هل سيعيد التاريخ نفسه على يد المارشال شمخاني ؟
اياد السماوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اياد السماوي

عندما وجّه رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي السابق المارشال بولجانين إنذاره الشهير عام 1956 إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل , بعد عدوانهم السافر على مصر , كانت هذه الدول تعي تماما جدّية هذا التهديد وتدرك أنّه ليس تهديدا فارغا أو كلاما للاستهلاك المحلي , بقدر ما كان يحمل في ثناياه حزما وقوّة وتوّجها صادقا بإيقاف وردع العدوان على مصر , حتى وإن أدّى ذلك لاندلاع حرب عالمية ثالثة , والمارشال بولجانين ليس عربيا ولا مسلما وبلاده لم تكن تربطها علاقات سياسية أو اقتصادية مع أغلب الدوّل العربية في ذلك الوقت , وهو بهذا الموقف الذي وضع فيه بلاده على حافة الحرب النووية , لم يكن يهدف من وراءه سوى ردع العدوان والوقوف مع الحق والانتصاف للمظلوم , وها هو التأريخ يعيد نفسه بعدوان جديد أكثر قذارة وانحطاطا وسفالة من العدوان الثلاثي على مصر , فها هي مملكة الحقد والشّر الطائفي تقود عدوانا إجراميا سافرا على دولة وشعب اليمن بحجة انقلاب الحوثيين على الشرعية , وتقود تحالفا شيطانيا سنيّا تحت شعار يا سنّة العالم اتحدّوا للقضاء على ثورة الحوثيين الشيعة في اليمن .
وحسب البلاغات الأولية لهذا العدوان الإجرامي السافر , فإنّ اضرارا كبيرة في الممتلكات والأرواح قد نتجت عن هذا العدوان اللا أخلاقي واللا مبرر , ويبدو أنّ مملكة الشر قد استعجلت هذا العدوان لاستثمار فرصة انشغال شيعة العراق وسوريا ولبنان بالحرب مع الإرهاب السنّي القاعدي والداعشي , وانشغال إيران بالمحادثات النووية مع الولايات المتحدّة الأمريكية , فهي تعتقد أنّ قيادتها لهذا التحالف السنّي الشيطاني ستمنع من قيام دولة شيعية على يد الحوثيين في اليمن , متناسية أنها وكلّ دول الخليج على مرمى حجر من إيران , وأن صاروخا واحدا في دبي أو في الدوحة أو المنامة سيفرغها من كل سكانها , ناهيك عن قدرة إيران العسكرية والبشرية بإيقاف هذا العدوان السافر .
إنّ شيعة العالم يشدّون اليوم أنظارهم صوب إيران لوقف هذا العدوان الطائفي البغيض القذر , ويطالبون إيران الأسلام بموقف لا يقلّ قوّة وحزما وصدقا عن موقف الاتحاد السوفيتي المشرّف من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 , ويتطلّعون لإنذار شديد اللهجة من المارشال شمخاني إلى السعودية وقطر والأمارات والبحرين على غرار إنذار الماريشال بولجانين , يوقف ويردع عدوانهم ويرجعهم خاسئين مندحرين كما اندحرت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956 , فهل سيعيد التأريخ نفسه على يد المارشال شمخاني ؟ .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat