صفحة الكاتب : مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ع

المهدوية في الكتب والشرائع السماوية
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ع

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


إنَّ الإيمان والإعتقاد بظهور المنقذ والمصلح العالمي المنتظر الذي يشكل، ويمثّل جوهرة الفكرة المهدوية في الإسلام كما هو موجود عندنا موجود في تلك الأديان والمذاهب أيضاً، والإيمان بفكرة حتمية ظهور المنقذ العالمي تعبّر عن حاجة فطرية عامة للإنسان، وتتقوّم هذه الحاجة على تطلّع الإنسان إلى الكمال.
تاريخ الانتشار: ١٤/٨/١٤٣٦
 شبكة الإجتهاد: ليس هناك بحث من البحوث الإسلامية قد نال اهتمام علماء الإسلام كموضوع الإمام المنتظر المهدي الموعود (ع) فقد بُحث من جميع جوانبه على ضوء الكتاب والسنّة، كما تطرق لبحثه غير واحد من رجال العلم وأهل المعرفة في الأديان والمذاهب السماوية الأخرى؛ لأنَّ الإيمان والإعتقاد بظهور المنقذ والمصلح العالمي المنتظر الذي يشكل، ويمثّل جوهرة الفكرة المهدوية في الإسلام كما هو موجود عندنا موجود في تلك الأديان والمذاهب أيضاً، والإيمان بفكرة حتمية ظهور المنقذ العالمي تعبّر عن حاجة فطرية عامة للإنسان، وتتقوّم هذه الحاجة على تطلّع الإنسان إلى الكمال.
 
فهي فكرة قديمة، وليست مقصورة على الإسلام، وقد تعرّض القرآن لهذه الفكرة والوعد الإلهي بقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِى الصَّالِحُونَ) (1).
فالزبور كتاب داوود، والذّكر هو التوراة كما جاء في التفاسير، ولابدَّ أن يتحقق هذا الوعد الإلهي يوماً ما، وإن كان هذا اليوم هو آخر يومٍ من عمر الدنيا، كما ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: (لو لم يبقَ من الدهر إلّا يوم واحدلبعث اللَّه رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً) (2).
والآية الأخرى التي تشير إلى هذا الوعد الإلهي، قوله تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (3).
وهذه الآية وإن وردت في شأن بني إسرائيل واستيلائهم على زمام الأمور بعد تخلّصهم من قبضة الفراعنة - ولكن هذا التعبير (ونريد) يشير إلى إرادة إلهية مستمرة؛ ولذلك طبّقت الآية في الكثيرمن الروايات على ظهور المهدي (ع) (4).
إنّ أمثال هذه الآيات التي لم نذكر إلّا نماذج منها، وغيرها من الآيات (5) شواهد على أنَّ قيادة العالم ستنتهي لعباد اللَّه الصالحين، وهذا الأمر لا خلاف فيه بين الأديان والمذاهب، وهذه الحقيقة من شأنها أن تساعد على إسقاط أربع شبهات في المسألة المهدوية في آن واحد.
فهي توضّح أوّلاً: بطلان الشبهة القائلة بتفرّد الشيعة بالقول بالمهدوية.
وثانياً: بطلان الشبهة القائلة بأن المهدوية أسطورة، إذ ليست هناك أسطورة تحظى بإجماع الأديان السماوية وغير السماوية، ويتبناها العلماء والمفكرون والفلاسفة.
وثالثاً: بطلان الشبهة القائلة بدور اليهود في إيجاد العقيدة بالمهدوية بحجة أن الفكرة موجودة عند اليهود وغيرهم.
كما توضّح رابعاً: بطلان الشبهة القائلة بأنَّ فكرة المهدوية وليدة الظروف السياسية الحرجة التي عاشها أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، فما أكثر المظلومين والمضطهدين على مَرِّ التاريخ وعبر الزمن وفي شتى بقاع الأرض ومع ذلك لم يعرف عنهم هذا الإعتقاد، وما أكثرالأفراد والجماعات التي آمنت بهذه الفكرة بدون معاناة لظلم واضطهاد.
نعم لا ريب بحصول عوامل ضغطٍ واضطهادٍ دفعت باتجاه التمسّك بالفكرة المهدوية أكثَرْ لا أنها تنشئ هذه الفكرة وهذاالإعتقاد واوجدتها من حيث الأساس.
إذن الإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي وإقامة الدولة الإلهية العادلة في كل الأرض من نقاط الاشتراك البارزة بين جميع الأديان والمذاهب، والإختلاف بينهم إنما هو في تحديد هوية ومصداق هذا المصلح العالمي الذي يحقق جميع أهداف الأنبياء والأوصياء. وسنبحث حول هوية هذا المنفذ والمصلح العالمي، وسوف نبرهن على أنّه قد وجد ولا زال موجوداً ولكن غاب عن الأنظار لمصلحة علمها عند اللَّه سبحانه وتعالى، ويتطلب منّا بحثٌ كهذا الرجوع لمرويات الفريقين عن النبي صلى الله عليه وآله والمصادرالتاريخية ليتضح للجميع أنَّ ذلك المصلح العالمي العظيم قد ولد في منتصف شعبان سنة (255) من الهجرة في سامراء وهو المهدي محمد بن الحسن العسكري، الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (ع) الذي يملأ اللَّه به الدنيا عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.
وبهذا المعنى وردت روايات كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته (عليهم السلام) وهي تدل على تعيين نسب المهدي وكونه من أهل البيت (عليهم السلام) ومن ولد فاطمة (عليها السلام) ومن ذرية الحسين (ع) وهو الإمام والخليفة الثاني عشر بعد الرسول صلى الله عليه وآله (6).
والمتتبع للأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي في كتب أهل السنّة سيجدها تنسجم مع روايات الشيعة وتؤكد حقيقة واحدة.
ــــــــــــــ
1. الأنبياء: 105.
2. صحيح الترمذي 2: 46 ومسند ابن حنبل 1: 378.
3. القصص: 5.
4. الغيبة للطوسي: 184.
5. النور: 55 وسورة التوبة: 33، قوله تعالى: (ليظهره على الدين كلّه).
6. إن دليل الروايات على المهدي يتمثل في مئات الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته (عليهم السلام) راجع معجم أحاديث الإمام المهدي وكتاب منتخب الأثر للصافي الگلبايگاني والكتب الأخرى التي تتحدث عن المهدي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/03



كتابة تعليق لموضوع : المهدوية في الكتب والشرائع السماوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net