هل أن المثقف تثقف؟!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
والمقصود هو المثقف العربي , فالمقالات والدراسات في العديد من المواقع تبعث شعورا بالخيبة والألم , لأن معظم ما ينتجه المثقف العربي لا يتعدى كونه ردود أفعال , وإنعكاسات خالية من العمق والفهم الموضوعي , الذي يضع الحلول ويرسم خارطة الإنتصار على التحديات.
فلم يقدم المثقف نظرية معرفية عربية ذات قيمة حضارية معاصرة , وإنما أمعن في الغابرات وصار تابعا للأموات , ومندحرا في بطون الأجداث , وموئلا للنواح ومسوغا للويلات والتداعيات , وكأنه قد تحول إلى أداة لتحقيق أهداف الآخرين عن قصد أو غير قصد.
ولا يمكن تبرئة المثقف مما يجري في المجتمع العربي في كل مكان , ذلك أنه صار من المساهمين في تكريس الخيبات والنكبات , وما إستطاع أن يكون قوة مؤثرة في بناء الحاضر وصناعة المستقبل.
وفي هذا الزمن الصعب , على كل مثقف أن يتساءل عن إسهاماته الإيجابية في صناعة الحياة , وهل هو قوة ذات قيمة وتأثير , أم أنه مجرد بوق ومُنعَكس لما يدور ويُراد له أن يكون.
إن المجتمعات والأوطان الحرّة الأبية , والثورات البشرية , لا يمكنها أن تكون حيوية ونافعة إذا فقدت المنارات الثقافية والفكرية , التي تنير لها دروب مسيرتها الحضارية , فجميع التغيرات الكبرى التي تحققت عند الأمم والشعوب تصاحبت مع رموز ثقافية وتفاعلات فكرية , أيقظت الإنسان من غفلته , وحصنته ضد آفات التشظي والتلظي والإنسحاق تحت وطيس التضليل والبهتان , والخداع والدجل والأكاذيب , التي تحوّل البشر إلى عدو شرس ضد نفسه وما حوله.
فالتحدي المصيري الحقيقي الذي يواجه العرب اليوم هو تحدي ثقافي فكري كبير , وإن لم يفلح المثقف العربي في مهمته التنويرية والتصحيحية للمفاهيم السلبية المتراكمة , فأن الوجود العربي ينحدر إلى هاوية الإنقراض السريع.
فهل تثقف المثقف وثقف , أم أنه تمَثقف وتعكّف؟!!
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . صادق السامرائي

والمقصود هو المثقف العربي , فالمقالات والدراسات في العديد من المواقع تبعث شعورا بالخيبة والألم , لأن معظم ما ينتجه المثقف العربي لا يتعدى كونه ردود أفعال , وإنعكاسات خالية من العمق والفهم الموضوعي , الذي يضع الحلول ويرسم خارطة الإنتصار على التحديات.
فلم يقدم المثقف نظرية معرفية عربية ذات قيمة حضارية معاصرة , وإنما أمعن في الغابرات وصار تابعا للأموات , ومندحرا في بطون الأجداث , وموئلا للنواح ومسوغا للويلات والتداعيات , وكأنه قد تحول إلى أداة لتحقيق أهداف الآخرين عن قصد أو غير قصد.
ولا يمكن تبرئة المثقف مما يجري في المجتمع العربي في كل مكان , ذلك أنه صار من المساهمين في تكريس الخيبات والنكبات , وما إستطاع أن يكون قوة مؤثرة في بناء الحاضر وصناعة المستقبل.
وفي هذا الزمن الصعب , على كل مثقف أن يتساءل عن إسهاماته الإيجابية في صناعة الحياة , وهل هو قوة ذات قيمة وتأثير , أم أنه مجرد بوق ومُنعَكس لما يدور ويُراد له أن يكون.
إن المجتمعات والأوطان الحرّة الأبية , والثورات البشرية , لا يمكنها أن تكون حيوية ونافعة إذا فقدت المنارات الثقافية والفكرية , التي تنير لها دروب مسيرتها الحضارية , فجميع التغيرات الكبرى التي تحققت عند الأمم والشعوب تصاحبت مع رموز ثقافية وتفاعلات فكرية , أيقظت الإنسان من غفلته , وحصنته ضد آفات التشظي والتلظي والإنسحاق تحت وطيس التضليل والبهتان , والخداع والدجل والأكاذيب , التي تحوّل البشر إلى عدو شرس ضد نفسه وما حوله.
فالتحدي المصيري الحقيقي الذي يواجه العرب اليوم هو تحدي ثقافي فكري كبير , وإن لم يفلح المثقف العربي في مهمته التنويرية والتصحيحية للمفاهيم السلبية المتراكمة , فأن الوجود العربي ينحدر إلى هاوية الإنقراض السريع.
فهل تثقف المثقف وثقف , أم أنه تمَثقف وتعكّف؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat