لماذا استقال عبد المهدي ؟
احمد عبد الرحمن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
احمد عبد الرحمن

لم يك غريبا ان يقدم الدكتور عادل عبد المهدي استقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية، ولم يك غريبا ان يأتي قرار قيادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بهذا الشأن منسجما مع خطوة السيد عبد المهدي.
من خلال هذه الخطوة نستطيع القول والتأكيد ان المجلس الاعلى انما اثبت مرة اخرى ان المصالح الوطنية العامة تتقدم على المصالح الخاصة، وان متبنياته ومواقفه ورؤاه السياسية انما تنسجم مع الارادة الشعبية لابناء الشعب العراقي الكريم، وتعبر عنها اصدق تعبير ، وتحترم في ذات الوقت تحفظات المرجعية الدينية المباركة بشأن استحداث المزيد من المواقع الحكومية العليا التي هي ليست ضرورية، ناهيك عن كونها تشكل استنزافا لموارد الدولة التي يفترض ان توظف وتستثمر من اجل تحسين الواقع الحياتي والخدمي والامني للشعب العراقي الى اقصى الحدود، وناهيك عن كونها تؤدي الى ترهل الهياكل والبنى الادارية للدولة بما يعقد بعض المشاكل بدلا من حلها ومعالجتها.
منذ وقت مبكر ، وقبل عدة اعوام كان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، ومن خلال قياداته السياسية قد دعا الى تخفيض رواتب وامتيازات كبار المسؤولين، والى تقليص الهوة بين هؤلاء وبين عامة ابناء الشعب، والى وضع معايير تضمن تحقق اكبر قدر ممكن من العدالة والانصاف للجميع.
ومنذ وقت مبكر كان المجلس الاعلى قد شخص كثير من مواطن الضعف ومكامن الخلل والقصور في عموم مؤسسات الدولة العراقية، وطرح حلولا اتمست بقدر كبير من الواقعية، ولم يكن في كل ذلك منطلقا من حسابات خاصة للحصول على مواقع، في ذات الوقت الذي كان مبادرا دائما الى تقديم التنازلات وابداء المرونة على حساب مصالحه الخاصة من اجل ترسيخ وتكريس المصالح الوطنية العامة، ولم يكن في أي وقت من الاوقات ينظر قبل اتخاذه المواقف المسؤولة الى مواقعه التي يشغلها والامتيازات التي يتمتع بها، بل انه كان ومازال يعتبر ان امتيازه الحقيقي هو رصيده الجماهيري ومبدأيته وثباته.
ولعل رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم كان واضحا في التعبير عن هذا التوجه المسؤول والمواقف الصحيح يوم امس حينما قال \"ان استقاله الدكتور عادل عبد المهدي جاءت تلبية للارادة الشعبية وامتثالا لتحفظات المرجعية الدينية الكريمة على استحداث مواقع حكومية غير ضرورية.وان طلب الاستقالة يمثل انعكاسا لرغبة المجلس الاعلى والتأكيد بأنه ليس من طلاب المناصب او من القوى المتدافعة نحو السلطة ، وان هذا الموقف لابد ان يقدم صورة للقوى السياسية بان عليها ان تتدافع لتحقيق رغبة الناس ومصالحهم وليس من اجل مواقعها وفرصها وادوارها،
30-5-2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat