لكل وطن شراع.
والأوطان كالسفن في بحر الحياة الهائج.
والفرق ما بين الدول والأوطان , تتلخص بقدرات وخبرات إدارة دفة الشراع والحفاظ على إبحارٍ آمن.
وعلة العديد من الدول ليس في أشرعتها , وإنما في الذين يتحكمون بها , وبخبرات الحكومات والقادة في إدارة دفتها ومعرفة إتجاه الرياح , وكيف يتحقق التوافق ما بين قوة الريح والهدف وإتجاه المسيرة , وهذا يتطلب خبرات متوارثة وقدرات متراكمة.
وبعض البلدان تبدو وكأنها كالسفن الشراعية الملقاة في عباب البحار , وقد جيئ بمن أوهموهم بأنهم بحارة وذوي قدرات على التحكم بدفة الشراع , فراحت تتقاذفها الأمواج وتلاطمها الرياح , وهي في محنة عدم القدرة على معرفة الإتجاه , وإدراك قوة الريح , وكيف تتحكم بالشراع لكي تحافظ على توازن الإبحار وسلامة المسير.
مما يؤكد الجهل الكبير في قدرات الحفاظ على سلامة السفينة ومَن فيها , وفقدان خبرات قراءة بوصلة التطورات , ومعرفة الأنواء الجوية , وكيفيات التفاعل مع الأمواج العاتية والرياح الداهية.
وفي واقعنا العربي , معظم الذين يُحسبون مسؤولين عن إدارة الشراع يتمتعون بجهل شديد , وعدم خبرة , بل بعضهم كالنائم المخدّر الذي لا يعي ما يدور حوله ويتحقق في السفينة.
ولهذا فأن بعض الدول العربية تحولت إلى ألعوبة للرياح , وأشرعتها تتخبط أو تتمزق , وكأن الذين يتعهدون الشراع , في حالة سكر وعدم القابلية على الإبصار , فيحسبون الضياء ماءً والرياح الهابة عدوا , ولا يمتلكون إلا الذعر والصراخ وردود الأفعال الخائبة المستنجدة بمَن هبّ ودب , مما دفع بجميع القوارب والسفن المتواجدة أن تتقدم لغنيمة السفن العربية الحائرة المتخبطة في لجج غاب السياسات!!
فهل عندنا ربّان أوطان؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat