لا مجال للتردد أمام الضمير
سمية شيخ محمود
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سمية شيخ محمود

يتخوّف كثير من الكتّاب والمثقفين من طرح أفكارهم جهاراً لئلا ينقلب عليهم القرّاء أو يتّهموا بخيانة التّيار الفكري السّائد في منطقته، أو ما يسمّى بالرأي العام. فهل يحق لأحد أن يدّعي لقب كاتب مثقف أو مفكر وهو خائف ومتردد؟ من يجب أن يسير في المقدمة ويتولى قيادة الناس؟ من يخشى أن يصفعهم بالحقائق أو من يمسح الجوخ ويبارك التوجيهات الخاطئة التي ترسخت في الأذهان لئلا يفقد الشعبية؟ قال لي صحفي صومالي أنّه يفكر بالخبر الذي يثير الحساسيات ويتردد أمامه، بل يفكر في تجاهله وعدم توثيقه لئلا يقال عنه أنّه يجمّل واقعاً ما أو يزيّف آخر. ولكن هل يعقل أن يصل الأمر إلى حد تغييب وقائع تحدث حقاً من أجل تلميع أسمائنا؟ وعلى قولة نزار قباني في طوق الياسمين: \" وبدأت أكتشف اليقين\" إذاً فالكاتب الصومالي يهتم بسمعته ويخشى نقل الخبر ولا موضوعية في تقاريره، ولهذا لا تتغير الأحوال منذ ما يزيد على الأعوام العشرين.
وذات مرة حصل موقف بيني وبين أحد الكتّاب العاطفيين بعد أن ذكرته بأن ما ذكره في مقاله مبالغات فأنا أعرف الأماكن التي تتحدث عنها فأرسل لي ايميلاً شخصياً ليقول لي : من فضلك لا داعي للفضائح، وإذا كانت لديك ملاحظات لا تنشريها في مربع التعليقات, لا أريد أن يتحدث الناس عن هذا!!
وحدثت مواجهات عديدة مع من يصطدمون بملاحظة أو تعليق وينتفضون من قول الحق، دون المساس بشخص الكاتب، حتى طلب مني معلق مجهول ذات مرة أن أهتم ببيتي وزوجي وألادي وأن صوت المرأة حرام... ربما قصد فقلم المرأة حرام بما أنّه لم يسمع صوتي !!!
عجيب والله أمر بعض من يحملون القلم للتجمّل، وكنت أظن أن القلم يستعمل سلاحاً للذوذ عن الحق ومشرطاً للعلاج عن أمراض المجتمع، وأحياناً كآلة تصوير عمّا يعتلج في صدورنا... وكلمة أخيرة... إن كنت لا تملك الشجاعة لقول الحق فما أجدرك وقلمك بالسكوت.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat