صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

في ذكرى الموصل.. تذكروا آمرلي!!
فالح حسون الدراجي

 قبل فترة قصيرة شاهدت حلقة من برنامج (الساقط بامتياز) فيصل القاسم، وقد استضاف فيها شخصين، أحدهما (خوش آدمي كلش)، والآخر (نص ونص)!! وكعادتي لم أعر هذا البرنامج اهتماماً، فأنا أصلاً لا أشاهد قناة الجزيرة، ولا أحترم (قرقوزها) البائس.. إنما الذي أوقفني عندها، هو جواب (الخوش آدمي كلش) على سؤال وجهه اليه (القرقوز) عن سبب توجه تنظيم (الدولة) لتدمير المناطق السنية، دون المناطق الشيعية؟
فقال الخوش آدمي: لأن تنظيم (الدولة)، تنظيم إيراني، صناعةً، وتمويلاً، وتسليحاً!!
وطبعاً فقد رقص (القرقوز) لهذا الجواب، فهو بمثابة (عيد وجابه العباس النه)!! لذلك راح يقفز أمام الكاميرا، وكأنه صبيحة ذياب في عز شبابها، صارخاً بفرح:- (كيف.. كيف.. كيف يا أخينه بتقول أن تنظيم الدولة إيراني، ثم ما هي تبريراتك لهذا الرأي.. يلله قول .. احكي بسرعة)؟
ومع ان سؤال (القرقوز) لئيم وفيه من الخبث ما يكفي لإغراق (دولة قطر العظمى)، ورغم أني لا أحب هذه الموضوعات الطائفية المقيتة التي تتحدث بلغة الشيعة والسنة إلاَّ أني وقفت منتظراً، لكي أسمع ما هي تبريرات (الخوش أدمي) حول الموضوع.
وبطبيعة الحال فإن هذا السياسي الذي أسميته (خوش آدمي كلش)، تسلم هذا السؤال بسعادة غامرة، فهو يريد أن ينفس عن أحقاده، لذلك قام واقفاً على قدميه ليصرخ بأعلى صوته، متسائلاً: -إذا لم يكن تنظيم (الدولة) صناعة إيرانية شيعية بحتة، وإذا لم يتحرك حسب أوامر طهران فلماذا إذن لم يحتل البصرة او العمارة، او الناصرية، ويدمرها كما دمر مدن الموصل والرمادي وتكريت والفلوجة السنية .. وإذا افترضنا أن البصرة وشقيقاتها مدن صعبة، وبعيدة عن متناول تنظيم (الدولة)، فلماذا لا يحتل مناطق شيعية غيرها وثمة الكثير من المدن القريبة مثل كربلاء، والحلة، وغيرهما؟
فيجيبه (القرقوز) بحركة مسرحية: والله كلامك يا أخي منطقي، وصحيح تماماً!!
عندها فقط ضحكت وأدرت المؤشر نحو قناة (الميادين)، فشتان ما بين القناتين !! لكن الحقيقة التي يجب ذكرها هنا، إني غادرت قناة الجزيرة و(قرقوزها) المضحك، لكن جرح هذه الفرية ظل يؤلمني كثيراً.. فبقيت حزيناً حائراً طوال ذلك اليوم، أسأل نفسي عن السر الذي يقف خلف هذه الكراهية، والحقد علينا، وعلى أهلنا الطيبين. فماذا فعلنا لهم كي يكرهوننا بهذا الشكل، ويفترون علينا بهذه الصورة الظالمة. وأية جريمة أرتكبها العراق، وأهل العراق لينالوا منهم كل هذا البغض، والحقد الرهيب؟
وما أوجعني أكثر، أن المشاهد العربي الذي يشاهد هذا البرنامج، وهو قاعد في تونس أو الجزائر أو المغرب أو موريتانيا أو الصومال أو فلسطين أو السودان، أو غير ذلك من البلدان البعيدة عن العراق، لا يعرف أن هذا الكلام كذب وافتراء كبير، ولا يعرف أن المدن الشيعية في العراق تتعرض يومياً للتفجيرات والمفخخات والقتل دون توقف، وإن تنظيم (داعش) لم يستثن المدن الشيعية لسواد عيون أهلها، ولا لأنه – أي داعش - صناعة إيرانية شيعية، كما يقول هؤلاء الطائفيون، إنما الحقيقة التي لا يريدون قولها لهذا المشاهد العربي البعيد، وهم يسعون لتعبئته ضد الشيعة، كي يأتي متطوعاً (للجهاد) وهو مشحون ببطارية الحقد الطائفي وبرغبة الثأر للصحابة، والسيدة عائشة أم المؤمنين ولأخوته السنة المظلومين في العراق، فيفجر نفسه سعيداً في جموع (الكفرة) الروافض، ليدخل الجنة، وينتقم للدين أيضاً !!
نعم هكذا هو الأمر، فجماعة قناة الجزيرة لا يريدون الاعتراف بأن مدن الشيعة عصية على الكسر. ومنيعة بأهلها وأبنائها بوجه الاحتلال. كما ان داعش يعرف جيداً قوة وصلابة هذه المدن، ويدرك تماماً أن مقتله سيكون في كربلاء، إن فكر بالوصول اليها، أو النجف والبصرة والعمارة والناصرية وبقية مدن العراق الأخرى وأمامنا آمرلي الشامخة التي قهرت داعش وأذلته.. فهي النموذج الأسطع والأروع على ما نقول. ولأن داعش يعرف أن له في الموصل (أحبة) ومؤيدين، ومساندين، بأعداد كبيرة، وإنهم سيخرجون لاستقباله (بالورود) والأهازيج، ويعرف أيضاً أن في الموصل شيوخ عشائر (عربية) جبناء، سيبايعونه على السمع والذلة والطاعة، تراه فكر بالمجيء الى الموصل، وهكذا الحال في مدن الرمادي والفلوجة وتكريت والحويجة. عكس المدن الشيعية، التي يعرف داعش أنها سترده، وتصده، وتقاومه. طبعاً فإن كلامي هذا لا يعني، أن كل أبناء الموصل والرمادي وتكريت هم مؤيدون لداعش- لا سمح الله- فالحقيقة، أن في هذه المدن عراقيين أبطالا، قاتلوا ضد داعش بقوة، وقدموا الشهداء الأبرار في سبيل حرية العراق، ووحدته، لكنهم قليلون قياساً الى أعداد مطايا الحقد الطائفي الكبيرة. ومن هذا نستدل على أن سقوط الموصل جاء بسبب أهل الموصل أنفسهم، فهم أولاً لم يقاوموا داعش، رغم أن عدد سكان مدينة الموصل يقدر بثلاثة ملايين ونصف، (وأثيلهم) الهارب أفضل نموذج على ذلك !! ونفس الشيء يقال عن سقوط الرمادي، التي سلم أهلها مفاتيحها للمجرم شاكر وهيب على طبق طائفي. وبالمقابل نرى ناحية آمرلي العظيمة التي صمدت ببسالة، ووقف أهلها كالجبال الشامخة امام دموية داعش، وحصاره الطويل، فانتصرت آمرلي، رغم أن عدد نفوس أهلها لا يتجاوز العشرين ألف شخص، لكن فرقهم عن (غيرهم)، أنهم قاتلوا جميعاً دون استثناء، نساء ورجالا، شيوخاً وفتياناً، حتى تحقق لهم النصر العظيم.
أرأيتم كيف ينتصر الشعب المقاوم، حين يقرر؟
إن القضية برأيي، هي قضية عقيدة وثبات وثقة، ومبدأ أيضاً. فآمرلي المدينة التي قدوتها، ورمزها الحسين العظيم، لا يمكن ان تهزم امام جيش قدوته أبن (أمونة)!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/11



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى الموصل.. تذكروا آمرلي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net