صفحة الكاتب : احمد عبد الرحمن

نهر الدماء العراقي!
احمد عبد الرحمن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مرة اخرى تشهد العاصمة العراقية بغداد يوما دمويا وداميا نتيجة سلسلة من العمليات الارهابية في مناطق مختلفة منها تسببت بأستشهاد وجرح عشرات الناس الابرياء.
  لاتختلف عمليات يوم امس من حيث الاهداف والاجندات والوسائل والاساليب عن سابقاتها، ولاتختلف من حيث الاثار والنتائج التي خلفتها على الصعيدين البشري والمادي.
   لاشك ان تلك العمليات الارهابية، انما تعبر بكل وضوح عن النهج العدواني الاجرامي ضد العراق والعراقيين من قبل اعداء العملية السياسية واعداء المشروع السياسي الوطني من البعثيين الصداميين والتكفيريين الذين يسعون بكل ما اوتوا من قدرات وامكانيات وبدعم ومساندة جهات تحمل نفس الاهداف والاجندات الى اعادة العراق الى عهد الديكتاتورية والتسلط والطغيان.
   ان عمليات يوم امس الاحد لم تستهدف مكونا معينا دون غيره من المكونات، بل انها استهدفت كل العراقيين، وهذا الاستهداف الهمجي الاجرامي الذي لايفرق بين فئة او طائفة او مكون، ينبغي ان يعزز اللحمة الوطنية، ويزيد من حالة التلاحم والتكاتف والتازر بين ابناء الشعب العراقي، من اقصى الشمال حتى اقصى الجنوب، ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب.
   فالعراقيون باتوا يعرفون من هم اعدائهم، وباتوا يدركون الى ماذا يسعى هؤلاء الاعداء.
   ان تكرار وقوع العمليات الارهابية وبصورة يومية متواصلة وعبر اساليب مختلفة وفي شتى انحاء البلاد يتطلب من الاجهزة الامنية والعسكرية المسؤولة عن حفظ الامن وصيانة ارواح المواطنين اعادة النظر في سياقات عملها ومراجعة خططها الامنية، وتطهير تشكيلاتها من العناصر الفاسدة، لوضع حد لهذا الاستهداف الدموي الاجرامي لارواح الناس الابرياء وسفك دمائهم.
  فبالامس شهدت محافظة كركوك مجازر دموية مفجعة، واليوم تكرر المشهد في بغداد، ناهيك عن الاستهداف المستمر بكواتم الصوات والعبوات اللاصقة. ولاتوجد مؤشرات في الافق على ان هناك حلولا ومعالجات واقعية يمكن ان تضع حد لنزيف الدم العراقي الطاهر وازهاق الارواح البريئة، في خضم اوضاع سياسية تشهد الكثير من التجاذبات والتقاطعات والمماحكات والمناكفات بين القوى السياسية المعنية بأدراة شؤون البلاد، التي تتمحور في جلها حول مصالح وحسابات ضيقة، بعيدة الى حد كبير عن هموم المواطن ومشاكله وازماته ومعاناته.
  الامن والسياسة والاقتصاد والخدمات عناصر مترابطة مع بعضها البعض والخلل والضعف في أي واحد منها يحدث خللا وضعف في العناصر الاخرى،  وهذا-للاسف الشديد-ما هو حاصل في العراق اليوم.

22-5-2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد الرحمن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/24



كتابة تعليق لموضوع : نهر الدماء العراقي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net