صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

ليس حباً بالعراق ولكن دفاعاً عن النفس: الوحدة خيارنا
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   علمتنا الرياضيات، أن الواحد مصدر الأعداد ومفنيها، وأن الواحد لا يمكن أن يوجد ما هو أصغر منهُ إلا بتقطيعهِ وتقسيمه، ولذلك نشأت الأعداد الكسرية.
   والكسر في اللغة يعني النُزر القليل والجزء الضعيف، ومنهُ إذا قامت القبيلة بمعاقبة أحد أفرادها السيئين، فأنها تكسر عصاته أي تطردهُ، ويعتبر ذلك إهانةً لهُ، أكثر من كون الطرد سيسبب لهُ أضراراً مستقبلية، في حياته العامة.
   ما يمرُ به العراق اليوم، من ضروف عصيبة، سببتها أطراف خارجية خبيثة، وأُخرى داخلية ساذجة مضحوكٌ عليها، جعلت الأدارة الأمريكية الحاقدة تفكر دوماً في تقسيم الأراضي العراقية، ولنا أن نسأل: هل أن أمريكا جادةٌ فعلاً في تنفيذ مشروعها هذا؟ أم هو ورقةُ ضغطٍ ليس إلا؟
   أعتقد بأن أمريكا غير جادة بمشروعها هذا، أو أنها أجلته إلى زمنٍ آخر، ولا أراه قريباً أبداً، ذلك أنها أدركت بأن إيران سيسهل عليها إبتلاع عراق مقسم بسهولة، هذا من ناحية خارجية، وهو إفتراض أمريكي، إذ أن عراق قوي موحد، هو ما تسعى إليه إيران أن يكون بجوارها، وليس عراقاً مقسماً مليئاً بالمشكلات، التي الصداع المزمن لها.
   أما من الناحية الداخلية، فلو تماشينا مع الإعتقاد السائد الذي يفترض تقسيم العراق إلى ثلاث دول، شيعية في الجنوب، سنية في الوسط، وكوردية في الشمال، فأن الرابح الوحيد، أو من سيكون أكثر إستقراراً هي دولة الشيعة، ذلك أنهم اليوم يمسكون مفاصل الدولة ولهم قوات مسلحة ومتدربة وقوية، بينما لا يمتلك الطرفان الأخران ذلك، وكذلك سيتم دعم الدولة الشيعية سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً من الجارة إيران، بينما سيقع الأخران في مستنقع النزعات والصرعات والحروب الذاتية.
   ثمة مشاكل تواجه دولة السنة، فمن سيحكم؟ داعش أم زعماء العشائر أم حزب البعث؟ وأين هو مركز الحكم؟ هل هو تكريت؟ أم الموصل، أم الأنبار؟ إن هذه الـ(أم الأستفهامية) تخفي بين طياتها ألاف المشاكل، من الماضي إلى الحاضر، ولذلك فمن الغباء أن يطالب السنة بالأنفصال عن العراق.
   لا يختلف الكورد عن السنةِ كثيراً، فمن سيحكم؟ البرزانيون( وقد بانت بوادر الأختلاف بينهم)؟ أم الطلبانيون؟ أم التغيير الذين يرفضون سياسة البرزانيين جملةً وتفصيلا؟ وأين هم بين أكراد الدول المجاورة؟ وهل سيقبل عبدالله أوجلان بهذا؟
   إنَّ الموضوع شائك ومعقد جداً، لذلك قلنا في عنوان مقالنا ما قلناه، لأنهُ حكم العقل لا حكم العاطفة، ولكم أن تختاروا.
   بقي شئ...
ستذكرون قولي هذا، ولاتَ حين مندم!  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/20



كتابة تعليق لموضوع : ليس حباً بالعراق ولكن دفاعاً عن النفس: الوحدة خيارنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net