صفحة الكاتب : حيدر كامل

العراق ومعلقاته السبع
حيدر كامل

  انا سيدُ الحزنِ ..
لستُ ابالي على أيِّ جنبٍ أنام.
فيا حارسَ الليلِ ..
خذْ باقةً ..
من نجومِ المجراتِ ..
ضعها بزاويةٍ مرَّ فيها النبيُّ ..
الملاكُ ..
ودعْ قمراً في الليالي ..
وخبزاً ..
لبعضِ الحفاةْ.
لقد كنتَ مثلي ..
على الدومِ نزفاً ..
يطاردهُ المترفونَ ..
ويلعنهُ اللاعبونَ الزناةْ.
ولستُ اُبالي ..
الى أيِّ بابٍ اعودُ ..
فقد علمتني المنافي ..
دروباً يُوسسها الحالمونَ الأُباةْ.
ولستُ اُحبُّ ..
سوى البحر ..
فهو انعتاقي من القالبِ اللغويِّ القديمِ ..
ومن قيدِ لغوِ التراثِ الخصيِّ ..
بروثِ ملوكِ الطوائفِ ..
والعفنِ العربيِّ ..
ببابِ البلاطِ المشيَّدِ ..
من عرقِ الكادحينَ العراةْ.
فكيفَ ...
إذا كانَ منا الغزاةْ.
وكيفَ ...
بنا إذ تساوى الذينَ قرأنا لهم ذات يومٍ ..
نشيدَ الرحيلِ ..
بإخوانهم في بيوتِ الصفيحِ ..
وأسماؤهم في الحياةْ.

أنا سيدُ الحزنِ ..
لستُ ابالي على أيِّ جنبٍ أنام.
ولستُ أرى في السكوتِ حلالاً ..
ولا في السوأل ..
عن الموتِ ..
والغيبِ ..
والعدلِ معضلةً أو حرام.
فما السرُّ ياحارسَ الليلِ ..
في موتنا المتسترِ ..
بالقبَّعاتِ ..
وفي رحلة الضبِ بين الخيام.
وما حكمةُ الموتِ قسراً ..
وجمعاً ..
ورغبتهُ في اختراقِ الصفوفِ ..
وجمعِ العبادِ ..
على سجدةٍ من صلاةِ الحطام.
ومالي أراكَ مع الصمتِ نافذةً ..
لا تطلُّ على البحرِ ..
في شهرنا القمريِّ ..
سوى مرةٍ كالخجولِ لتلقي السلام.
فدعْ ما يُريبك ..
يا حارس الليل خذني ..
فلستُ ابالي على أيِّ جنبٍ أنام.
ولستُ اراكَ سوى شفةٍ ..
ارضعتها الحروبُ عصارتها ..
فاستقرتْ ..
مع الجندِ في دورةِ النزفِ دون فِطام.
وموتٍ مطاعٍ ..
ووجهٍ ..
وعقلٍ يُعاني مع النكباتِ الفصام.
فيا حارس الروح قلْ ما تشاءُ ..
وكنْ مؤمناً ..
كافراً ..
صادقاً ..
كاذباً أيَّ شيٍ وخُضْ في الكلام.
فمن يستطيعُ الوصول لاحلامهِ البشريةِ ..
تلك البسيطة..؟
أو يستطيعُ الخروج من التيَّهِ ..؟
من يملكُ القدرةَ النبويةِ ..
في الظنِ باللهِ خيراً ..
ليسمو برحلتهِ في مخاضِ الظلام.؟
ومن أينَ يأتي السلام.
ونصفي ..
ونصفكَ تفاحةٌ ..
في السقوطِ السريعِ ..
وناسفةٌ في الدروبِ مفاجئةٌ كالغرام.
معلقتانِ ..
من الشعرِ واحدةٌ ..
للتعرّي السياسيِّ والانبطاحِ ..
واخرى لحفلِ الختانِ الجماعيِّ ..
في ساحةِ العرضاتِ* بموسِ الإمام.
معلقتانِ ..
وثالثةٌ شفةٌ من جُذام*.
فكلُّ المواثيقِ قابلةٌ للتمددِ ..
والطَّي في البدءِ ..
أو عند منعطفاتِ الختام.
وكلُّ العهودِ مُناقصةٌ ..
بين حربٍ تقومُ ..
واخرى مؤجلةٌ تمتطيها قِطام*.
معلقتانِ ..
ورابعةٌ تستبيحُ المكانَ ..
وتملؤهُ بالزكام.
فكم مولمٌ ..
حينَ أسالُ عن صحتي الجسديةِ ..
والطقسِ والحالةِ المعنويةِ ..
حيثُ يكونُ الجوابُ ..
على ما يُرام.
والحمدُ للهِ إن الجميع على ما يُرام.
وان الأراضي مهيأةٌ ..
لقبولِ الرصاصِ ..
كأنَّ البلادَ عجوزٌ تكافحُ ..
من اجلِ خبزِ القيام.
على ما يُرام.
قيامٌ ..
جلوسٌ .. وشعبٌ ينام.
على ما يُرام.
ونفطُ الرمليةِ يمتصهُ الغرباءُ ..
وابنُ الحرام.
معلقتانِ ..
وخامسةٌ مثل زوجيِّ حمام.
يطوفانِ في الحلمِ ..
حولَ النخيلِ ..
الفرات ..
مدائننا السومريةِ ..
بغدادَ ..
والناصريةِ ..
وادي السلام*.
ولا يتعبانِ من الرقصِ ..
والدبكةِ المخمليةِ ..
واللطمِ فوق الحزامِ وتحت الحزام.
معلقتانِ ..
وسادسةٌ لعنةٌ ..
للذينَ يبيعون لحم الصبايا ..
لقافلةٍ من ضباعِ الهوام.
لتجارنا في الصباحِ ..
وسُراقنا في الظلام.
لإخوتنا في البلادِ ..
الترابِ ..
وأول غدرٍ وسيفٍ علينا يُقام.
معلقتانِ ..
وسابعةٌ من دخانِ الخطاباتِ ..
في البرلمانِ ..
ومن ناطحاتِ الأماني التي اُسستْ من قبورِ الأنام
ومن غفلةِ السائرينَ الى حتفهم ..
منذ فجرِ السلالاتِ ..
عرساً مقام.
معلقتانِ ..
ولا يسقطُ الشهداءُ على الأرضِ ..
الإ ويُرفعُ للقاعدينَ ..
وسام.
وتُبنى قصورٌ ..
ويُدفعُ للمتخمينَ الطعام.
على ما يُرام.
إذا ما تصدَّق كلبٌ ..
لقيطٌ..
على الناخبينَ ببعضِ العظام.
والقى من الشرفاتِ ..
على الخلقِ ما قد تيَّسر في آيتينِ ..
وولى ونام.
على ما يُرام.
قيامٌ ..
جلوسٌ .. وشعبٌ ينام.
جيوشُ الأراملِ ..
نهرُ الدماءِ ..
فداء التوافقِ ..
والسرُّ في الأمنِ .. عاشَ النظام.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر كامل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/20



كتابة تعليق لموضوع : العراق ومعلقاته السبع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net