نعم.. أنا أكره السعودية!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فالح حسون الدراجي

سألني أحد الأصدقاء عن السبب الذي يجعلني أكره السعودية كل هذا الكره؟
فضحكتُ وقلت له: إن كرهي للسعودية شرفٌ لم أنله وحدي، إنما يشاركني فيه آلاف الملايين من سكان الكرة الأرضية.. فالنظام السعودي يشبه مرض السرطان، بل هو مرض السرطان نفسه، والفرق الوحيد بينهما، أن الوهابية السعودية تقتل بتمييز طائفي حقير، بينما السرطان يقتل الجميع (عمياوي)، ودون تمييز. ولا أظن أن أحداً يحب مرض السرطان، سوى الملوثة عقولهم بأفكار الموت، والمزروعة صدورهم بالبغضاء والأحقاد والكراهية للإنسان أينما كان.. لذا يتوجب على الإنسانية عموماً، الاصطفاف في حملة عالمية، موحدة لمكافحة مرض (الوهابية)، حالها حال الحملات الوقائية الأخرى، مثل حملة مكافحة السرطان ومكافحة الإيدز، ومكافحة الملاريا، وغير ذلك. أما جوابي عن سؤالك المتعلق بأسباب كرهي للسعودية شخصياً، فأقول إن كرهي لها يأتي لأسباب وطنية وإنسانية وأخلاقية ودينية.
فمن الناحية الإنسانية، يتفق الجميع على أن السعودية مفقس بيوض القتل، والدم، والإرهاب في العالم. فمنها، وليس من غيرها، انطلق تنظيم الإرهاب الأول في العالم، وبدعمها نما وكبر، وفي أحضانها ترعرع ونشأ، وبأموالها انتشر دولياً، لذلك فإن دم أي إنسان بريء يسقط اليوم بغدر الإرهاب، وفي أية بقعة في العالم، تقع مسؤوليته الشرعية والإنسانية والأخلاقية في رقاب أمراء، وحكام، وشيوخ الوهابية السعودية. أليست الرياض هي المدرسة الإرهابية الفكرية، التي تخرج من صفوفها أسامة بن لادن زعيم القاعدة، وكبار قيادات الدم والقتل في هذا التنظيم؟
وعدا تنظيم القاعدة، من الذي دعم تنظيم داعش في العراق ومن الذي أسس (النصرة) في سوريا، ومن دعم ويدعم عصابات الموت في لبنان، والعراق وسوريا، واليمن، وليبيا.. ثم الا يكفي هذا الدم البريء المهدور في كل بقاع الدنيا، أن يجعلني أكره السعودية، والمشروع الوهابي السعودي الدموي؟
ومع هذا المبرر الإنساني المهم، يقف أيضاً المبرر الوطني، فأنا عراقي من الوريد الى الوريد، ولا أظن أن بلداً في العالم أكتوى بنار الحقد السعودي، وإرهابه مثل بلدي العراق. فمن أين أبدأ حكايتنا نحن العراقيين مع هذا المشروع السعودي الطائفي المقيت، وكلها تصلح خطوطاً لبداية الحكاية، وليس فيها للأسف، نقطة واحدة للنهاية. فالسعودية التفخيخ، وكاتم الصوت، والإعلام المعادي، والدعم اللا مشروط للأعداء (من سياسيين وطائفيين)، والمشروع التقسيمي، والتحريض الدولي ضد العراق وهدم المراقد وضرب المقدسات، وعشرات الأعمال المعادية لشعبنا الذي تجرع كؤوس الألم المرة منها. أليس كل هذا كافياً لكي أكره (هذه) السعودية؟
أما عن الجانب الديني، فأقسم لك بكل المقدسات لو أن سبعين دولة كافرة قد اجتمعت، واشتغلت ليل نهار على تشويه سمعة الدين الإسلامي، لما تمكنت من تحقيق عُشر ما حققته السعودية في تشويهها لوجه الإسلام الناصع، عبر دعمها للمشروع الإرهابي الظلامي المتخلف، وما كانت هذه الدول الكافرة ستكسب عُشر ما كسبته السعودية من أعداء للإسلام، وللمسلمين في الأرض لقد نجحت السعودية نجاحاً باهراً في تدمير السمعة الإسلامية في أمريكا، وأوربا، وأفريقيا، ومختلف قارات البشرية، عبر سياستها الإرهابية المبنية على ثنائية السيف الظالم والمال الطائفي الوهابي الأعمى، فخسر بذلك المسلمون في دول الكون الكثير من حقوقهم وامتيازاتهم ومكاسبهم الكبيرة التي تحققت عبر مئات السنين من العمل المثمر، والجاد عبر عرض أنموذج طيب، وصادق، وحقيقي عن الإسلام النقي الناصع.
وكي أكون أكثر وضوحاً، أقول، أن مشكلة السعودية لا تكمن في النظام السياسي الحاكم فقط، إنما تتعدى ذلك لتنتشر كالسم في كل أوصال الجسد السعودي، وتجعله في عداد المرضى سياسياً ودينياً وأخلاقياً وقيمياً وحضارياً واجتماعياً أيضاً، وستظل السعودية - إن طال الزمن أم قصر- رهينة تلك الرصاصة الأخيرة، التي تسمى (رصاصة الرحمة)، فهي التي ستحسم ملف هذه المشكلة الإنسانية والإسلامية الخطيرة، وتنقذ البشرية من هذا الخطر الكبير.
وهنا فقط قاطعني صديقي، وقال بإستغراب: يآه .. كم أنت حاقد على السعودية؟
قلت له: أتقول عني حاقدا، بعد كل الذي ذكرته لك عن مصائب السعودية؟!
وقبل أن يقاطعني قلت له:
لعد اسمع: انا فعلاً حاقد على السعودية، بل وأكرهها أكثر مما تتصور !!
قال: عجيب؟
قلت: نعم، ولا تتعجب، فالدولة التي تسمي إحدى مدارسها الثانوية باسم (ثانوية يزيد بن معاوية)، وتسمي مدرسة أخرى باسم (مدرسة عمر بن سعد رضي الله عنه)، ومدرسة ثالثة باسم (مدرسة أبو لهب لمحو الأمية)؟! لهي..
فقاطعني صديقي وقال: أبو لهب..؟
قلت: نعم أبو لهب نفسه، وهناك شارع آخر باسم ابرهة الحبشي، وشارع باسم أبو سفيان( طبعاً رضي الله عنه أيضاً)!!
فضحك وقال: لعد ما دام وصلت ليزيد، وأبو لهب، وأبو سفيان.. لأنعل صفحة آل أبو سعود منا الى يوم الدين!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat