الرفق بالحيوان وسلوك الإنسان!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي

الرفق بالحيوان سلوك تحضّ عليه التعاليم الدينية والإنسانية , وذلك لأهميته ودوره في صياغة السلوك المتوافق مع آليات الحياة الصالحة وإيقاع التواصل والبقاء.
وفي المجتمعات المتحضرة يحسب عدم الرفق بالحيوان سلوكا ينذر بتفاعلات عنيفة , فالشخص الذي يكون عنيفا وقاسيا مع الحيوان , يتوقع منه أن يكون كذلك مع غيره من البشر , والكثير من مرتكبي الجرائم تجد في سجلاتهم ما يشير إلى شراسة التعامل مع الحيوان.
وعند الأطفال يؤخذ هذا السلوك بجدية قصوى لأنه يشير إلى العدوانية الكامنة , وإحتمال أن يكون الطفل عدوانيا ومؤهلا للإجرام في صباه وبعد ذلك.
والمجتمعات التي يتنامى فيها العنف , لا تعير إهتماما للرفق بالحيوان , وإنما الشائع فيها القسوة المروعة على الحيوانات بأنواعها , وخصوصا الكلاب والقطط , التي تبدو في مأزق االعدوان الدائم عليها , ويظهر ذلك في طريقة التعامل معها , وقد نشأ الكثيرون على أن القسوة على الحيوان سلوك مقبول.
وفي بعض المجتمعات تعاني الكلاب من القسوة المفرطة , لأسباب وتصورات ومعتقدات , تساهم في بناء العدوانية وتعزيزها في دنيا البشر وعبر الأجيال.
وهذا السلوك العدواني الموجه ضد الحيوانات يعزز تنمية المشاعر العدوانية في السلوك العام في المجتمع , ويؤدي إلى القبول بها وتحويلها إلى عادة سلوكية مكررة , فالقسوة على الحيوان تنتقل إلى سلوك القسوة على البشر , والعدوانية على الحيوان تترجم إلى عدوانية على الناس , وهكذا يتحقق بناء السلوك العدواني الذي يتضرر به الجميع.
إن الرفق بالحيوان سلوك تربوي يبدأ في البيت ورياض الأطفال والمدرسة , والعلاقة الحميمة مع الحيوان تساهم في بناء الأسس الصحيحة لعلاقات بشرية حميمة , فالحيوان له دور مهم في صياغة السلوك البشري , وبسبب ذلك ومن دون وعي البشر , تمكن من التآلف مع حيوانات متنوعة عبر العصور , ربما لإدراكه الغريزي أنها ضرورية لتهذيب سلوكه وتطويعه , وتصريف الكثير من طاقاته السلبية.
ولهذا فأن من الممارسات المهمة لتقليل درجات العدوانية وإضعاف القسوة , أن تنتشر ثقافة الرفق بالحيوان , والتشجيع على رعايته والعناية به , وإحترام حقه في الحياة , لكي نتمكن من إدراك ضرورات إحترام حق الحياة للجميع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat