صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

من خيبر إلى الفلوجة: تشابه الخيانة ولكن غياب "علي"!
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   من قرأ التاريخ، يعرف أن معركة الأحزاب(الخندق)، كانت المعركة الفيصل، لبقاء المسلمين وبداية سقوط وثنية قريش، ولقد أثنى القرآن الكريم على هذه المعركة، فقد جعل سورة كاملة منه بإسمها، وتتحدث عن أبرز معالمها، حيث كان المَعْلَمُ الأبرز فيها، ضربة الإمام(علي بن أبي طالب) لـ(عمرو بن ودٍ العامري)، فقد قال فيها النبي:"ضربة علي، تعادل عبادة الثقلين"، وسُمع صوت السماء ينادي: "لا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار"، وعلى إثر تلك الضربة، تمت هزيمة الأحزاب.
   مدينة خيبر ، مدينة مليئة بالحصون، وبها ماء من تحت الأرض، وطعام يكفيها سنوات، وبها عشرة آلاف مقاتل من اليهود، منهم آلاف يجيدون الرمي، وكانت خيبر ممتلئة بالمال، وكان اليهود يعملون بالربا مع جميع البلدان، كانت خيبر هي وكر الدس والتآمر، ومركز الاستفزازات العسكرية، ومعدن التحرشات وإثارة الحروب، فلا ننسى أن أهل خيبر هم الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، ثم أخذوا في الاتصال بالمنافقين - الطابور الخامس في المجتمع الإسلامي - وبغطفان وأعراب البادية، وكانوا هم أنفسهم يستعدون للقتال، وقد عاش المسلمون بسببهم محنًا متواصلة، اضطرت المسلمين إلى الفتك ببعض رؤوسهم أمثال (سلام بن أبي الحقيق) و(أسير بن زارم)، ولكن كان لا بُدّ من عمل أكبر من ذلك إزاء هؤلاء اليهود، وما كان يمنع النبي من مجابهتهم، إلا وجود عدو أكبر وأقوى وألد، ألا وهو قريش.
   بعد عشرون يوماً من صلح الحديبية، قرر النبي أن يقاتل اليهود ويخرجهم من خيبر، هذه المعركة التي فيها قال: "لأعطين الراية غداً، رجلاً يحبُ الله ورسوله، ويُحبُّه الله ورسوله، يفتح الله عليه، كرارٌوليس بفرار"، فلما كان من الغد دعا علياً وهو أرمد شديد الرمد فقال:"سر"، فقال : يا رسول الله ما أبصر موضع قدمي، فتفل عليه الصلاة والسلام في عينيه، وعقد له اللواء ودفع إليه الراية، وقال: "خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك" فقال: على ما أقاتلهم يا رسول الله قال :" على أن يشهدوا أن لا اله إلا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها، وحسابهم عند الله تعالى". 
   إن فلوجة اليوم هي خيبرُ الأمس، ولكن من أين نأتي بعلي!؟
بقي شئ...
أطالب الشعب العراقي الجريح، بإسم ضحايا العملية السياسية السيئة، وبإسم الذين ما زلنا نبحث عن رفاتهم، وبلإسم الشباب الذين لبوا نداء المرجعية المباركة، أن يقول كلمته ويقيل العبادي والبرلمان، وإختيار أحد القادة الميدانيين، من تشكيلات المتطوعين(الحشد الشعبي)، لإنقاذ ما تبقى، وبناء دولة ذات نظام سياسي قوي وعادل.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/14



كتابة تعليق لموضوع : من خيبر إلى الفلوجة: تشابه الخيانة ولكن غياب "علي"!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net