التي جعلت من سيد قطب متطرفاً في آخر حياته , ليس لديه إلا طريقين , ( إما معي , و إلا فأنت عدوي ) و هذا ما لم يقل به الإسلام , و لم يصرح به النبي الأكـــرم ( ص ) .
و قد أشار البعض أن ( سيد قطب ) عكف على دراسة كتب أبن تيمية و تلميذه أبن القيم في آخر حياته , فكان هذا هو السبب الرئيسي في التغيير الفكري في كتاباته الأخيرة  . 
و هذا تحول خطير جداً في أفكار سيد قطب بان يجعل من أبن تيمية مرجعاً له , فمنهج أبن تيمية هو تكفير الكل ما عدا نفسه . و لنأخذ هنا أقوال بعض العلماء ممن حذروا من أبن تيمية و أبن القيم و أتباعهم و منهجهم .
قال أبن حجر العسقلاني في ذم منهج أبن تيمية : ( ... و كم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدته إلى تنقيص علي رضي الله عنه )  .
وقال أبن حجر الهيتمي في أبن تيمية : ( أبن تيمية عبد خذله الله , و أضله و أعماه و أصمه و أذله , و بذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله و كذب أقواله ... و يعتقد فيه أنه مبتدع ضال مضل جاهل غال و أجارنا من مثل طريقته و عقيدته )  .
و في مورد آخر يقول الهيتمي : ( و إياك أن تصغي إلى ما في كتب أبن تيمية و تلميذه أبن القيم الجوزية و غيرهما ممن أتخذ إلهه هواه ... و كيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود ... )  .
و قال فيه تاج الدين السبكي : ( و أعلم أن هذه الرفقة , أعني المزي و الذهبي و البرزلي و كثيراً من أتباعهم أضر بهم أبو العباس أبن تيمية إضراراً بيناً ... و أوقفهم في دكادك من نار ... )  .
و قال الألوسي في أبن تيمية : ( و أرى أن تشنيع أبن تيمية , و أبن القيم , و أبن قدامة , و أبن قاضي الجبل , و الطوفي , و أبي نصر , و أمثالهم , صرير باب أو طنين ذباب ... و لولا الخروج عن الصدد لوفيتهم الكيل صاعاً بصاع ... و لعلمتهم كيف يكون الهجاء بحروف الهجاء ... )  .
فبدأ سيد قطب بمرحلة تيه لينتهي إلى التيه مرة أخرى , و هذا أمر مؤسف أن ينتهي شخص بمثل عقلية سيد قطب إلى هذا التيه و الضياع .
    هذه بشكل عام جميع أو أشهر كتب ( سيد قطب ) أما غير ذلك فيعتبر مما جمع بعده من مقالات و خطب و محاضرات له نشرت في الصحف و المجلات , أو أستُلت من بعض الكتب و وحدت في عنوان واحد .
الكتب التي طبعت بعد إعدامه
فقد جمعت بعد وفاته الكثير من مقالاته و خطبه و محاضراته التي نُشرت في الصحف و المجلات , و كذلك فقد أستُلت أبحاث معينة من بعض كتبه و وحدت في عنوان واحد , أو موضوع مشترك , و طبعت , و هي كثيرة نذكر أبرزها و هي :
1ـ أفراح الروح , طبع عام ( 1971 ) .
و هي مجموعة تأملات و ذكريات لسيد قطب عندما كان في أمريكا .
2ـ نحو مجتمع إسلامي , طبع عام ( 1969 ) .
و هي مجموعة مقالات كان قد كتبها سيد قطب في مجلة ( المسلمون ) .
3ـ معركتنا مع اليهود .
و هو مجموعة مقالات لسيد قطب كانت قد نشرت في مجلة ( الدعوة ) .


أبرز الرسائل الجامعية التي كُتبت عن ( سيد قطب )
1ـ العلاقة المجازية في كتاب ( في ظلال القرآن ) , رسالة دكتورا لـ( صلاح محمود علي شحاته ) , مقدمة إلى كلية اللغة العربية , جامعة الأزهر , القاهرة , 1977 .
2ـ سيد قطب و منهجه في التفسير , رسالة ماجستير لـ( إسماعيل الحاج أمين حاج أحمد ) , مقدمة إلى كلية أصول الدين , جامعة الأزهر , القاهرة , 1979 .
3ـ سيد قطب الأديب الناقد , رسالة ماجستير لـ( عبد الله عوض عبد الله الخباص ) , مقدمة لكلية الآداب , قسم اللغة العربية , الجامعة الأردنية , عمان , 1982 .
4ـ منهج سيد قطب في ظلال القران , لـ( أسماء عمر حسن فدقع ) , مقدمة لكلية الدعوة و أصول الدين بجامعة أم القرى .
5ـ سيد قطب و التصوير الفني في القرآن , رسالة ماجستير , جامعة محمد بن سعود , كلية أصول الدين , المملكة العربية السعودية , الرياض , 1979 .
6ـ سيد قطب حياته و أدبه , عبد الباقي محمد حسين , كلية دار العلوم , جامعة القاهرة , 1980 .
4- Fayyad . Samira : Sayyid Qutb – His thought and Literature , Thesis submitted for the degree of doctor of philosophy , Faculty of arts , University of Manchester…..
5- Fadlallah . M . : La pensee politique et religieuse de Sayyid Qotb , These , Sorbonne . paris . 1974 ………………..














كتاباته و آثارها في تكوين شخصيته
      و هنا نريد أن نبين أن كتابات ( سيد قطب ) توزعت على حسب المؤثرات التي مر بها في حياته من سلب و أيجاب , و يمكن إجمالها في أربع نقاط مهمة هي :
1ـ كتابات كتبها عندما كان منبهراً بالفكر الغربي  .
فهو يشير لذلك في كتابه ( معالم في الطريق ) إلى كتاباته و تفكيره السابق و ينتقده , إذ يقول : ( ... لم أكن قد تخلصت بعد من ضغط الرواسب الثقافية في تكويني العقلي و النفسي , و هي رواسب آتية من مصادر أجنبية , غريبة على حسي الإسلامي ... كانت تغبش تصوري و تطمسه ! كان ... الفكر الأوربي يخايل لي و يغبش تصوري , و يحرمني الرؤية الواضحة الأصيلة , ثم أنجلت الصورة ... )  .
2ـ كتابات كتبها عندما كان متأثراً باختصاصه ألا و هو ( النقد الأدبي ) فكان فيها يوجه النقد يميناً و شمالاً , و لا يسلم منه أحد حتى ( المقدسات ) , و يريد أن يسير العالم وفق رؤيته الخاصة , أو التي يعتقد أن الإسلام الحقيقي أمر بها , و أشهر كتابين في ذلك ( كتب و شخصيات ) و ( العدالة الاجتماعية في الإسلام ) . إذ كان في تلك الفترة متأثراً بشخصين تركا أثرهما عليه ألا وهما ( طه حسين ) و ( عباس محمود العقاد ) .
3ـ كتب و مقالات و أشعار كتبها عندما كان يعاني من تيه و فراغ فكري .
4ـ كتب كتبها و هو تحت تأثير خطاب أيديولوجي معين كـالخطاب الأيديولوجي للإخوان المسلمين , و الذي تمثل بـ( الخطاب السلفي ) و الفكر المتشدد , و الذي كان جلياً واضحاً في كتابين مهمين هما ( خصائص التصور الإسلامي و مقوماته ) و كتاب ( معالم في الطريق ) . ففي وقتٍ ما كان يصر على قراءة الفكر الغربي و تعلم الإنكليزية لأنها ضرورية , نراه في أخريات حياته يصف الغرب بانه صاحب ثقافة حيوانية , و هذا ما أكده في مقال له يحمل عنوان ( عود إلى الشرق ) نشرته مجلة ( العالم العربي ) .
بدأها بقراءات لمحمد عبده و محمد رشيد رضا , و أنتهى لقراءات كتب و أفكار أبن تيمية و تلميذه أبن القيم .





التحول الفكري
الأسبـــــــــــاب و المـــــــــــــــؤثرات
    و هنا لابد من التعرض لأهم الأسباب التي كان لها الأثر الكبير في التحولات الفكرية في شخصية سيد قطب , و التي تدرجت في حياته حتى أوصلته إلى ما هو عليه الآن و ما هي :
1ـ سفره إلى أمريكا عام ( 1948 ) و حتى عام ( 1950 ) .
فهذا السفر جعله يطلع على الواقع الغربي و بالتحديد الواقع الأمريكي عياناً لا بالكتب و لا من خلال الشعارات , و بالتالي كان لهذا السفر أن وسع مداركه أكثر و جعله يرى بأم عينه الواقع الأمريكي بلا حواجز .
2ـ خبر مقتل ( حسن البنا ) عام ( 1949 ) و فرح الأمريكيين بذلك , إذ كان حينها في أمريكا راقداً في أحدى المستشفيات  .
فلماذا هذا الفرح من مقتل إنسان مسلم , و أين الإنسانية التي تنادي بها أمريكا و الغرب , و أين حقوق الإنسان , و ماذا فعل حسن البنا للغرب لكي يفرحوا بموته , بل ماذا قال الغرب لمواطنيه عن هذا الشخص لكي يفرحوا بموته , و ماذا قال لهم عن الإسلام و المسلمين ؟ كل ذلك جعل عقل سيد قطب يعيش في متاهة , فعليه إذاً أن يراجع نفسه , و عليه أن يعرف حقيقة حسن البنا , و حقيقة الغرب , و من بعدها يكون الحكم الفصل .
3ـ عرض المخابرات البريطانية و عن طريق عميلها ( جون هيوورث دن ) العمل معها , و الوقوف في وجه الحركات الإسلامية في مصر , و بالخصوص حركة الأخوان المسلمين , و ذلك حين كان في أمريكا  .
4ـ دخوله في تنظيم ( الأخوان المسلمين ) و ذلك عام ( 1952 ) , و ما تركته أفكارهم من الأثر الكبير عليه .
5ـ حبسه من قبل قادة ( الثورة المصرية ) و هو المنظر لها , و المدافع عنها , و من جاء بها إلى الحكم , و سلطها على رقاب المصريين البسطاء , و بذلك لم تكن لعناوين ( منظر الثورة ) و ( الرجل المثقف ) و ( المواطن الصالح ) أي أثر يذكر , و لم تقف حائلاً أمام طغيان و جبروت و ديكتاتورية الحكم الجديد , الذي رفع الشعار ( القومي ) مقابل ( الإسلام ) بل ضد ( الإسلام ) و لمحاربته و للقضاء عليه . فبالرغم من أن سيد قطب كان من أخلص المستشارين لجمال عبد الناصر و رفاقه , و مقالاته بعنوان ( فئران السفينة ) تبين مدى إخلاصه لهم و تحذيرهم من المنافقين الذين سماهم بـ( فئران السفينة ) لان ما يهمهم هو خيرات السفينة , و لا يهمهم من هو ربانها , مع كل ذلك اتهم حاله كحال آلاف الأخوان المسلمين بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر , فحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً و ذلك عام ( 1954 ) , و بعد التعذيب و التنكيل بدأ يعيد النظر في منظومته الفكرية من جديد , فكانت منظومته الفكرية الجديدة هي : ( أن العالم مقسوم إلى جهتين أثنين لا ثالث لها " إسلام " و " جاهلية " ) , و الذي بدى واضحاً في كتاباته الأخيرة في ( الظلال ) و في ( معالم في الطريق ) .
 












الإبداع الفكري
    لقد كان لدى سيد قطب الإمكانية العقلية الجيدة , و الفكر الخلاق , فقد أبدع في مجالات عديدة من كتاباته ( المعرفية ) , لكن و لمراعاة أمور كثيرة سوف نقتصر على إبداعه في مجال ( المصطلح ) , فهو قد أطلق بعض المصطلحات التي ظلت ملازمة لها , و أينما ذُكرت ذُكر سيد قطب , و إن كان بعضها ليس له إلا أنه اشتهرت باشتهاره , و راجت مع رواج فكره , و منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ توحيد الحاكمية  ـ 2 ـ الإسلام الحركي  ـ 3 ـ العدالة الاجتماعية في الإسلام ـ 4 ـ المجتمع الجاهلي  ـ 5 ـ التصوير الفني في القران  ـ 6 ـ الإسلام الأمريكي  ـ 7 ـ القوة الكامنة .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/25



كتابة تعليق لموضوع : سيد قطب قراءة ببليوغرافية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net