صفحة الكاتب : عمار العامري

العبادي تجاوز أول الخطوط الحمراء
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   يتحمل العراق اليوم حرب ظالمة نتيجة الانقسامات الداخلية التي عاشها, لأسباب كثيرة أهمها التفرد بالسلطة, وإرضاء بعض إطراف, ليوحي بأن هناك محاصصة طائفية أو تقسيم على أساس أكذوبة الاستحقاق الانتخابي.
   إلا أن من يدعي انه حصل على أعلى الأصوات, بدأ يلقي التهم على الآخرين, ليبرى نفسه, وكأنما الموصل سقطت بسبب أعذار الواهية, متناسيا إيجاد عذرا لسقوط ديالى والانبار وتكريت, وهل كل الباقين خونه ألا؟ ولكن الحقيقة أن تقسيم الكيكة كان بالتراضي بين الكبار, متجاهلين قوة الشعب كامنة في أبناءه, وعلى النحو نفسه, كان يتعامل مع الساحة الشيعية, وفق سياسة "فرق تسد" بان الكتلة الفلانية لديها 14 مقعد, والفلانيون لديهم ثمان وزارات, وفلان وفلان هذه حجمهم الانتخابي, بينما كان الفساد ينخر بجسد الدولة, وتتسبب في عدم بناء المؤسسة العسكرية, ودولة المؤسسات, وهذا ما ظهر جليا ليلة سقوط الموصل, والتي اتضح فيها أن شعارات "منطيه؛ معا ضد الإرهاب" ما هي ألا بالونات خاوية لم نجد من صفق لها أي وجود حقيقي في الدفاع عن ارض الوطن والمقدسات.
   ونقول أن الهيمنة السياسية على كل مفاصل الدولة عن طريق "الوكالات", بحجة عدم وجود تفاهمات بين الحكومة والبرلمان قد انتهت, واليوم الكل أمام مسؤولية تاريخية, أما الاستمرار بإنقاذ البلاد, وبناء مؤسساته أو الاستمرار بطريقة "حرامي الضحى" المرفوضة من الجميع, لاسيما وان هناك اتفاقيات على ضوءها شكلت الحكومة الحالية, والتي رافقتها حملة تسقيطية من أطراف معروفة.
   فأن التفاف حيدر العبادي على مجلسي النواب والوزراء, وإسناد رئاسة ثلاث هيئات مستقلة لشخصيات من لون سياسي واحد, تنذر بالخطر على مستقبل حكومته, وحتى لو افترضنا هناك اتفاقيات تضمن حصول كتلتهم على هذه المناصب, فحريا برئيس الوزراء الجلوس مع شركاءه في التحالف الوطني, والخروج بصيغة مرضية وفق مبدأ الإصلاح السياسي الذي وصل خلاله لرئاسة الحكومة, فلا شيء يؤخذ بالغصب, ولا السكوت يعني الرضا أو الضعف.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/12



كتابة تعليق لموضوع : العبادي تجاوز أول الخطوط الحمراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2015/04/12 .

هناك مثل عراقي يقول الي يشوف الموت يرضى بالصخونه
لما عاناه العراق من حكم نوري الهالكي من نهب وسلب وازمات ادت بالعراق الى فقدان 4 محافظات وخزينه خاويه جعلتنا نقبل باي شخص المهم نزيح هذا المحتال وقبولنا بحيدر العبادي لا يعنيانه ناجح فهو من نفس مدرسه حزب النقمه وكنا نئمل فيه ان يعبر الحزبيه الضيقه ولا ننسى موقف حيدر العبادي يوم وقف وقال كلمته المشهوره والطريف ان دوله رئيس الوزراء نوري المالكي قاد صوله الفرسان بدون علم الامريكان وهيه اكذوبه لا تنطلي على الجاهل
اعود لموضوع الهيئات المستقله
لقد برر حيدر العبادي تسميه الهيئات المستقله بالوكاله وليس بالاصاله نتيجه عدم اتفاق الكتل السياسيه وانه لا يستطيع ان يوقف امور البلد لحين ما تتفق الكتل السياسيه
نعم دكتور حيدر الكتل غير متفقه لكن ما لقيت غير خالد العطيه لهيئه الحج وحسن الياسري للنزاهه مايوجد في العراق غيرهم لرئاسه هذه الهيئات الخطيره ام ان الامر دبر بليل في انسان عاقل يرتضي لنفسه تسميه ابو البواسير لهيئه الحج
هل في عاقل يسمي حسن الياسري جبان حزب الدعوه لرئاسه النزاهه ان تسميه حسن للنزاهه يعني امر واحد هو اغلاق ملفات فساد نوري وزبانته
لماذا لم يتم تسميه الشيخ المولى لرئاسه هيئه الحج وهو شخص ناجح او اي شخصيه اخرى نزيهه والعراق مليان بالشرفاء
لماذا لم نسمي القاضي وائل عبد اللطيف او منير حداد لرئاسه هيئه النزاهه ام ان النزاهه لاتليق الا بحسن الياسري
حيدر العبادي اتقي الله ولا تقع بنفس اخطاء نوري الهالكي فان مصيرك سيكون كمصيره




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net