من روح الله إلى السيستاني قصة نهوض امة
عبدالله الجيزاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكن يذكرها احد، يتجاهلها الجميع، خارطة وجودها وسط القوم، موطن الخيرات والثروات، لكن أهلها، يعيشون على الهامش، أنها امة الإسلام المحمدي.
لا يعنيهم إلا طقوس عبادية، يقتلون لأجلها، لم يكترثوا يوما للسياسية، ولم يزاحموا احد في هذه المساحة، أذن هم لا يمثلون رقم يمكن أن يتم حسابه.
تنبه بعض رجالهم، لهذا الحال، لكن لم يتمكن أيا منهم؛ أن يضعهم في موقعهم الصحيح، لسبب بسيط؛ أن شعار ( لا علاقة للدين بالسياسة) يمتلك مفعول سحري، في تشتيت أي جهد، بهذا الاتجاه، من يرجعوا لهم في الحوادث الواقعة كانوا، ينظرون ابعد، فكل شيء له مقدار وزمان ومكان، لا يمكن القفز على هذه الحقائق الكونية، (كل شيء قدرناه منازل).
هناك في بلاد فارس، حيث الأرضية أكثر ملائمة، شعب عاش الروحانية، منذ أن أوجد على وجه المعمورة، تعمق في الثورة، هضم مفرداتها.
تحرك من يرجع له بالحوادث الواقعة، من قادة الأمة الشرعيين، تصور الجميع أنها مغامرة؛ سبقه لها جده وأبوه، ليذهبوا ضحيتها، لكن كلما تتقدم الأيام، يزداد روح الله إصرار وعزما، بدأ الحاكم يشعر بجديته، كان الحل التهجير.
النجف الاشرف؛ حيث باب مدينة علم رسول الله، الذي منها يؤتى.
لحظاته، انفاسة، روحه، كلها تتجه نحو الشرق، منطقة الانطلاقة الأولى، لأمة التضحيات، قوم (لبيك يا حسين)، أي ثقل لهكذا مسؤولية، تريد أن تطلق ثورة، من مكان، لتعم امة منتشرة في أصقاع الأرض.
روح الله لم يهادن ولم يساوم، كلما ضاق عليه الخناق، ازداد إصرار وعزيمة، ليشرق صباح جديد في بلاد فارس.
حاكم جديد، وحكم مختلف، عمامة سوداء، تتحدى العالم بإجمعة، ليتم الانطلاق.
كل ما بذل من أموال وخبرات، لم تتمكن من إيقاف الثورة، فقد بدأ شعاعها ينتشر.
لبنان محطة الإشعاع الأولى، ليقف ( الخمينيون)، في الجنوب؛ بوجه الغطرسة، التي يقوم بها شذاذ الآفاق من الفلسطينيين، الذي تركوا ديارهم لليهود، جاءوا ليظهروا بطولاتهم ومراجلهم، على الشيعة في جنوب لبنان.
بدأ نور الثورة، يخترق الآفاق، ليتمدد إلى كل مظلوم على وجه المعمورة، عاد الأمل، بدأت حجب الطغاة تتكسر.
بدأت الثورة؛ تجتاز العراقيل رغم صعوبتها، حصار اقتصادي من الجهات الأربعة، حرب دولية ظالمة طاحنة، تأكل المال والرجال، كلما اجتازت الثورة عقبة، تلمست الأمة، جانب من جوانب قوتها ومنعتها.
بعد ما يقارب (35) عام من الانطلاقة، أدركت الأمة بشكل كامل؛ كل مقومات نهضتها.
عندما تمادى الشيطان الأكبر في غيه، وظن؛ أن إرادته مازالت الأقوى، ليمني النفس، بهتك الأعراض وتدنيس المقدسات.
أعلنها السيستاني من النجف كفائيه، شعارها "هيهات منا الذلة"، "فبهت الذي كفر"، سقط الشيطان الأكبر وجنده، فكل ما تم رسمه قد تمزق، وانقلب السحر على الساحر.
ظهرت قوة جديدة؛ فرضت نفسها على التوازن، بل أصبحت المرتكز الأهم في هذا التوازن، مازالت كفائية، كيف سيكون الحال عندما تكون عينية، وأين يفر الظالم ورهطه، عندما يتولاها صاحبها الشرعي.
أنها قصة امة، شقت طريقها، من الركام، تسارع لترث الأرض، كما وعدت السماء،"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض".
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عبدالله الجيزاني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat