صفحة الكاتب : سرمد يحيى محمد

الديمقراطية لا تنبت في الصحراء
سرمد يحيى محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تبدو الديمقراطية مصطلح غريب في قاموس حياتنا, فكيف يمكن لأجيال عاشت في كنف بيئة دكتاتورية لفترة من الزمن أن تتعايش مع أنظمة وقوانين مستوردة لم ترد يوماً على ذهن أحد, وعليه لا نزال نتحمل خطايا بضاعتنا المستوردة ونقدم تضحيات ودماء بسعرٍ زهيد حيث لا تتجاوز حياة الفرد ثمن رصاصة واحدة.
في حقيقة الأمر إن كل ما يجري من أحداث هو نتيجة فهمنا الخاطئ للديمقراطية, لا أدعو الى نبذ الديمقراطية جملةً وتفصيلاً كما إني في الوقت ذاته لا أتقبلها بهيكلٍ جاهز. حاولنا أن نحدث تغييرات في نمط حياتنا وإتجهاتنا ومعتقداتنا بل وحتى في مظهرنا,  لكننا لم نجرؤ أبداً على تغيير أفكارنا. إذ إننا لا زلنا تحت تأثير التخدير الفكري الذي ورثناه في نهاية القرن العشرين.
أكره المسميات أو إتهام فئة أو إنتماء, الكل متشابهون, مجتمعي يرفض التفاهم فبيننا وبين التفاهم سوء تفاهم, لأن رأيي صواب لا يحتمل الخطأ أبداً, ورأيك خطأ لا يحتمل الصواب أبداً, والويل لمن يقع في الخطأ. لذلك فشلنا في إحتواء الديمقراطية وسط صحرائنا الفكرية ولم نقُل أبداً بالإعتراف, بالعكس أخذنا باللوم على الإستعمار, كم نحن بارعون في تفسير الأحداث وكم نحن غارقون في الأوهام. وما خطرنا لكي نلفت نظر الإستعمار؟ العربي ضعيف و المسلم ضعيف والجاهل لا يشكل خطراً إلا على نفسه, أما زلنا على غرور الأمس؟
كلكم يشبه الأخر, فكل خلاف نتيجة إختلاف, الممّيز فينا معرض للمسائلة والعقاب, يا لِسذاجتنا ويا للعجب, ندعي الإسلام ولم نعرف السلام, ندعي الإنسانية وما عرفنا الإنسان, نبجّل الجاهل ونطعن العالِم, نقدّس الأحمق ونصدق الكذّاب, أي شعب هذا الذي يطالب بالحياة, قد أبدو متشائماً يحترف النقد, لكنني صريح أقولها في العلن, لم نعرف الديمقراطية يوماً ما دمنا نصادر السلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سرمد يحيى محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/29



كتابة تعليق لموضوع : الديمقراطية لا تنبت في الصحراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net