مرة اخرى تشهد العاصمة العراقية بغداد يوما دمويا وداميا نتيجة سلسلة من العمليات الارهابية في مناطق مختلفة منها تسببت بأستشهاد وجرح عشرات الناس الابرياء.
لاتختلف عمليات يوم امس من حيث الاهداف والاجندات والوسائل والاساليب عن سابقاتها، ولاتختلف من حيث الاثار والنتائج التي خلفتها على الصعيدين البشري والمادي.
لاشك ان تلك العمليات الارهابية، انما تعبر بكل وضوح عن النهج العدواني الاجرامي ضد العراق والعراقيين من قبل اعداء العملية السياسية واعداء المشروع السياسي الوطني من البعثيين الصداميين والتكفيريين الذين يسعون بكل ما اوتوا من قدرات وامكانيات وبدعم ومساندة جهات تحمل نفس الاهداف والاجندات الى اعادة العراق الى عهد الديكتاتورية والتسلط والطغيان.
ان عمليات يوم امس الاحد لم تستهدف مكونا معينا دون غيره من المكونات، بل انها استهدفت كل العراقيين، وهذا الاستهداف الهمجي الاجرامي الذي لايفرق بين فئة او طائفة او مكون، ينبغي ان يعزز اللحمة الوطنية، ويزيد من حالة التلاحم والتكاتف والتازر بين ابناء الشعب العراقي، من اقصى الشمال حتى اقصى الجنوب، ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب.
فالعراقيون باتوا يعرفون من هم اعدائهم، وباتوا يدركون الى ماذا يسعى هؤلاء الاعداء.
ان تكرار وقوع العمليات الارهابية وبصورة يومية متواصلة وعبر اساليب مختلفة وفي شتى انحاء البلاد يتطلب من الاجهزة الامنية والعسكرية المسؤولة عن حفظ الامن وصيانة ارواح المواطنين اعادة النظر في سياقات عملها ومراجعة خططها الامنية، وتطهير تشكيلاتها من العناصر الفاسدة، لوضع حد لهذا الاستهداف الدموي الاجرامي لارواح الناس الابرياء وسفك دمائهم.
فبالامس شهدت محافظة كركوك مجازر دموية مفجعة، واليوم تكرر المشهد في بغداد، ناهيك عن الاستهداف المستمر بكواتم الصوات والعبوات اللاصقة. ولاتوجد مؤشرات في الافق على ان هناك حلولا ومعالجات واقعية يمكن ان تضع حد لنزيف الدم العراقي الطاهر وازهاق الارواح البريئة، في خضم اوضاع سياسية تشهد الكثير من التجاذبات والتقاطعات والمماحكات والمناكفات بين القوى السياسية المعنية بأدراة شؤون البلاد، التي تتمحور في جلها حول مصالح وحسابات ضيقة، بعيدة الى حد كبير عن هموم المواطن ومشاكله وازماته ومعاناته.
الامن والسياسة والاقتصاد والخدمات عناصر مترابطة مع بعضها البعض والخلل والضعف في أي واحد منها يحدث خللا وضعف في العناصر الاخرى، وهذا-للاسف الشديد-ما هو حاصل في العراق اليوم.
22-5-2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat