صفحة الكاتب : قيس المهندس

مقتدى الصدر تعظيم سلام
قيس المهندس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العام (2008) أصدر السيد مقتدى الصدر أمراً بتجميد جيش المهدي التابع له، من أجل فسح المجال للحكومة العراقية، بفرض سيادتها على الوطن، وبالتالي قطع الذرائع أمام المحتل، من إبقاء قواته على الأراضي العراقية.
منذ ذلك الحين، لم يصدر من السيد مقتدى الصدر، سوى قرارات إتصفت بالحكمة، كمثل قرار تجميد جيش المهدي، كما إن قراراته جاءت دوماً متطابقة مع رؤية المرجعية الدينية.
ومن الملاحظ أن المرجعية الدينية، المتمثلة بالسيد السيستاني، قد بعثت أكثر من مرة وبأوقات مهمة، الى السيد مقتدى الصدر، وتحاورت معه بشأن قضايا مصيرية، ولم يكن للسيد الصدر رأياً مخالفاً للمرجعية، سيما في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ودعوة التغيير!
بعد إصدار المرجعية الدينية، فتوى الجهاد الكفائي، تأنى السيد مقتدى الصدر قليلاً في المشاركة، وكأنه تعمد جس النبض، وبالفعل صرح ذات مرة بأن ثمة مؤامرة تحاك على المرجعية، وعلى الوطن من قبل بعض الجهات!
بعد ذلك وفي توقيت وظروف معينة، شكل سرايا السلام، وأخذ بالمشاركة في القتال ضد داعش، حيث لم يكن له من بد، إلا المشاركة في القتال، وكانت مشاركة سرايا السلام، رويداً رويدا، وكان العنوان العريض لمشاركتهم، هو حماية المراقد المقدسة.
اليوم وبعد أحداث طرأت على المشهد العسكري، في جبهات القتال، حيث بلغ الحشد الشعبي حداً، لا يستطيع التقدم أكثر، كون المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، هي مناطق سنية مكتضة بالسكان، والحدث الذي وقع في ديالى دلل على ذلك!
بهذا إستشعرت المرجعية أن خللاً ما يحدث، وأن عليها التصدي لدرء الفتنة، حيث نادت بضرورة تحرير ما تبقى من المناطق على يد أبنائها، وبمساعدة الجيش العراقي، ولم يكن النداء زهداً من المرجعية، في زج فصائل الحشد الشعبي في القتال، ولكن قراءة المرجعية لتعقيدات الواقع، جعلها تدفع في هذا الأتجاه.
كما إن إطلاق المرجعية لعشرين من التوصيات للحشد الشعبي، في ذلك التوقيت وعبر وسائل الإعلام، مشعر بحجم الخطر الذي يحيق بالحشد، والمؤامرة التي تحاك لضرب الروح المعنوية له، ولضمان بقاء ولاء الحشد للمرجعية، التي أصدرت فتوى الجهاد الكفائي.
ثمة نية سيئة، لم تكن الجمهورية الإسلامية تعلم بشأنها، حتى طفت الأمور الى السطح، لذلك بعثت نائب رئيس الجمهورية "جهانغيري" ليطمئن المرجعية والشعب العراقي.
القرار الأخير للسيد مقتدى الصدر، بتجميد سرايا السلام، ظاهره التجميد، وحقيقته حماية النجف والمرجعية، حيث أنه ليس من المعقول؛ أن تأمر المرجعية بسحب قوات الحشد، ما لم تنجز مهمتها وفقاً لفتواها الشهيرة، لأن ذلك سيؤدي الى خلل كبير ربما يطيح بالوضع الأمني، فكان سحب سرايا السلام تكتيكاً بديلاً، ولهذا ينبغي أن نقول للسيد مقتدى الصدر عرفاناً منا: تعظيم سلام.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس المهندس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/21



كتابة تعليق لموضوع : مقتدى الصدر تعظيم سلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2015/02/26 .

أي تعظيم واي سلام هذا ، الخلل يحدث عندما يقوم قائد بسحب جنوده إثناء المعركة ليترك فراغا قاتلا يضر بالقطعات الاخرى التي لازالت تُقاتل وتقدم التضحيات تلو الاخرى ، سرايا السلام وغيرها كلها تنظوي تحت لواء المرجعية وفتاواها القدسية . مقتدى الصدر ليس قائدا عسكريا ولا سياسيا وليس مرجعا ولا يحق له ان يقوم بتجميد هذا السرايا الشابة التي اندفعت تلبية لنداء المرجعية وفتواها الرشيدة ، وقد شعر مقتدى الصدر بالحرج الشديد ورأى ان البساط سوف يُسحب من تحت قدميه إن هو لم يتحرك ضمن اطار المرجعية وفتوى الجهاد وإلا فإن جانبا كبيرا من اتباعه سوف يهبون لتلبية نداء المرجعية من دون اخذ اذنه وقبلها ونتيجة لتصرف مقتدى الغير مدروس انفصل الشيخ قيس الخزعلي جزاه الله خيرا وشكل جيش العصائب الذي حافظ على بغداد من السقوط واعاد التوازن العسكري للساحة وعلى ضوء هذه التجربة التي خسر فيها مقتدى شطرا مهما من قوات جيش المهدي في انظمامها إلى الشيخ الخزعلي اضطر مكرها ان يقوم بتشكيل سرايا السلام ، ولو لم يقم بذلك لتخلى عنه جيش المهدي الذي شعر بمسؤولياته الكبرى بعد سقوط الموصل ووصول داعش والتفافها حول كربلاء وبابل من جهة جرف الصخر . أي قائد هذا الذي يترك الساحة في شدة اشتعالها ويكشف جانبا مهما من الجيش والفصائل المقاتلة الاخرى للعدو الداعشي الذي لا يرحم ، وهذا ما رأيناه بمجرد انسحاب سرايا السلام استطاعت داعش ان تستغل هذا الفراغ وتصل إلى مشارف سامراء من جديد . فإما مشاركة مقتدى في الجهاد وتلبية فتوى المرجعية كان خطأ منه . أو ان انسحابه من ساحات القتال كان خطأ . والآن على هذه السرايا ان لا تسمع قولا له ولا تطعه في ذلك ، لأن مقام المرجعية اكبر واشرف من مقتدى الذي لا يزال تلميذا يدرج في اروقة الحوزة.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net