( أين حقي ) في المعتقل !
ناظم السعود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ناظم السعود

كنت في مدينة العمارة للمشاركة في مهرجان صحفي نظمه اتحاد الصحفيين والإعلاميين حين
اتصل بي الصديقان محمد وهيب وسلوان الجبوري ليخبراني ان قوة من الجيش العراقي اقتحمت
مقر منظمة (أين حقي ) الحقوقية وألقت القبض على احد عشر عضوا من أعضائها بينهم الامين
العام ! وقد عجبت حقا لهذا الحدث لان المنظمة كما اعرفها جيدا ،كوني من الأعضاء
المؤسسين ، هي من منظمات المجتمع المدني ولها برامج وانشطة للدعم المجتمعي وسبل النهوض
به ،ويقول الأستاذ
مصعب الذويب نائب الامين العام في معرض تعليقه على واقعة اعتقال أعضاء منظمة أين حقي
((إن منظمة أين حقي شاركت في التظاهرات بشكل سلمي ولم تتطرق إلى مهاجمة النظام أو
الدعوة إلى إسقاطه وإنما طالبت كما هو ديدنها ومنهجها بحقوق المواطنين المشروعة. وربما
هذه المنظمة من أسباب تعقل الشباب وعدم انجرافهم إلى العنف. ولكن رد الفعل من الجهات
الأمنية ضد منظمة مسالمة سيكون له أثر سلبي وسيجعل الداعين إلى العنف أكثر تمسكاً
بأسلوبهم وسيحقق لهم كسباً بين الشباب باعتبار أن الدولة تتصرف بهذا الشكل مع الجهات
المسالمة )) .
وكان لخبر الاقتحام والقبض على الأعضاء من داخل المنظمة ردود فعل غاضبة داخل وخارج
العراق ، فتحت عنوان السلطات العراقية تقتحم مقر منظمة ” أين حقي ” الحقوقية و تعتقل 11
ناشطاً و تقتادوهم معصوبي الأعين إلى مكان غير معلوم ، أدانت الشبكة العربية لمعلومات
حقوق الإنسان ومقرها القاهرة قيام السلطات العراقية يوم السبت باقتحام مقر منظمة “أين
حقي” احدي منظمات المجتمع المدني و اعتقال 11 شخصاً بينهم أمينها العام للاشتباه في
صلتهم بمنظمي تظاهرات ساحة التحرير”.
وذكرت من التفاصيل انه حاصرت السلطات الأمنية العراقية مقر منظمة “أين حقي” الكائنة في
منطقة الميدان وسط بغداد و حطموا محتويات المقر وأتلفوا أجهزة الحاسوب واعتقلوا 11
شخصاً من أعضاء المنظمة بينهم أمينها العام احمد محمد احمد حيث اقتادوهم وهم معصوبي
العيون إلى مكان غير معلوم . و من بين هؤلاء المعتقلين : شيرين طاهر ناجي (النجار) ،
قاسم محمد حنون، ألأرقم حسن سلمان، و عدنان ألشريفي ، محمد حميد ، عماد فزع ، عدنان عبد
علي و علاء نبيل و غيرهم ،
ويذكر أن منظمة أين حقى تأسست عام 2005 على يد مجموعة من المثقفين العراقيين المستقلين
و هى منظمة معنية برصد انتهاكات حقوق الإنسان فى العراق .
وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان السلطات العراقية بالإفراج الفوري و دون
شروط عن كافة الناشطين المعتقلين و التوقف عن مداهمة مقرات منظمات المجتمع المدني و
غيرها من منظمات حقوقية مع وضع ضمانات كافية لحرية الرأي و التعبير دون اعتقال أو
ملاحقة ، وقد لفت نظري اسلوب الاعتقال الذي جرت وقائعه في مكان عام فقد أوردت وكالة
(أصوات العراق) عن شاهد عيان أن \\\"أربعة سيارات عسكرية نوع (همر) وسيارتي دفع رباعي
مظللتين طوّقت مقر منظمة \\\"أين حقي\\\" الكائنة في منطقة الميدان وسط بغداد، حيث عبث
أفراد القوة بموجودات المقر وأتلفوا أجهزة الحاسوب واعتقلوا 11 شخصاً من أعضاء المنظمة
بينهم أمينها العام \\\" ولا اعلم ما التهمة الخطيرة التي دعت القوات الأمنية لان تطوق
مقر المنظمة وان تستخدم أربعة سيارات عسكرية ( نوع همر ) وسيارتي دفع رباعي ( مظللتين )
وتخرج أعضاء المنظمة ( معصوبي الأعين )!! ثم تاخذهم الى جهة مجهولة ؟!.
يبدو لي ان هذه الواقعة غير مفهومة بل عصية على الفهم كما هو الحال في المشهد العراقي
عموما ولكني انده من قلب مجلوط أن يبادر من بيده
الامر الى تصحيح الأوضاع والركون الى جادة العدالة والمنطق والعمل على عدم تأزيم الحال
أكثر مما هي مأزومة فيه والى إطلاق سراح المعتقلين ما داموا قد استظلوا بفضاء منظمة
حقوقية مسالمة .. اللهم اشهد أنني بلّغت .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat