صفحة الكاتب : علياء الانصاري

العالم يحتفل بها ذبحا وتشريدا وسبيا
علياء الانصاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 اعتاد العالم في الثامن من آذار من كل عام، ان يتزين للاحتفال بعيد المرأة مكرما إياها، مذكرا نفسه بأهمية حقوقها، وأهمية ان تحظى بحياة كريمة، ومحفزا أيضا لكل من غفل عنها، ان يعيد النظر في حساباته ويفكر فيها على أنها مخلوق متساوي الحقوق مع نظيره وان اختلف في الجنس.
ولكني إتساءل: كيف سيحتفل العالم بالمرأة هذا العام؟
وأي أمرأة ستحتفل بهذا اليوم؟!
العراقية؟! الفلسطينية؟! السورية؟! اليمنية؟! اللبنانية؟! المصرية؟! الليبية؟! البورمية؟!
فهذه النساء، تم الاحتفال بهن من خلال التهيئة والتعبئة والتحشيد لقتلهن وقتل رجالهن وسبيهن وتشريدهن وخطفهن.. إليس هذا العالم هو من حشد لداعش والقاعدة ومكنهما وزودهما بالمال والسلاح والقوة السياسية والاعلام لأجل ان يفعل كل ذلك؟!
إليس صمت هذا العالم وسكوته على ما يحدث في بلادنا وبلاد اخرى تنتهك فيها حقوق الانسان وتحديدا حقوق المرأة، من ساهم في ضياع حقوق النساء وتدمير حياتهن؟! فما ذنب المرأة البورمية واطفالها يحرقون ويشنقون لانهم مسلمون؟! فأين هي منظمات حقوق الانسان العالمية وصناديق الامم المتحدة عما يحدث في بورما من قتل وتشريد وحرق للبشر؟! لا لشيء سوى انهم يعتنقون دينا ما؟!
ألسنا في زمن حرية المعتقد والتعبير والراي؟! لو كن النساء البورميات يعتنقن دينا آخر غير الاسلام.. هل سيصمت العالم كما هو صامت الآن؟!
لمن سيحتفل العالم؟!
لأجل هؤلاء النساء؟!
أم لاجل نفسه، ليبرهن لها بانه مدافع عن الحقوق، وديمقراطي الرسالة والاهداف، وان النساء يستحقن المزيد؟!
انا لستُ ضد الاحتفال بهذا اليوم، بل أنا سأكون جزءا منه.. ولكني اريده احتفالا صادقا نابعا من جرح المرأة.. احتفالا لجرحها النازف.. لحقوقها المهدورة منذ التاريخ، لجنسها المستضعف دوما وأبدا، لاطفالها المشردين بلا مأوى وبلا مستقبل، لعينيها المتسمرتين على الدرب، قلقا وخوفا ورعبا من القادم يسلبها ما تبقى من فتات الايام.
دعونا نحتفل بهذا اليوم، بزيارة لمخيمات النازحات على امتداد خريطتنا العربية، نحتفل بدعم المرأة الفقيرة ماديا واقتصاديا من خلال منحها فرصة عمل، فرصة أمل.
لنحتفل بمنح ابتسامة على وجهها المتعب بكلمة طيبة، بمواساة!
ليكن عيدنا هذا العام، عيد التضامن مع النساء المنكوبات في ذويهن، اوطانهن، كرامتهن، انفسهن..
المنكوبات بانهن خلقن على هذا الجزء من الارض.


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علياء الانصاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/07



كتابة تعليق لموضوع : العالم يحتفل بها ذبحا وتشريدا وسبيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net