صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإعتماد القاتل!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الإعتماد على الغير مذلة وإرتهان وإنتحار.
 
فالدول العزيزة الأبية تعتمد على نفسها وتستثمر في ماعندها من الطاقات والقدرات بأنواعها.
 
ومن أمثلة الإعتماد القاتل , كان العراق من مصدري الحنطة والرز وبعض المحصولات الزراعية الأخرى , وفي نهاية السبعينيات من القرن الماضي , غصت الأسواق بأكياس الرز والطحين وبأبخس الأثمان.
 
وإستمر الحال لبضعة سنوات , مما أفقد الفلاح الرغبة في الزراعة , لأن ما ينتجه يأتي من القوى التي إعتمد عليها العراق بأرخص ما تكون عليه الأسعار , حتى أن العديد من المسؤولين صاروا يستهزؤون من الزراعة , لأنها تكلف كثيرا وما يستوردونه يأتي رخيصا, وكانت تصريحاتهم الجاهلة  تتردد في وسائل الإعلام , وهم لا يدركون عواقب هذا السلوك.
 
حتى وجد العراق نفسه حين أطبق عليه الحصار , لا قدرة لديه على إطعام نفسه حتى من تمر النخيل الذي أباده بوحشية غير مسبوقة بالتأريخ.
 
وهذا ينطبق على مصر أيضا , التي فقدت الكثير من قدراتها الزراعية والإنتاجية والصناعية , بسبب مهلكة الإعتماد على القوى الأخرى فيما كانت تنتجه وتصنعه.
 
وفي عالمنا العربي , هناك دول تعتمد بالكامل على قوى كبرى في كل شيئ , وتراها تسعى لإتخاذ موقف سياسي لا يتفق وإرادة القوة المُعتمدة عليها , وهذا يعني السقوط في منزلق الويلات والتداعيات , فالمُعتَمَد عليه يمتلك مصير الذي إعتمد عليه , فالإعتماد على الغير عبودية ومصادرة لحرية القرار والحياة.
 
وهذه من أهم أسباب مصائب العرب في جميع دولهم , لأنهم فرطوا بقدراتهم وطاقاتهم وإعتمدوا على الآخرين , وحسبوا ذلك قوة وتقدما وتحضرا , وتناسوا أن القوة لا تشترى ولا تباع , وإنما تنمو وتترعرع في أوطانها , وبجهد المواطنين الذين يساهمون في صناعة مجد الذات الإنسانية الوطنية , وقدرات الوطن الذي فيه يتحققون.
 
فهل سيعتمد العرب على أنفسهم ويتحررون من التبعية والتخبط والهوان؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/16



كتابة تعليق لموضوع : الإعتماد القاتل!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net