صفحة الكاتب : امل الياسري

أنه عراقنا حيث الحسين والمسيح والكيلانيً!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الضياء الذي ينبعث من هذه الأسماء ليس من باب الصدفة، وإنما ظل ساطعاً دائمياً، لدرجة أن الظلام لم يكن بإستطاعته أبداً التغلب عليه، لان كل كلمة كن ينطقن بها، كانت تبني إنساناً على المدى البعيد، وكل سطر يكتبنه يخلق لتلاميذهن قيماً، أصبحت مكوننا الأساسي في التعامل مع الحياة، بأفراحها وأحزانها.
إختيار الكلام أصعب من تأليفه، كلمات أربع قرأتها لإبن عبد ربه في كتابه العقد الفريد، فوجدت أن عنوانه يصلح وصفاً لمعلماتي، اللاتي أبدعن في صناعة جيل لم ولن يتكرر، وعلى عكس مرضى الشهرة الطارئة، بقيت هذه الأسماء محفورة في الذاكرة خالدة خلود الزمن، لأن بطلات العمل التربوي مشغولات ببناء الأجيال.
السيدة مريم مديرة مدرسة الأطلال سابقاً (زهرة المدائن حالياً)، التي كانت بيتي الثاني لتلقي المعارف والعلوم، فقد تلقفت هذه المربية المسيحية العملاقة، عقولنا الفتية لبناء جيل عراقي واع آنذاك، ومن حينها أدركت، ان المجتمع تبنيه سواعد مسيحية، وسنية وشيعية، علوية وعامية، عربية وكردية، مع الإشارة الى عدم إنتشار هذه المسميات وقتها.
 الست يسرى السامرائي معلمة اللغة العربية، قادني عملي الأخير في مدرسة الثقافة الإبتدائية، الى أن ألتقيها مجدداً، بعد فراق لأكثر من ثلاثين عاماً، وشاءت الأقدار أن أكون معلمة لغة عربية معها، في نفس المدرسة، وقد أثار دهشتي ترتيب السبورة وخطها الإسطوري، الذي كنت مغرمة به، أيام دراستي في زهرة المدائن.
تغير ت طريقة التعامل معها، منذ معرفتي بالخبر السار، وسماعي بأن معلمة اللغة الإنكليزية، الست زينب الحسيني، التي كانت تربطهما علاقة قوية، بأنها ما زالت تمارس عملها التربوي الفذ، فأي زمن رائع جمعني بالروائع؟، وأي عقد فريد صاغني بعد أربعين عاماً، بدأت أشعر بثماره، عندما أقدمت على كتابة فن المقالة.
سنوات القمع، والحروب، والحصار، وعرس الديمقراطية المزيف، أخذت ما أخذت من حياة هؤلاء البناة الثلاثة، رغم أني لم ألتق إلا بإحداهن، ولكنهم كلما أرتفعوا تكاثفت حولهم الأفئدة والعقول، في حوار واسع ممتع، مشرق وعميق، عمق الفضائل التي زرعنها، في نفوسنا حينذاك، وحملناها بين أضلعنا فرحين، فالخالق لا يضيع أجر المحسنين.
معلمات أخرجن الخلق الرفيع من مخابئه، فرسمن خطوطاً وضاءة، ليدون ولادة عصر الشريعة والشرعية، ضد الطاغية، وحق الفتيات في التعليم، وأخذت الملائكة على عاتقها إكمال هذه اللوحة العظمية، فكتبن بأحرف من نور: (على الإنسان أن يصنع الخير، لليوم وللغد، وما بعد الغد، فإنه عراق الحسين والمسيح والكيلاني)، إنه عراقنا العظيم!.    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/08



كتابة تعليق لموضوع : أنه عراقنا حيث الحسين والمسيح والكيلانيً!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سيف الدين ، في 2015/05/09 .

بارك الله فيك ايها الكاتبة

لقد تربينا كلنا كعراقيين ولم يكن في خلد احداً منا ان يختار صديقه او زميله على اساس ديني او قبلي او لون بشرته وكان هذا العراق الذي ولد فيه ابائنا واجدادنا فيه، ومع الاسف الكثير اليوم لا يبالي ولا يكترث من كثرة الثرثرة بهذا المنطق واقل مايقال عن هذا المنطق انه فاقد للأداب والاحترام ومثي للكراهية بين البشر.






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net