صفحة الكاتب : حميد الموسوي

النازحون قسرا
حميد الموسوي

 التقارير الأخيرة التي صدرت عن وزارة الهجرة والمهجرين وايدتها تقارير منظمات الهجرة التابعة للامم المتحدة والمنظمات المستقلة او التابعة لدوائر الهجرة في بعض البلدان وعلى وجه الخصوص البلدان التي تدفقت عليها افواج المهجرين العراقيين، هذه التقارير تحدثت بلغة الارقام عن وجود اربعة ملايين عراقي مهجر وعلى صنفين:
الصنف الأول مهجرون داخل العراق ارغموا على ترك بيوتهم وممتلكاتهم ومناطق سكناهم وساحوا في ارض العراق الواسعة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يسدون الرمق بما يجود به المحسنون وما تيسر من قطارة الحكومة والجمعيات الانسانية بعدما خسروا كل شيء بما فيه مستقبل اولادهم الدراسي والعلمي والمعيشي.
اما الصنف الثاني فقد تركوا العراق بما فيه واستجاروا بدول الجوار على امل الحصول على ملاذات امنة في بلدان العالم الأخرى فراراً من الذبح على الهوية وسقوط الهاونات على المناطق الآمنة والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي تستهدف الأسواق والتجمعات ودور العبادة ومناهل الدراسة ولا تستثني احدا،ً وباستثناء قلة قليلة من هذين الصنفين فإن الغالبية العظمى من هذه الملايين الاربعة قد تعرضوا للتهديد والقتل وتم تصفية العديد من رجال بعض تلك العوائل وفر الباقون بجلودهم لتستحوذ بعد ذلك العصابات التكفيرية الوافدة - ( داعش واعوانها ) - على دور وممتلكات تلك العوائل وتحولها الى اوكار للجريمة وورش لتفخيخ السيارات والاحزمة الناسفة.فضلا عن تفجير دور العبادة والمكتبات والاثار في المحافظات التي صارت تحت سطوتها بتآمر دولي / محلي وبتعاون من بعض سكان تلك المحافظات الرافضين للعملية الديمقراطية .
وبرغم صيحات الاستغاثة التي اطلقها المتضررون على مرأى ومسمع العالم وعبر وسائل الاعلام وبكافة وسائلها المقروءة والمرئية والمسموعة، وبرغم مناداة ومناشدة وتحذير الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني، ومن خلال كافة القنوات الدبلوماسية والمدنية وبرغم ذلك وغيره صم الجميع اذانهم ودفنوا رؤوسهم!. فعلى مستوى الداخل اخذ التقصير اشكالاً متعددة:
* جهات شخصت الداء واكتفت بالشجب والاستنكار.
* جهات وقفت متفرجة ظناً بأن الطوفان يستثنيها وان النيران برداً وسلاماً عليها.
* وجهات -محدودة- عالجت الخطأ بالخطأ والشر بالشر خبط عشواء ما اسهم بتوسيع الفجوة وتعميق الهوة وزيادة اعداد المهجرين من الابرياء الذين لاحول لهم ولا قوة. ممن صاروا ضحايا ردات الفعل الثأرية، ووقوداً لنار لم يكونوا طرفاً في اشعالها.
اما على الصعيد الاقليمي والدولي فقد توزعت المواقف على خارطة اصوات اختلفت نغماتها:
* اصوات استسهلت الأمر وقللت من شأنه.
* اصوات جاهرت بالرفض واعانت بالخفاء.
* اصوات خلدت للصمت شماتة وتمنت اتساع وتفاقم دائرة العنف والتهجير واستمرارها طالما في ذلك ابعاد الخطر عن اراضيها.
* واصوات بحت من الشجب والاستنكار فتحولت الى المناداة بعقد مؤتمر دولي لمناقشة معضلة هجرة العراقيين.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/11



كتابة تعليق لموضوع : النازحون قسرا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net