الشهرة .. وحسايسة الايحاء الذاتي
فادي الغريب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أجمل لحظه من العمر عندما يكتشف الانسان بأنه أصبح مشهوراً وذات أهتمام و قمية عالية في المجتمع الذي يحيط به .. ولاشك ان الادباء والفنانين بما يمتلكون من حساسية عالية ورهافه حية شديدة تتأثر ثواتهم بالاوضاع السياسية والاجتماعية ويحتسون الامور بسرعة أكثر ولهذا ينعكس هذا التأثير على ابداعهم ..
ولا أخفي عليكم القول فأن في تصوري ليست الشهرة عملاً أولياً على أبداع الفنانين و الادباء والمفكرين وانما هيه تحصيل لا يأتي عن فراغ وأنما عن قيمة ثقافية وفنية وسياسية . غير أن هذه الحساسية الذاتية قد تكون خطر على الفنانين والادباء حيث تقودهم الى مرض خطير الا وهو ( النرجسية ) الفارغة في الادعاء والتهويل والبحث عن شهرة مزيفة وكاذبة مزعومة وأحياناً أسعى الى شهرة سريعة بأقل ثمن عن طريق أقصر الطرق الملتوية منها أو السالكة مندفعين الى خلق اكتشافات جديدة وتصورات ذهنية ايضاً . انهم استطاعوا اغراء وايهام الكثير من القراء والمستمعين والمتذوقين وكأن الصعود الى مجرد أدبي أو فني لا يعدو ان يكون موضة من الموضات او صرعه عابرة ،.
حيث لم يكن ( دافينشي ) رساماً ذا شهرة وصيت الا برسمه واعماله ك ( الموناليزا ) التي تعد اشهر اللوحات الفنية على الاطلاق ، ولم يكن تسكع ( جاكي شان ) تمثيلية زائفة أو ملفقة يمكن مسحها من ذاكرة الزمن بتقادم السنوات ، ولم يكن ( الحصيري ) شاعراً الا لأنه يمتلك موهبة شعرية دون أن يعتكز على أدمان الخمرة التي اردتهُ قتيلاً في النهاية . هي اذاً مسألة سلوك وموقف وأبداع لا يمكن الفصل بينهما بسهوله .
ولنا ان نعدد اسماء واسماء في عالم الغناء والموسيقى والرسم والادب لكثير ممن صاروا مشهورين ودخلوا بطون كتب التاريخ لا لمجرد أن احداً اخبرنا .. ولا لمجرد أنهم ارادوا ..و لا لمجرد أنهم اخبرونا بل لانهم فعلاً يمتلكون ما يجعلهم في خانة المشاهير ، لاننا لن نصدق أحداً لمجرد انه يقول عن نفسهُ ( انه نابليون ) .
الاديب والفنان حين يركن الى مستوى متدن ويبحث عن جملة أو عبارة مهما بلغ حجمها او عمقها يلغي نفسهُ صفة المبدع ، حيث أن الباحث عن الشهرة وليكن ما يكون وعلى اي المحافل فالتحمل الامور ، ما دامت ذكرى والذكرى لا تشير الى النسيان . وهنا تناسى الفنان والاديب في اي درجة صنعت منزلتهُ وفي أي ادراج حفظت؟ فليست العبارات او الملاحظات المتقافزه هنا اوهناك بقادرة ان تصنع مجد او شهرة لاحد . .
ان الاعتقاد الشخصي الذي يثبت بالجدارة لم يبرز بعد للفنانين والادباء الذين يضنون انهم معزولون عن الاضواء على الرغم من انهم ملأوا الدنيا بنتاجهم الادبي والفني الكبير . نعم هؤلاء هم المشهورين الذين نذروا حياتهم للاَخرين ويدافعون ايضاً عن كل مبدع ومثابر ..
فأذا كان البعض من الذين يسعون الى ( النجومية ) لاهثين ورائها بطرائق شتى فأن هذا المسعى لن يحقق لهم شياً ذا قيمة وأذا ما تحقق لبعض من الوقت فانه سرعان ما يتلاشى ويتسقط مثل اشجار جوفاء لا تصمت لاقل ريح حقيقية .....
fadhainadhums@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فادي الغريب

أجمل لحظه من العمر عندما يكتشف الانسان بأنه أصبح مشهوراً وذات أهتمام و قمية عالية في المجتمع الذي يحيط به .. ولاشك ان الادباء والفنانين بما يمتلكون من حساسية عالية ورهافه حية شديدة تتأثر ثواتهم بالاوضاع السياسية والاجتماعية ويحتسون الامور بسرعة أكثر ولهذا ينعكس هذا التأثير على ابداعهم ..
ولا أخفي عليكم القول فأن في تصوري ليست الشهرة عملاً أولياً على أبداع الفنانين و الادباء والمفكرين وانما هيه تحصيل لا يأتي عن فراغ وأنما عن قيمة ثقافية وفنية وسياسية . غير أن هذه الحساسية الذاتية قد تكون خطر على الفنانين والادباء حيث تقودهم الى مرض خطير الا وهو ( النرجسية ) الفارغة في الادعاء والتهويل والبحث عن شهرة مزيفة وكاذبة مزعومة وأحياناً أسعى الى شهرة سريعة بأقل ثمن عن طريق أقصر الطرق الملتوية منها أو السالكة مندفعين الى خلق اكتشافات جديدة وتصورات ذهنية ايضاً . انهم استطاعوا اغراء وايهام الكثير من القراء والمستمعين والمتذوقين وكأن الصعود الى مجرد أدبي أو فني لا يعدو ان يكون موضة من الموضات او صرعه عابرة ،.
حيث لم يكن ( دافينشي ) رساماً ذا شهرة وصيت الا برسمه واعماله ك ( الموناليزا ) التي تعد اشهر اللوحات الفنية على الاطلاق ، ولم يكن تسكع ( جاكي شان ) تمثيلية زائفة أو ملفقة يمكن مسحها من ذاكرة الزمن بتقادم السنوات ، ولم يكن ( الحصيري ) شاعراً الا لأنه يمتلك موهبة شعرية دون أن يعتكز على أدمان الخمرة التي اردتهُ قتيلاً في النهاية . هي اذاً مسألة سلوك وموقف وأبداع لا يمكن الفصل بينهما بسهوله .
ولنا ان نعدد اسماء واسماء في عالم الغناء والموسيقى والرسم والادب لكثير ممن صاروا مشهورين ودخلوا بطون كتب التاريخ لا لمجرد أن احداً اخبرنا .. ولا لمجرد أنهم ارادوا ..و لا لمجرد أنهم اخبرونا بل لانهم فعلاً يمتلكون ما يجعلهم في خانة المشاهير ، لاننا لن نصدق أحداً لمجرد انه يقول عن نفسهُ ( انه نابليون ) .
الاديب والفنان حين يركن الى مستوى متدن ويبحث عن جملة أو عبارة مهما بلغ حجمها او عمقها يلغي نفسهُ صفة المبدع ، حيث أن الباحث عن الشهرة وليكن ما يكون وعلى اي المحافل فالتحمل الامور ، ما دامت ذكرى والذكرى لا تشير الى النسيان . وهنا تناسى الفنان والاديب في اي درجة صنعت منزلتهُ وفي أي ادراج حفظت؟ فليست العبارات او الملاحظات المتقافزه هنا اوهناك بقادرة ان تصنع مجد او شهرة لاحد . .
ان الاعتقاد الشخصي الذي يثبت بالجدارة لم يبرز بعد للفنانين والادباء الذين يضنون انهم معزولون عن الاضواء على الرغم من انهم ملأوا الدنيا بنتاجهم الادبي والفني الكبير . نعم هؤلاء هم المشهورين الذين نذروا حياتهم للاَخرين ويدافعون ايضاً عن كل مبدع ومثابر ..
فأذا كان البعض من الذين يسعون الى ( النجومية ) لاهثين ورائها بطرائق شتى فأن هذا المسعى لن يحقق لهم شياً ذا قيمة وأذا ما تحقق لبعض من الوقت فانه سرعان ما يتلاشى ويتسقط مثل اشجار جوفاء لا تصمت لاقل ريح حقيقية .....
fadhainadhums@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat