صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

علاقة إبليس بين كتيبة اتلاكاتل وداعش
اسعد عبدالله عبدعلي
كتيبة اتلاكاتل السلفادورية, هي كتيبة رفيعة المستوى, أنشأتها ودربتها وسلحتها الولايات المتحدة, تشكلت تلك الكتيبة عام 1981, عندما أرسلت مدرسة القوات خاصة الأمريكية, خمسة عشر خبيرا فقط, لمقاومة التمرد في السلفادور , استفتحت الكتيبة عملها بالقتل الجماعي, وصف مدرب أمريكي جنود الكتيبة قائلا: ( متوحشون تماما.....كنا نجد صعوبة بالغة في أقناعهم, بالحصول على مساجين, بدل من أذان وأعضاء جثث القتلى ) .
في ديسمبر 1981, شاركت الكتيبة في حفل قتل جماعي, لأكثر من ألف من المدنين, زخر الحفل بعمليات اغتصاب وحرق, بعد ذلك شاركت في قصف القرى بالقنابل, وقتل مئات المدنين باطلاقات الرصاص, وبوسائل أخرى, فكانت النساء والأطفال والشيوخ  القسم الأكبر من الضحايا.
احد الجنود الهاربين , حكى :(( كان على المتطوعين قتل الكلاب والنسور بلا رؤوس , وكان عليهم أن يشاهدوا تعذيب وقتل, لمن يشتبه بانشقاقهم, بقلع أظافرهم وتقطيع أوصالهم, ثم العبث واللعب بتلك الأوصال, ولا تكتفي فرق الموت بقتل المواطنين بالسلفادور, بل تفصل رؤوسهم وتضعها على خوازيق, تم ذبح عشرات الآلاف,وبسبب هذه الكتيبة, حصل نزوح لأكثر من مليون لاجئ.
صورة مرعبة لما فعلته أمريكا بالسلفادور, تحت عنوان مقاتلة المتمردين, فأنتجت كتائب للقتل والدمار, تشابه داعش بكل شيء.
نتساءل أولا: في العراق يتواجد ثلاث ألاف مدرب ومستشار عسكري أمريكي, ترى ماذا يفعلون, وهل تواجدهم كان عنصر إيجاب للعراق, ولماذا الإصرار الحكومي بالاستعانة بالأمريكان؟!
العقل يدفعنا إلى رسم خط ارتباط وثيق, بين الكتيبة السلفادورية وداعش, فالأسلوب هو نفسه, في عمليات القتل والذبح والحرق والتدمير, ثانيا في الحالتين يتواجد الخبراء الأمريكان, إذن النتيجة واحدة ولا تقبل الاختلاف, إن أمريكا هي من تصنع العنف, عبر تدريب عصابات للقتل, تحت عناوين مختلفة, وما داعش إلا كتيبة أمريكية جديدة, أوجدتها أمريكا لتحقيق غايات خاصة, مرتبطة بالمصالح والمنهج الأمريكي.  
أتذكر صورة تعود لعام 2005, لرجال القاعدة وهم يقومون بذبح شاب شيعي, تحت إشراف عسكري أمريكي, في شارع فرعي, تلك الصورة أثبتت وجود علاقة بين أمريكا والقاعدة, من ناحية أهداف القتل, وطرق القتل, فالإرهاب الموجه نحو الشعب, من دون قيم ولا أخلاق, ومن قبل جهات لا وجود لها في العلن, سيكون اكبر عامل لنشر الرعب والخوف, وحصول ردة فعل متناسبة معه, وما جرى في الأعوام الخمس الأولى التي تلت 2003 إلا ردت فعل لما صنعته أمريكا من كتائب الجريمة تحت عنوان القاعدة.
أمريكا أثبتت طيلة الأعوام ال12 الأخيرة, أنها لا تفعل الصواب مع العراق, فهي كانت الشريك الأهم في التسليح والتدريب, والنتيجة جيش هزيل ضعيف التسليح والتدريب, سقط بأول اختبار إمام عصابات أمريكا ( الدواعش), فكيف نستمر بطلب خبراء ومدربين أمريكان, مع إن دورهم غامض وخبيث, والعقل يدفعنا إلى اللجوء إلى دول أخرى للتدريب والخبرة, بعد فشل أمريكا في تحقيق أي نجاح طيلة الفترة الماضي, وإلا اعتبر الأمر  غباء يمارسه الساسة العراقيين.
التنويع في مصادرنا من ناحية التسليح والتدريب, يجعلنا بعيد عن وصاية كيان, بل نكون نحن الأقوى, وهذا الأمر تغفله الحكومات المتعاقبة.
استمرار تواجد الخبراء والمدربين الأمريكان, يعني استمرار نشاط داعش, وما قد يظهر بعد داعش, والحل بترحيل كل الخبراء والمدربين الأمريكان, بشكل غير مباشر, عن تشريعات تحد من فعاليتهم, بالإضافة لإشراك خبراء ومدربين من دول أخرى, وتشديد الرقابة على تحركاتهم, عندها تنتفي الحاجة لوجودهم, فتسحبهم أمريكا نفسها, حل سهل وممكن جدا أيها الساسة الجهابذة.
أيها الساسة فان لم تعملوا بالنصيحة, فإما إنكم شركاء في الدمار, أو إن أمركم بيد غيركم.
والسلام. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/14



كتابة تعليق لموضوع : علاقة إبليس بين كتيبة اتلاكاتل وداعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net