ابتسامة الامل ... لوحة انسانية ترسمها وزارة العمل على شفاه الايتام
اعلام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
اعلام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية : امير نصيف
مصطفى عبد الله ذلك اليتيم ذو السنوات العشر لم يزل يخشى الاندماج في المجتمع والاختلاط مع اقرانه .. يتوارى خلف استار الحياة التي فرضت عليه علامة مميزة باتت سببا في اطلاق الاولاد شتى الالقاب الساخرة عليه .. شفتان مشوهتان لازمتاه منذ ولادته في دار تخلو من ظل ابيه الذي وافته المنية وهو في بطن امه ومن مقومات العيش الكريم التي كانت سببا لادخال والدته اياه الى دار الايتام لتلقي العناية الاسرية والصحية عله يجد ضالته ويقبع ساكنا بين جدران تلك الدار حتى لا يتعرض للسخرية وترمقه نظرات الازدراء كلما خالط اطفالا او مر بجمع من الناس .
مصطفى او (صوفي) كما يحلو لوالدته ان تناديه لم يعش طفولته كباقي اقرانه عاش بداخله حلم راوده كلما وضع راسه فوق وسادته متمنيا ان يصحو يوما وينظر للمراة متطلعا لشفتين سليمتين تمكناه من تقبيل جبين والدته التي ارهقها شظف العيش وحرمان الزمان من دون ان يشعر ان قبلته تلك تجلب الاسى لقلبها المتفطر حزنا لما يعانيه .
وشاءت الاقدار ان تكون تلك الدار سببا في تحقيق حلمه عندما سارعت ادارة دار براعم واسط الى عرضه على لجنة طبية متخصصة لاجراء عملية جراحية لشفتيه تمكنه من رفع استار الخجل والتواري الذين لازماه منذ سنين وترسم ابتسامة على ثغره تكون مرسالا للحب والوئام تطبع قبلة ليست كسابقاتها على جبين يتصبب عرقا لانتظار مشيئة الاقدار ونجاح عملية صوفي واشراق ووجهه الباسم بعد الم ومعاناة .
مدة زمنية قصيرة تطلبها اجراء العملية الا انها كانت طويلة جدا على والدة مصطفى وهي تنتظر بخوف نتيجة العملية وسط اجواء من القلق مغمضة عينيها لتستعرض امامها مسيرة من المشقة والحزن ...هل يا ترى ستكون تلك نهاية الحكاية الاليمة ..؟ هل يمكن ان ترى ابتسامة كانت تنتظرها منذ سنين ..؟ هل تورق ايام (صوفي) القادمة بعد خريف مضنٍ ..؟ تساؤلات كثيرة وتشتت للافكار دار في ذهنها عبر وقت مر ببطئ شديد عليها لم تكن تقوى وتجرؤ حتى على السؤال عن وقت انتهاء العملية ومعرفة النتيجة .
وساد الاجواء صمت ليشق جدار ذلك الصمت صوت الممرضة وهي تتجه مسرعة وعلى وجنتيها ابتسامة قائلة (اريد البشارة .... مبروك نجحت العملية) .
وقال المتحدث باسم الوزارة عمار منعم ان دائرة رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة تقدم مختلف اشكال الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي للمستفيدين في الدور الايوائية من خلال تنفيذ برامج صحية واجتماعية وتربوية وترفيهية فضلا عن التنسيق مع المنظمات والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الاجتماعي مشيرا الى ان الوزارة تتابع الحالة الصحية للمستفيدين بالتنسيق مع وزارة الصحة لاحالة الايتام والمسنين الذين يعانون من امراض تتطلب اجراء عمليات جراحية الى المستشفيات المتخصصة لتلقي العناية الصحية المناسبة .
واضاف ان المستشفى العام في واسط اجرى عملية جراحية لاحد المستفيدين من دار براعم واسط للايتام ممن يعانون تشوها في الشفتين لافتا الى ان العملية الجراحية تكللت بالنجاح وتم تقديم العناية الصحية اللازمة بعد اجراء العملية وضمان رجوع المستفيد الى الدار بعد اكتساب الشفاء التام واستمرار المتابعة الصحية والنفسية من قبل ادارة الدار .
واوضحت الباحثة الاجتماعية في دار براعم واسط امان جميل التي رافقت المستفيد اثناء الفحوصات الطبية الاولية الممهدة لاجراء العملية الجراحية ان المستفيد كان يعاني من تشوه في الشفتين اثر سلبا على حالته النفسية فضلا عن كونها حالة صحية بحاجة الى عناية خاصة لذا باشرت الدار باجراء المخاطبات الى قسم دور الدولة لاستحصال الموافقات اللازمة لاجراء عملية جراحية للمستفيد بعد التنسيق مع المستشفى العام في واسط وتم اجراء العملية الجراحية بنجاح .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat