خرج المارد من القُمقُم ...قمعك لن يعيده
علياء موسى البغدادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علياء موسى البغدادي

الطغاة يلفظون انفاسهم الاخيرة في بلادنا العربية ..برياح التغير التاريخي .قبل عشرون سنة وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي قررت الشعوب التي كانت تعيش تحت حكم الاستبداد تلك الشعوب الاوربية التي حركها انهيار جدار برلين نحو الحرية وحكم انفسهم بانفسهم .. وكما يحدث الان للشعوب العربية بعد حركة التغير الشبابية السلمية في تونس والتي اسقطت رياحها الشريفة شجرة الاستبداد والحكم الابدي ورقة بعد ورقة مفجرة بركان الثورات في ارض العرب ضد مجانين العظمة و مصاصي دماء الجماهير . وقتل الشعوب بحجة القضاء على قضية المؤامرة . وهنا نتمنى ان تجري رياح التغير ضد الطغاة والظلم بما تشتهي سفن الديمقراطية والعداله وهي ترفع شعار (لا جلادين لا قمع وقتل جماعي لا مقابر جماعية لا حزب متسلط لا دكتاتورية وجنون العظمة ) نعم للحرية نعم للسلام نعم لكرمه الانسان نعم لاخي الانسان شكرا لاخي الانسان اي انسان صالح . نعم للانسانية .أن الشعوب العربية خلعت عباءة الخوف وانتفضت لاسترداد حقوقها المشروعة والمسلوبة منها طوال العقود الطويلة الماضية وأنه لا سبيل لتكميم الأفواه ولا للقضاء علي الثورات المنتشرة هنا وهناك إلا بتحقيق الديمقراطية الحقيقية ومكافحة الفساد ومحاكمة رموزه وحفظ كرامة الانسان وتوزيع الثروات بكل عداله وهو حق مشروع . ان التغير السلمي هو أرقى أنواع التغير واقوها وأجمل صور الحرية والديمقراطية . وان حقوق الانسان والديمقراطي مفهومان متكاملان متقاربان يحققان معا الاصلاح و ألعدالة . سوف تاتي هذه الرياح التغيرية بفحر يوم جديد بعيد عن رق الاستعباد بعيد عن الظلم الذي كان سببا رئيسي في الثورة والتغير .وقد اختارت الشعوب طريق التغير ولم تتاخذ طريق الاصلاح لانها تؤمن بان الاصلاح يكون لشيئ القابل للاصلاح ام التغير فهو حسب كل فاسد ظالم مستبد . وصدق الله إذ يقول: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وطالما أن الناس قد بدأت بالتغيير فإنه قادم بإذن الله تعالى و برغم كل المخاطر التاريخية التي تحيط التغير الا انها تبشر بخير.
رياح التغير ليست موسمية عادية هي رياح ثورية سرعتها تفوق زمان الطغاة نسيمها من طيب ريح الشهداء الاحرار تحمل حبوب لقاح ضد المفسدين الظالمين تسعى لتغير يريده العالم كله, تغير سلمي ثقافي حامي لحقوق البشر وضامن للعدالة .وقد باركها كل انسان شريف يؤمن بحق الاخرين في العيش بكرامة. وهي ثورة حقيقية لحقوق الانسان تنتزع بكل بطوله وشجاعة من أفواه الجلادين او الحكام الذين يضعون الشعوب في ذاكرة فارغة .ونحن نتمنى ان لا تستغل هذه الثورات الحقوقية من اجل أجندات أخرى بعيدا عن التغير المصلح والمنشد للخير والعدالة وبناء الانسان الحر القوي . لقد غامر هولاء الشباب بأرواحهم وأحلامهم أمام رصاص المفسدين عزل لا يمتلكون سلاح للمقاومة ألا أيمانهم بأنفسهم وقضيتهم من اجل ألاخرين من اجل الانسان لا من اجل مطالبات خاصة او فئوية . قال غيفارا: (لا يقوم بالثورة إلا مغامر ولا يستغلّها إلا انتهازي». ونحن نتمنى ان لا تستغل من قبل انتهازين؟؟ لانها ثورة لاسترداد مقدرات الذات، وفي مقدمتها الكرامة والكبرياء الوطني واسترداد الثروات واسترداد التاريخ العربي المعاصر بعيد عن الظلم والقهر والاحتلال وانتهاك كرامة الانسان
.وذکر تقرير لمنظمة العفو الدولية إلى أن المطالبات المتزايدة بالحريات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى تزايد دور شبكات التواصل الاجتماعي، تعد فرصة غير مسبوقة لتشكيل تحول في حال حقوق الإنسان في المنطقة. ولكن التقرير أضاف بأن هذا التحول على المحك الآن. ويأتي تقرير منظمة العفو الدولية عن حال حقوق الإنسان في العالم بمناسبة مرور خمسين عام على تأسيس المنظمة. وقال أمين عام المنظمة سليل شتي "إن ثورة حقوق الإنسان تقف على مفترق طرق لحظة تاريخية، هناك اشخاص، في أغلبهم شبان، شجعان يواجهون الخوف، والرصاص، والغاز المسيل للدموع، والدبابات ليقولوا كلمتهم. ويضيف شتي بأن "هذه الشجاعة مصحوبة بتطور وسائل الاتصال التي تدعم المظاهرات السلمية". ويرى أمين عام المنظمة إن هذه التحولات توجه رسالة واضحة للأنظمة القمعية بأن "أيامها باتت معدودة". وبالمقابل فإن هذه الأنظمة، وفقاً لسليل "تشن حرباً مضادة". وتدعو منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي لاغتنام الفرصة وجعل عام 2011 عام "نصر لحقوق الإنسان". وقال تقرير المنظمة بأن الحكومات تسعى إلى السيطرة على وسائل الاتصال باعتبارها رافدة لحراك حقوق الإنسان في العالم.
وقد اشار تقرير منظمة العفو الدولية الى ان الحكومات في ليبيا والبحرين واليمن أظهرت تمسكا شديد بالسلطة وذالك من خلال قتل المتظاهرين المسالمين .و دعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" قادة العالم إلى مساندة "ثورات حقوق الإنسان" العربية في شمال إفريقياوالشرق الأوسط لضمان ألا يصبح عام 2011 "فجرا زائفا" لحقوق الإنسان. وقالت المنظمة في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان العالمية إن الكفاح من أجل الحرية والعدالة "يقف على حد سكين" حيث يواجه أولئك الذين يتظاهرون من أجل التغيير تحركا مضادا خطيرا من جانب قوى القمع المتسلطه
((إن ثورة حقوق الإنسان تقف حاليا على عتبة تغيير تاريخي))
وأضاف سليل: الناس يرفضون الخوف. وإن البواسل الذين يقودهم الشباب إلى حد كبير يقفون ويعبرون في وجه الرصاص والضرب والغاز المسيل للدموع والدبابات". وأوضح شطي أن شجاعة هؤلاء مقرونة بالتكنولوجيا الجديدة التي تساعد النشطاء على فضح القمع الحكومي لحرية التعبير والاحتجاج السلمي، تبعث بإشارة إلى الحكومات القمعية مفادها أن "أيامهم باتت معدودة". وقال أيضا في التقرير الذي شمل 157 دولة: "لقد خرج الجن من القمقم ولا يمكن أن تعيده إليه قوى القمع" مضيفا "هناك حاليا همسات استياء تسمع من أذربيجان إلى زيمبابوي".
وحذرت العفو الدولية من أنه بالرغم من هذا العزم الجديد على مواجهة الاستبداد، ظلت حرية التعبير عرضة للهجوم عبر العالم. (نعم لقد حرج الجن من القمقم ولا يمكن ان تعيده اليه قوى القمع ) نعم خرج ولكن لن ولم يتوقف دور النشطاء الانسانين الحقوقين في قيادة التغير التاريخي الحقيقي ورسالتهم الانسانية الاخلاقية في نشر حقوق الانسان وحماية كل البشر من الانتهاكات والفساد والظلم اصدق عنوان يمكن ان يتاخذه النشطاء في حقوق الانسان على طول مسار نضالهم الانساني
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat