صفحة الكاتب : حيدر الفكيكي

سنين الصناعة العجاف
حيدر الفكيكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وانا اكتب السطور ادناه ينتابني شئ من الضجر وقليل من اليأس وان كان مذموماً اذ يخالجني شعور بان لا فائدة من الكلام  بعد الكم الهائل  المتساقط على رؤسنا من خيبات الامل كما المطر على ليحفر اخاديد دموع بوجوه المحرومين واخرى تجري في ارضنا تنساب فيها التساؤلات دون اجوبة  فتلك الانتكاسات لا تنفك ان تلوح بالافق حتى نراها تقاسمنا الطعام والشراب والانفس فمذ ودعنا سنين عجاف وكان يملأنا الامل واللهفة بادية في اعيننا لاستقبال السمان واذا بها العجاف تعود تارة اخرى وتأبى الفراق وما ان يخرج البلد من مطب حتى يقع في آخر، ومن هذه المصائب ما اصاب ملف الصناعة وموظفيها الذي هو من الملفات المحرجة المخزية للدولة اذ تم تعطيل الصناعة وشل حركة عجلتها مما جعل البلد مستورداً لاغلب وابسط احتياجاته فصرنا بلداً مستهلكاً لا يستطيع الاعتماد على ذاته في سد احتياجات سوقه المحلية وحتى احتياجات دوائر الدولة لم يعد ايكالها الى وزارة الصناعة علماً انها قادرة على العمل والانتاج فبتنا نعتمد اعتماداً كاملاً على السوق الخارجي وتبقى مكائن شركاتنا الصناعية تحت ركام التراب والعاملون عليها يعانون العوز بعد انقطاع رواتبهم لعدة شهور تلك الرواتب التي هي اصلاً لا تحقق كل متطلبات حياتهم الاساسية فما هذا والى متى يستمر تعطيل الانتاج الصناعي وما السر الكامن وراء افشال اي مشروع انتاجي  وتعطيل الايدي العاملة وهي قادرة على الانتاج، ومن ثم معاملة العاملين على انهم عالة تثقل كاهل ميزانية الدولة، والعجب العجب  فكبار المسؤلين ليسوا بعالة ؟ وراتبهم الضخمة لا تشكل عبئاً على الموازنة ؟ وكأنهم متفضلين حين يصرفون بضع دنانير لموظفي الصناعة، أولائك المسؤولون الذين عطلوا اهم عماد تقوم عليه الدولة لا يحلوا لهم اقامة حفلاتهم الا في فنادق الخمس نجوم في بلاد الطبقات الارستقراطية!.

فما بال حكومتنا الموقرة غافلة أو متغافلة عن الصناعة مع ان الجاهل يعلم والعالم بان كل البلدان لا يسعها الاستغناع عن القطاع الصناعي فأزدهار الصناعة في اي بلد يضمن له كمال السيادة والسيطرة على ارضه ولا يقع تحت تهديد البلدان الطامعة التي تسعى لفتح اسواق جديدة على ارضه وتجعله بقرة حلوب تدر لهم خيرات متى شاءوا، ويتعدى الخطر الى ابعد من ذلك فان الدول الموردة تسطيع تهديد الدول المستهلكة لتحقيق غاياتها الساسية، فمن يفسر لنا الانتكاسة الصناعية التي لا نجد لها مبرراً سوى التواطئ من قبل القائمين على امور البلد.

فهل هناك من يستطيع تفسير واقعنا المتنقل بين العجاف والعجاف ؟؟ . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الفكيكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/15



كتابة تعليق لموضوع : سنين الصناعة العجاف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net