قراءة الشعوب تُغني عن المكتوب؟!!*
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي

الأمة تمرّ بظروف صعبة وقاهرة , وهذا أمر لا جدال فيه.
فهل تستكين؟
وهل لإنسانها أن يعلن الحداد على نفسه ويتوارى ويستهين؟!!
الأمم تواجه تحديات مصيرية , وأمتنا تواصلت في مسيرة المواجهات القاسية لمئات القرون , وعشراتها . وأمم الأرض واجهت أدهى وأقسى مما يحصل في ديارنا.
وفي التأريخ القريب , أثناء الحرب العالمية الثانية , عانت أمم وشعوب الويلات الجسام , والخراب والدمار , وذاقت الموت الزؤام , لكنها تجاوزتها وإنطلقت في ميادين صناعة الحياة , وتعلمت أن القوة في التعايش والتكافل والسلام.
فما عانته دول أوربا من الصراعات والحروب لا يقارن بما تعيشه المنطقة الآن , لكن الإعلام السلبي , والحرب النفسية الشعواء , التي تشن من جميع الوسائل والمواقع والجهات والأبواق والأقلام , تلعب دورها السلبي القاتل في تحطيم الوجود وإبادة الإنسان.
فلا أفظع من هجمة المغول التتار على هذه الأمة , لكنها تجاوزتها وإنتصرت عليه , ومثلما إستنهض "قطز" الأمة من حضيض يأسها وإبلاسها ورعبها , ستلد الأمة مَن ينتشلها من واقعها القاسي الذي تعانيه وتتضمّخ فيه.
الأمة ستنتصر حتما , لأن معادلات السلوك الإنساني تقضي بذلك , ولا يمكن لهجمة أن تطول وتتطور , فإرادة الوعي أقوى من إرادة التداعي والخمول , وصوت الحق يظهر مهما تعالى الضجيج , والبشرية تصنع مسيرتها بما فيها من طاقات وقدرات وتضحيات.
مشكلة الأمة في يأسها وكآبتها وآليات الإستثمار في أحزانها ومحنها , وجوهر سوء أحوالها في قياداتها , التي وُجِدَت لتعاديها لا لتحقيق تطلعاتها وأمانيها.
لكن الشعوب تنتصر على قياداتها , فالصاعد هابط , والمحصلة النهائية , أن التفاؤل يحقق مشاريعه المتوهجة بالآمال والأحلام والأهداف النبيلة السامية.
ولن ينهزم الإنسان , ولا بد للحياة أن تستقيم , وتنكمش إمتداداتها المتطرفة إلى مركز ذاتها السائد.
وبمقارنة بسيطة بين ما جرى لمدينة وارسو في الحرب العالمية الثانية , وما هي عليه الآن , تتأكد الحياة للإنسان , والمسيرة بما فيها من آلام وتضحيات , تلد الإبداع والمحبة والسلام!!
*من وحي تعليق الأستاذ الأسدي على مقالة "نريد حلا" , قبل أن يصحح كلمة "الويلات".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat