صفحة الكاتب : صلاح السامرائي

الصراع من اجل عراق ضعيف
صلاح السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الصراع نوعان الأول سلبي والثاني ايجابي وأثبتت الدراسات المتخصصة في علوم الإدارة والسياسة إن الصراع يمكن استثماره بشكل ايجابي فيما بين الأطراف المتصارعة لخلق حالة من المنافسة لتحقيق أهداف عامة وهذه السياسة متبعة في الدول المتقدمة كنوع من أساليب الإدارة أما بالنسبة إلى الصراع السلبي دائما يحتاج إلى معالجة وقطع دابر الاختلاف الذي أدى إليه وساحة العراق السياسية تتميز الصراع السلبي الذي سيطر على العقول السياسية والكيانات الحزبية مما أوجد حالة من فقدان الثقة ولهذا لم يتم الاتفاق على كثير من المسائل الخلافية وحتى التي تصب في المصلحة العامة لان كل طرف يريد أن يكون هو صاحب المبادرة ويعمل بشكل دؤوب على تسقيط الطرف الأخر من خلال التهميش وإلغاء دور المشاركة في عملية اتخاذ القرار وهذه الحالة جعلت من العراق بلد الأزمات والمعضلات وفرض الإرادات والأجندات الخارجية الذي يعمل وفقها هذا الطرف أو ذاك والشواهد كثيرة ومعبرة عن الحالة منها قصف المناطق الحدودية للعراق من قبل بعض دول الجوار وأخرى تخرق القانون والاتفاق الدولي كما يحصل اليوم في ميناء مبارك في الكويت الذي يحاول سد المنفذ البحري الوحيد للعراق إضافة إلى الخروقات الأمنية في الداخل وعمليات الإرهاب المتزايدة وكل هذا الضعف الذي خلق بسبب ضعف الإدارة العراقية حكومة وبرلمانا 0
والحلول متوقفة ولا اجراء يعالج المشاكل التي يعانيها بلدنا فبالرغم من مرور تسعة سنوات على سقوط النظام السابق لم تستطيع الحكومات من التقدم والنهوض بواقع السياسة العراقية مما انعكس على الوضع العام للبلد وتدهور كل قطاعاته الاقتصادية والخدمية 0
ومع شديد الأسف استمرار هذا الصراع وبدون انقطاع له اثأر سلبية على وضع العراق بالمستقبل القريب وآثاره في المستقبل البعيد أيضا وفي نفس الوقت استمرار إضعاف العراق إلى انه سيصبح لقمة سائغة سهلة في أفواه الطامعين ومتصيدي الفرص وعلى من تقع المسؤولية الكبرى على الحكومة والبرلمان والكيانات التي تعمل بآفاق ضيقة من دون الالتفات إلا لمصالحها الشخصية 0 كما وتقع بعض المسؤولية على أبناء الشعب العراقي الذي يجب أن يبدأ التغيير من داخله يشير الباري عز وجل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فالكثير يتحدث عن الفساد الإداري وينتقد ويطالب بالمعالجات وهو أول الناس الذين يمارسون شكل من إشكاله فنحتاج إلى انقلاب بل ثورة على الذات أولا قبل أن نطالب الحكومة والبرلمان ومؤسسات الدولة بالإصلاح فكل هؤلاء جاءوا نتيجة لما أكده المواطن فنحن من انتخب واختار كل هذه الشخصيات التي تقودنا اليوم والتي أثبتت فشلها في تمثيلنا إذن اختيارنا لم يكن صائب وعلينا أن نرفض كل حالة شاذة وغير متوافقة مع القانون والعرف والدين ليتسنى لنا خلق مجتمع يؤمن بالصحيح والخدوم ورفض المفسد والنفعي وعزله حتى اجتماعيا فهل نستطيع أن نرتقي لهذه الحالة ؟
وهل نستطيع أن نقف بوجه المتصارع من اجل السلطة ؟ هل نستطيع أن نفرض الكيان الذي يريد أن يعمل من اجل بناء العراق ؟ والأسئلة كثيرة والإجابات قليلة ولكن من يقوم بهذا الدور في عملية إصلاح المجتمع وفي إقناع الآخرين أن انبذوا الخلاف وعملوا لصالح العراق0

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/18



كتابة تعليق لموضوع : الصراع من اجل عراق ضعيف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net