صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

الموسيقار" بتهوفن " يبيع قناني الغاز!
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   الموسيقى، سحر الجمال وروعة الإبداع، إعجاز إنساني خارق، داعب المشاعر، وهيج الشجون والأوجاع تارةً، وبعث الفرح والسرور أُخرى، أبدع في صناعتها أُناس قلائل، بذلوا عصارة جهدهم وإحساسهم، لأخراج مقطوعاتٍ، منها ما زال لها نفس الأثر في النفوس، بالرغم من تعاقب الأجيال. 

   بتهوفن، وموزارت، وياني، ورائد جورج، وعمار الشريعي، وآخرين، من مختلف الشعوب الإنسانية، ما زال صدى مقطوعاتهم يُمتع أسماعنا، ويأخذ أرواحنا إلى عالمٍ من الأحلام، ترتاح فيه النفوس، وتسبح معه الأماني، في حدائقٍ ننسجها كسجادةٍ من الكاشان الإيراني الفاخر.    

   من المحزنِ والمخجل والمزري، أن ترتبط مقطوعات هؤلاء المبدعين، مع قناني الغاز! 

   يقوم باعة الغاز اليوم في بغداد، بوضع مكبر صوت خارجي، يصدر صوت معزوفة لمقطوعة موسيقية، لأحد الموسيقين الكبار، فما أن تسمع موسيقة (رجال الظل) لـ(رائد جورج) أو موسيقى "رأفت الهجان" لـ(عمار الشريعي) أو مونامور أو غيرها حتى تعلم بأن موزع الغاز السائل، قدم إلى بيتك!

   كانت هذه الموسيقى، تُحدثّ فينا إستجابات، لأحساسات مرهفة معينة، باتت اليوم تحدث فينا إعلاماً لحضور بائع الغاز، وفق نظرية المثير والإستجابة! فهل يقبلُ هذا العمل!؟

   نعم كان هناك إعتراض شعبي واسع، على ما يقوم بهِ باعة الغاز، من طرق الأواني، والمناداة بصوتٍ عال، لكنَّ هذا لا يمنحهم الشرعية بأن يستخدموا هذه الموسيقى، التي إرتبطت بإحساسات الآخرين، إنه تجاوز على الذوق العام، بالأضافة إلى التجاوز على حق مؤلف تلك المقطوعات!

   نختار مقطوعة معينة للإتصال، عبر الهاتف النقال، ونضع أحيانا موسيقى خاصة لكل صديق متصل، حسب قرب ذلك المتصل منا، وإرتباطه بأحاسيسنا، فيا ترى ما هو إحساسنا تجاه بائع الغاز؟ وما هي الموسيقى التي تربطنا به؟ 

   سؤالي هذا ليس للتهكم أبداً، ولكن لإيجاد حل، ولذا أقترح أن يقوم أحد الموسيقيين الرائعين والمبدعين، بعمل سنمفونية لباعة الغاز، على غرار موسيقى " حلاق إشبيلية " المشهورة، فقد إختصت تلك الموسيقى بتلك المهنة، وكانت جميلة جداً، ما زال صداها إلى اليوم.

بقي شئ...

الموسيقى فن، والفن يصنع الحياة، فأمنحونا الحياة، لأننا سئمنا أن نكون أشباحاً.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/16



كتابة تعليق لموضوع : الموسيقار" بتهوفن " يبيع قناني الغاز!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net