صفحة الكاتب : امل الياسري

شجرة عملاقة لكنها عاقر!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حادثة النحات الإيطالي مايكل أنجلو أدهشتني، حيث قرأت عنه الآتي: عندما أنهى من نحت تمثاله، الذي أسماه (موسى)، وأستغرق وقتاً طويلاً في عمله، وفجأة وجه معوله للتمثال، وصرخ بوجهه أنطق!، ولكن للأسف بقي هذا التمثال العظيم حجرياً ولم ينطق، لأن العمل لا يعرف الإكتمال والكمال، حينها خاطب نفسه قائلاً: ما قيمة شجرة عملاقة كثيرة الأوراق والأغصان، لكنها عاقر لا تثمر!.
في عالم مثقل بالهموم والمخاوف والنزاعات، حيث مشاهد الموت الجماعي، والنزوح والفقر والفساد، لواقع لا يليق به الكلام، فإن أهم قاعدة للفشل إرضاء كل النفوس الأمارة بالسوء، ولكن الذي يستوجب الحديث عنه، هو رفع مستوى الفكر والضمير، والخطاب المعتدل البناء، بدلاً من رفع الأصوات المليئة بالحجيج والضجيج، فعند ذاك نستحق ضرورات العيش والخبز، وهذه بالفعل قواعد النجاح في عراقنا الجديد.
الحكومة السابقة كانت عملاقة بعددها وعدتها، لكنها إمرأة عاقر، فبالرغم من القرارات والقوانين، التي أعلنت وشرعت، بيد أنها لم تجد لها مكاناً في واقع حياتنا، حيث إمتلأت ظلماً وجوراً وعدواناً، ولأن مساحة صغيرة من الحرية والحضارة، لن تنتصرعلى فضائيات الهمجية التي لا حدود لشرها، وعلى العموم فالحضارة الحقيقية مهددة دائماً بالعنف والمكر والخديعة، على أن الحق هو المنتصر حتماً.
الفاسدون في العراق أكثر من أن نسميهم، ولكنهم يشكلون ثقلاً على الحكومة والشعب على السواء، فهم يتبجحون بفشلهم، وكأنهم شيوخ قريش عندما قرروا الحرب، على النبي الكريم محمد (عليه الصلاة وعلى أله السلام) قائلين: (يشهد ربنا لا نرجع حتى نرد بدر، فنقيم عليه ثلاثاً ونطعم الطعام، وتسمع بنا العرب) ولم يعلموا بأنهم على موعد مع الهزيمة، فقد أطيحت برؤوسهم شر طيحة.
بين مناقب الغرب ومثالب العرب، لن تجد فرقاً في العمل المتطرف، لأن النحات الإيطالي أراد أن يستنطق تمثاله، المصنوع من الحجر، فرجع أسفاً غضباناً، في حين أن شيوخ قريش أخذتهم العزة بالإثم، فأرادوا القضاء على النطق بالشهادتين، مضافاً اليها ولاية علي (عليه السلام)، على أن المفسدين في الحكومة، لم ولن يستطيعوا إستنطاق الحجر والبشر، لأنهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.ً   


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/01



كتابة تعليق لموضوع : شجرة عملاقة لكنها عاقر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net