صفحة الكاتب : رعد موسى الدخيلي

بغدادُ والشُّعَراءُ والصُّوَرُ
رعد موسى الدخيلي


جارَ الزمانُ ، فلا شعرٌ ولا صورُ
جارَ الزمان ، كأن ماتت قرائحُهم
هم فارقوكِ غداة النأي وانتحروا
ماتوا على العشق ..لم تنظرْ لواحظُهم
إلاّ العداءَ ، وقد بثَّ اللظى الشّررُ
مُذْ مرَّ فيكِ عدوٌ شاءَ تفرقة ً
مابين أهليكِ حتى غادرَ السّمرُ ..
شواطئَ الليل ِ .. حيث الأنسُ بهجتُهُ
أبا نؤاسَ ، فما كانوا كما ذُكِروا ..
في سفرِ ماضيكِ يا بغدادُ ،كلُّهمُ
قد فارقوكِ على المرسى وما انتظروا
أسرَوا على الليل فوق الموجِ تحملهمْ
أكياسُ تموزَ في صخر ٍ فما انقبروا
غاصوا إلى الطين ، لا غُسْـلٍ يُطَهِّرُهم
من الذنوب ، وهم بالضيم ما شعروا
كم صفق الناسُ ـ أعواماً ـ يدٌ كتبتْ
تلك التقاريرَ ، كيما يُذْبحُ البشرُ
أيامُ (صَدّام) سكينٌ على رئتي
تَحِزُّ في الليل ِ أنفاسي فأصطبرُ
أقولُ حسبي ؛ إلهُ الكونِ يرحمُني
إنْ مُتُّ ليلاً ، ولم ينظرْ ليَ القدرُ
أستغفرُ اللهَ .. يا الله ما انطفأتْ
نارُ الصراع ، ولم تمكرْ بمن مكروا
حتى أطاحَ إلهُ الحقِّ من حكموا
هذا العراقَ ، بما قد يُدَّعَى انتصروا
قلنا انتصرنا .. بلى ؛ ذا النصرُ في وطني
لكنَّ ما حلَّ لا نرجوهُ يا عُمَرُ
ويا عليُّ ويا حَفْصٌ ، وقد كَذَبَتْ
كلُّ الديانات يا عدنانُ يا مُضَرُ
حتى المذاهبُ لم تعرفْ لها جهةً
سارتْ يعيقُ خطاها الكَبْوُ والحُفَرُ
ساروا عليها وشاياتٍ مقنّعةً
كلُّ الذينَ قَفَوها السَّيرَ قد عثروا
ساروا على الدَّربِ،لا يدرون وجهتهم
كلّ الذين سروا في الدَّرب ما عبروا
يطويهمُ الحقدُ .. حقدُ الأمسِ غرَّرَهم
شيطانُ إبليسَ أغواهم لينبهروا
حتى انبهرنا .. سلكنا الدربَ .. وجهتهم
بكلِّ ما غَرَّ هذا المَوْقِفُ الخَطِرُ ..
أهلَ العراقِ .. همُ أهلي وأعرفهمْ
ويعرفونَ بأنَّ الحقدَ منكسرُ
ويعرفونَ بأنْ لاشيء يسعدهم
إلاّ الحنينُ إذا ما أجدتِ العِبَرُ
نَحِنُّ للأمسِ يا بغدادُ فانتبهي
فليس تجدي صراعاتٌ و تزدهرُ
ذي نخلةُ الله في بغدادَ شاهقةٌ
من عصر أوروكَ في التاريخ تصطبرُ
على الضفاف حضاراتٌ معانقةٌ
ضوءَ الشموسِ على الدُّنيا ، أتنكسرُ  ؟!!!
عودي إلى الأمسِ يا بغدادُ عاشقة ً
أجواءَ ماضيكِ يا بغدادُ قمرُ
طالتْ رؤى الليل .. طالَ الليلُ في وطني
متى يحينُ طلوعُ الشمسِ ؟! .. ننتظرُ ! 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رعد موسى الدخيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/26



كتابة تعليق لموضوع : بغدادُ والشُّعَراءُ والصُّوَرُ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net