بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف ... المتاحف العراقية كانت هدفا مباشرا لقوات الاحتلال
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي

بتاريخ 18 مايس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف ، والاحتفال بهذا اليوم بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، حين قرر المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) في العام ١٩٧٧م تخصيص يوم عالمي للمتاحف ( الثامن عشر من شهر مايس من كل عام ) بهدف تعزيز العلاقة بين المتحف والمجتمع باعتبار أن المتحف في العلم الحديث لم يعد فقط مجرد بيت لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية ، بل أصبح مركزاً علمياً مهماً يسهم في نشر إبراز المعرفة والعلوم والتعريف بالتراث الإنساني في جميع المجالات ، وفي هذه المناسبة لابد لنا ان نستذكر المتاحف العراقية التي كانت هدفا مباشرا لقوات الاحتلال الاميركي اللعين ، أول المتاحف العراقية التي طالتها قنابل الغزاة كان المتحف العراقي وهو اكبر متاحف العراق وأقدمها حيث تأسس عام 1923 ، ويحتوي على مجاميع أثرية تؤرخ لحضارة بلاد مابين النهرين ، ويضمن 18 قاعة تحتوي مجموعات متنوعة من حقب عديدة مثل الحقبة السومرية والآشورية والبابلية ، كذلك يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية ، علاوة على آثار عصور ماقبل التاريخ ، وآثار عصور القرى الزراعية المبكرة التي يمتد عمرها إلى (8) آلاف سنة أو 7-6 آلاف سنة تقريباً أي إلى العصر الحجري ، وعصر الاستقرار في الجنوب حيث نشأت الحضارة السومرية ، وعصر الدولة الأكدية وفترة اختراع الكتابة ، والعصر البابلي القديم ، والفترة الآشورية البسيطة والحديثة ، والفترة البابلية البسيطة والحديثة ، وفترات ما قبل الإسلام (الساساني) ، وعصرالحضارة الإسلامية ، والعصور المظلمة التي تلت سقوط بغداد على يد المغول والتتار ، ويكون ترتيب قاعات الحضارات حسب قدمها حيث تكون قاعات الحضارات الأقدم في بداية المتحف وكلما تعمق الزائر كلما تقدمت اثار الحضارات إلى الاحدث وصولا إلى الاثار الإسلامية في نهاية المتحف ،كذلك يضم متحف الطفل وهو متحف مصغر ذو هدف تربوي وتعليمي ، يوصل فكرة كيف عاش الإنسان القديم وكيف تعلم وكيف اخترع الكتابة وبنى قرية إلى الطفل ، كذلك مكتبة المتحف التي تأسست عام 1933، حيث كانت في البدايه في قاعة من قاعات المديرية وصنعت لها خزانات قليلة وقد انيطت ملاحظتها واسند الاشراف عليها حينذاك بموظف يتعهدها ويهتم بها ، كان المتحف الوطني العراقي إحدى ضحايا حرب العراق والانفلات الأمني الذي حدث عقب دخول القوات المحتلة ومارافق ذلك من انفلات أمني وتدمير وسرقة ونهب ، حيث تعرضت محتويات المتحف للسرقة والنهب والتدمير ، علما ان جهود البحث عن القطع المنهوبة لم تسفر سوى عن استعادة 3709 ، معظمها مهشمة ، من اصل 15 ألف قطعة مفقودة ، في 23 شباط 2009 تم اعادة الافتتاح الرسمي للمتحف العراقي في بغداد وذلك بعد 6 سنوات من الغزو والاحتلال الأميركي للعراق ، متحف ألآثار الطبيعي ايضا كان أحد ضحايا الحرب ألأميركية على العراق ، حيث تم تدمير معظم محتوياته في واحدة من اكبر العمليات الهمجية عبر التاريخ ، ان العالم المتحضر يولي اهتماما كبيرا بالمتاحف لما لها من اهمية واضحة في مجال السياحة ومجالاتها المتعددة وبوجه خاص في ما يعرف بالسياحة الثقافية ، حيث له دور مهم في التعريف بثقافات الأمم والشعوب ، وذلك من خلال عرض المقتنيات المتحفية والتي تسهم بلا شك في تثقيف أعداد كبيرة من الزوار ، غير ان اميركا عدوة الشعوب لن يروق لها ان تكون متاحف العراق شاهد على عمق حضارته واصالتها ، فبادرت بهدم ماأمكن هدمه وسرقة ماتمت سرقته من تلك ألآثار لعلها تتمكن من طمس معالم حضارة وادي الرافدين ، لكن هيهات ، فأرض العراق تجود بالحضارات على مر العصور ، واذا كان جنين ألأمس قد سقط فرط الفزع ، فأننا سنبشر بالجنين غدا .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat