تصدعت رؤوسنا خلال السنوات الخمسة الماضية وحتى هذه اللحظة, بمشروع المصالحة الوطنية مع انه لم يحدد لحد الان مع من تكون هذه المصالحة ؟ ومن هم اطرافها ؟ وهل هي مصالحة وطنية بين اطراف متناحرة ؟ ام بين اطراف متنافرة ؟ فان كانت الاولى فالقانون اولى بحل شفراتها وطلاسمها المعقدة , من مشروع مصالحة عملاق لانعرف متى يُنجز ؟ وماهي حدوده ؟وكم سيكلف العراق من ضحايا واضطرابات حتى يكتمل اوتتفق اطرافه!!! ناهيك عن اتساع مساحاته في جميع الاتجاهات ليشمل حتى قطاع الطرق واللصوص .... وان كانت الثانية فالمشروع لايستحق عناء الحديث عنه مطلقاً فالقضية ممكن ان تحسم في لقاءات موسعة يتم خلالها تحديد آليات العمل المشترك بين جميع التكتلات والاحزاب السياسية في قيادة وبناء البلد والتخلص من نيرالاحتلال .... (وكان الله يحب المحسنين).
لكن المثير للدهشة هو استمرار البعثيين والمتبعثيين بتصريحاتهم بنفس الوتيره طوال الفترة من عام 2006 لهذا اليوم رغم كل الخطوات التي اتخذت بهذا الصدد ..... ولانعرف هل مازال هناك اطراف "وطنية" اخرى ؟ لم يتم استيعابها واحتضانها ضمن الحكومة المترهلة اصلا بفعل الشراكة !.. ام ان شروط المصالحة حسب السيد المطلك وزملائه تتضمن ايضا العفو العام عن جميع السجناء دون استثناء, وتبييض السجون طالما ان الادلة الجنائية ضدهم قد تم اتلافها او ان المحكمة غير قادرة على انجاز ملفاتهم وتقديمهم للعدالة!! فالافراج عنهم من باب اولى, كي يمارسوا هواياتهم المحببة في تفجير العراقيين !!! كما حصل في قرار العفوالسابق الذي سعى اليه السيد الهاشمي وبركاته التي اسفرت عن عودة والي بغداد الارهابي مناف الراوي ورفاقه لممارسة الارهاب من جديد.!!
اعضاء القائمة العراقية يرددون في كل مناسبة ذات الموال بكلماته الحزينة وذات النغمة.... ولسان حالهم يقول "غريبة من بعد عَنيج يايمه... محتاره بزماني".... فلاامن بلا مصالحة ....ولاعراق مستقر بلا مصالحة ... ولامصالحة بغير البعثيين وحتمية اشتراك الجميع في ادارة البلاد!! حتى سائس الخيول في القصور الرئاسية في النظام السابق .. وياحبذا لو تم مضاعفة الوزارات مرة اخرى لعيون الحبايب!!!... حتى يجد البعثييون المتبقون في سوريا والاردن والفصائل الارهابية مناصب تليق بهم وبتاريخهم الوطني المشرف وانجازاتهم الخرافية في تطوير العراق وماوصل اليه قبل الاحتلال اللعين!!!
ان الحديث عن المصالحة الوطنية بثوبها الفضفاض وشكلها الاميبي المتغير والتي اصابت جسد العملية السياسية بامراض غريبة وعجيبة, يتضمن دائما موضوع الغاء او مراجعة قانون الاجتثاث كقضية ثانوية ضمن المشروع رغم انها جوهر المصالحة المقصودة... فقد عاد السيد المطلك مرة اخرى ليشير الى المصالحة خلال لقاءه مع السيد حسين الصدر في الكاظمية مرددا كلماته المعتادة .. الاقصاء ,التهميش ,الظلم!! ....وقطع رواتب مجموعة من الضباط المتقاعدين !! فهل ذلك له علاقة بالمصالحة الوطنية ام بدائرة التقاعد العامة ؟!! ومن هم الذين مازالوا مهمشين او تم اقصائهم ؟ وعلى من وقع الظلم ؟ أسئلة باتت عصية على الفهم فضلا عن الاجابة!
تمنيت ولو لمرة واحدة على المطلك مطالبته بحقوق ضحايا الارهاب او المقابر الجماعية او ضحايا النظام الصدامي!!! ام ان القضية لاتعنيه ولاتجلب له مكاسب سياسية تجعله الممثل الشرعي الوحيد وحامي حمى المظلومين في المنطقة الغربية!!!... لذا اعتقد ان القائمة العراقية تطالب بالافراج عن جميع السجناء كنوع من الوفاء منها بالوعود التي قطعتها لبعض الجهات الارهابية والبعثية مقابل الاصوات التي حصلت عليها في الانتخابات الاخيرة!!
فنحن امام معضلة فريدة من نوعها ستقلق العراقيين وتعرقل المسيرة الديمقراطية فترة طويلة لايمكن تحديد مدياتها ونتائجها النهائية ... او انها ستكون مسمار جحا المغروز في ظهر العملية السياسية الى أجل غير مسمى !!.... شكوك وعلامات استفهام كبيرة مازالت تكتنف هذه المواقف الغريبة ازاء موضوع المصالحة المزعومة!
20.5.2011
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat