من حماقات احفاد آل عثمان. الدولة العصملّية والقبر الفارغ.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

استخدم النظام التركي (العصملّي) كل الوسائل من اجل الحاق الاضرار بالعراق وسوريا فقد استخدم سياسة منافقة مخادعة مليئة بالغش والكذب والتزوير وكل ذلك خدمة مجانية لإسرائيل أولاد العم حيث وكما يعلم الجميع ان النظام التركي بعد سقوط الدولة (العصملّية) وقيام دولة اتاتورك فان يهود الدونمة هم من استلم الحكم في الدولة التركية واعتبروا انفسهم ورثة الدولة العثمانية، انتقاما من عبد الحميد الذي لم يوافق على منحهم فلسطين.

يهود الدونمة الذين  اعلنوا إسلامهم خوفا من سلاطين آل عثمان ونفاقا وكيدا للدولة من الداخل ، هؤلاء عادوا إلى يهوديتهم في احتفال عظيم في مدينة (سلانيك) في عملية تتويج (اتاتورك) رئيسا لتركيا ، اتاتورك الذي حاول الانتقام من الاسلام بكل وسيلة حيث الغى مدارس القرآن ، والغى استخدام الحرف العربي في الكتابة بينما حافظ الصفويين على مدارس القرآن وحافظوا كذلك على الحرف العربي في الكتابة الفارسية.

ثم قام اتاتورك بالغاء الزي الاسلامي وفرض اللباس الغربي واجبر المسلمون على ارتداء (الطربوش) اليهودي الذي استخدمه العباسيون والايوبيون كزي يُميز  اليهود من المسلمين فتميز اليهود (بالطرابيش).ثم اغلق مسجد آيا صوفيا وحوله إلى (متحف).

واليوم فإن ما نراه من تسافل تركيا وانحطاط قيمها واخلاقها وركضها وراء ارضاء الغرب من اجل ان يقبلوهم في الاتحاد الاوربي جعل تركيا تصب كل اشكال الظلم على الشعوب الاسلامية المحيطة بتركيا ففتحت مطارتها لكل ساقط منحطّ وكل سافل وسافلة من ابناء الشوراع من مأبونين هذا الزمان وسفلته واراذله وسخرّت لهم فنادقها وفتحت حدوها فتدفق سيل هذه الزواحف البشرية نحو العراق وسوريا يتعاون معهم اكراد همج لا تهمهم إلا مصالحهم حتى لو ادى ذلك إلى نزيف لا ينقطع من الدماء.

ولما عجزت تركيا ومن يقف وراءها من صهاينة واستعماريين وعملاء في النيل من كرامة العراق وسوريا عمدت تركيا إلى التدخل العسكري العلني في سوريا وحجتها في ذلك نقل (رفاة جد مؤسس الدولة العثمانية سليمان باشا).

فما هي قصة سليمان شاه ؟

هو سليمان شاه ابن قتلمش جد مؤسس الدولة العثمانية، السلطان عثمان الأول بن أرطغرل. كان رئيسا لعشيرة صغيرة عدد أفرادها حوالي خمسة آلاف شخص تسمى (قايا) هربت باتجاه سوريا قبل اكثر من ثمانمائة عام خوفا من بطش المغول ، ولكن المغول ادركوهم على ضفاف نهر الفرات قرب قلعة جعبر في سوريا فرمى سليمان شاه بنفسه في النهر لكي ينجو من سيوف المغول ولكنه غرق مع إثنين من حاشيته ولم يعثر على جثته. فأقيم في المكان ثلاث أكوام من الحجارة في اشارة إلى مكان غرق سليمان باشا فاصبحت فيما بعد قبور رمزية قرب منحدرات قلعة جعبر الغربية ليتطور الأمر إلى ان يصبح هذا المكان (تراثا تركيا ، وجزء من الأمن القومي التركي ، ورمزا لتاريخ تركيا).

أي تراث وأي رمز تركي هذا والقبر الآن بات مغمور بالمياه حيث تم نقل هذا الرمز إلى مكان آخر عوضا عن المكان الأصلي على مسافة (30) كيلومترا. 

فبعد أكثر من ثلاثمائة عام عندما احتل السلطان سليم الأول سوريا، في معركة (مرج دابق) قرب حلب سنة (1516)، أقام قبراً رمزيا جديدا لجدّ العثمانيين ولكن ومع بذل العثمانيين الاموال والدعاية للقبر الرمزي إلا أن احدا لم يزره لعلمهم بأن القبر فارغ فهو مجرد احجار صامتة.

ثم أهمل القبر طيلة اكثر من اربعمائة عام ولكن في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، أواخر القرن التاسع عشر، برز الاهتمام الأكبر بالقبر الفارغ فجعله العثمانيون (مسمار جحا) في خاصرة الدولة السورية حيث قام الانتداب الفرنسي وبموجب اتفاقية انقرة عام (1921) على أن يبقى الضريح الفارغ في الأراضي السورية ولكنه يخضع للسيادة التركية ويُرفع عليه العلم التركي ، مع أنه يبعد عن الحدود التركية تقريبا (30) كيلو متر في العمق السوري.

وفي سنة (1963) قررت الدولة السورية وبالاتفاق مع الحكومة التركية نقل كومة الاحجار الخاصة بالقبر إلى مكان آخر خوفا من ان تغمره مياه السد الذي اقامته سوريا في منطقة الطبقة السورية. وقد اصرّ الجانب التركي على أن تبقى احجار القبر الفارغ في الأراضي السورية فتم نقل الاحجار في سنة (1971) إلى مرتفعات تل (قره قوزاق) بالقرب من منطقة منبج.

وعندما سيطرت داعش على المنطقة لم تمس الضريح الوهمي بسوء مع انها دمرت كل المساجد والاضرحة التي وصلت يدها اليها حتى قبور الانبياء والصحابة ، إلا القبر الفارغ لسليمان شاه لم تمسه داعش بسوء ، بل كانت داعش تعطي الطعام للحراس الاتراك.

ولكن في يوم (21 فبراير/شباط 2015)،  دخلت الأراضي السورية أكثر من (مائة عربة عسكرية منها 39 دبابة و572 جنديا) تحت حجة نقل احجار القبر الفارغ إلى تركيا مؤقتا تمهيدا لإرجاعه إلى سوريا بعد سقوط النظام فيها.

للقارئ الكريم ان يتصور سخف العقلية التركية وسذاجتها ولربما خبثها، بحيث تقوم بحراسة احجار قبر فارغ طيلة اكثر من (800) سنة ، ثم تحتل اراضي دولة اخرى من اجل نقل كومة أحجار.

من الله يطيّح حظج امريكا.   

الموضوع السابق موقف المرجعية من التدخل في الشأن العام

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat